أكد الطبيب المختص في الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق المياه، بن حبلة عبد الغني، أن الأسباب الحقيقية للأمراض المتنقلة عن طريق المياه تعود بالدرجة الأولى إلى اختلاط المياه الصالحة للشرب بمياه قنوات صرف المياه، حيث تشكّل خطورة على صحة الإنسان بعد إصابته بأمراض خطيرة كالكوليرا والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي، والتي تسبّب في خطورة العدوى بنمط الجرثومة وطريقة انتقالها، والتي تحدث بسبب شرب الماء الملوث مباشرة واستخداماته اليومية في الطهي وغيرها. وأضاف بن حبلة أن تخزين المياه لفترة زمنية معينة قد يسبّب العديد من الأمراض التي تسبّبها المياه الملوثة الناتجة عن قنوات صرف المياه، التي تشكّل عدة أمراض كالإسهال والحمى وتسمّم وتعفن الجلد والقرحة، ومن الأعراض الرئيسة لهذا المرض هي الحمى والإسهال وتغيرات على مستوى الجسم، وارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام على مستوى البطن وانخفاض في الوزن ونقص المياه في الجسم ونقص في الشهية. نفس الفكرة يضيفها بن حبلة، أن الأمراض المتنقلة عن طريق المياه قد تظهر بصفة مفاجئة لدى المصاب مثل التيفوئيد، حيث تبدأ عوارض المرض بالحمى الشديدة والإسهال الحاد والإلتهاب المعدي المصحوب بإسهال أو آلام في البطن أو قيء، وعادة ما تكون هذه الاضطرابات قصيرة الأمد، ويمكن أن تصيب بعض الأفراد أوجماعات كاملة بحسب عدد أو نوع الجراثيم الموجودة بالماء، وهذه الظاهرة قد تدوم من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، أما الإصابة بمرض الكوليرا، فمدتها لا تتجاوز الأسبوع لتظهر عوارضها على جسم المريض أو المصاب والتي تشكّل خطورة خاصة على الأطفال وحتى الكبار، لذا، فاستشارة الطبيب، حسب بن حبلة، أمر ضروري ، لاسيما أثناء الكشف المبكّر للمرض، في فترة الإسهال الذي يشكّل خطورة على جسم الإنسان، لذا يجب في هذه الفترة بالذات الإفراط في شرب الماء لاستدراك الكمية الضائعة من الجسم وتفادي التأثيرات الجانبية للمرض. ويرى بن حبلة أنه في الآونة الأخيرة تم التحكّم بصفة دقيقة في أسباب هذه الأمراض بفضل عوامل عدة، على رأسها التحسيس والتوعية بخطورتها في الأوساط الاجتماعية، كما يقدّم في السياق، مجموعة من النصائح الوقائية تتعلق أساسا بمراقبة المياه والتكثيف من التحاليل المخبرية للمياه النقية الصالحة للشرب، وعلى المستوى الأسري، يجب الإلتزام بالمقومات الصحية لمنع تلوث المياه بالكائنات الحية، وغسل الأيدي بعد قضاء الحاجة وإضافة قطرات من ماء الجافيل لماء الحنفية الصالح للشرب والحرص على النظافة الشخصية، ونشر الوعي الصحي بين الصغار والكبار وتوعيتهم بطرق نقل العدوى وتجنّبها والطرق الصحية، وتجنّب الشرب في الأماكن أوالآبار غير المحروسة، أضف إلى ذلك، تفادي أشعة الشمس ودرجة الحرارة المرتفعة، خاصة في فصل الصيف.