احذر التيفوئيد في فصل الصيف أنه داء خطير يمكن أن يصبح قاتلا أو يخلق مضاعفات يصعب شفاؤها. التيفوئيد مرض عدوي سببه الرئيسي هو قلة النظافة وكثرة الأوساخ وانتشار المكروبات، ويظهر هذا المرض الذي يعود أصله إلى عصور الانحطاط والبؤس والحرمان، عند استهلاك طعام أو مياه ملوثة بالجرثوم المسؤول عن الداء وهو جرثوم "سالمونيلا". كلما أهمل الإنسان نظافة محيطه وجسمه وملابسه، أو تناول مياه أو أطعمة غير صالحة للاستهلاك، كان عرضه لهذا المرض المعدي، الذي ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة، باستعمال أوان ملوثة أو تناول خضر أو فواكه غير مغسولة، أو تناول حليب أو مصبرات غيرها صالحة، بالإضافة إلى تراكم الأوساخ في المحيطات السكنية التي يمر عليها المسؤول وغير المسؤول دون مبالاة، وأحيانا أخرى وجود مجاري المياه القذرة وغياب قنوات الصرف الصحي..الخ. أي شيء ملوّث يمكن أن يسبب هذا المرض: الماء والحليب والحلويات والمعلبات، والسندويشات والعصائر، والمشروبات الغازية والخضر والفواكه، حيث يدخل الجرثوم المسبب للداء في جسم الإنسان عبر هذه المواد الملوثة، ويستقر في الغدد اللمفاوية، حيث ينمو ويتكاثر، ثم يشرع في إفراز مادة سامة تسبب ظهور الحمى عند المصاب، التي تكون مصحوبة بالعياء والفشل وغياب النوم، مع الصداع والدوخة والشحوب..الخ. خلال الأسبوعين الأول والثاني تبقى الحمى عالية، وتتفاقم الأعراض مع ظهور الإسهال مكان الإمساك والعطش الشديد وفقدان الشهية، والعثور على بقع حمراء على البطن دليل قاطع على وجود المرض. يمكن للمصاب بالتيفوئيد أن يشفى إذا تم تشخيص المرض مبكرا، وتناول الدواء بجدية، أما إذا غاب التشخيص فقد يتطوّر الداء، حيث يتفاقم الإسهال، وقد يصحب بالإدماء أو ظهور ثقب في الأمعاء أو التهاب الزائدة أو إصابة القلب أو الكلى أو الرئتين أو المخ، أو الإصابة بالاختلاج أو الشلل أو دخول المريض في غيبوبة قد تؤدّي إلى الموت. يجب مكافحة الأوساخ وتراكم القاذورات والمياه الملوثة والرائدة وتواجد الوديان، مع محاربة تفشي الأكواخ والبيوت القصديرية وانعدام قنوات صرف المياه، ثم انتشار المحلات التجارية غير المؤهلة..الخ، وهي من الأسباب التي تجعل الإنسان عرضة للأمراض العدوية الفتاكة، سواء التيفوئيد أو الكوليرا أو التيفيس أو الملاريا أو السل ..الخ.