سجلت ولاية تلمسان في الآونة الأخيرة، العديد من حالات التفوئيد والكوليرا الناجمة على وجه الخصوص عن تلوث المياه الصالحة للشرب بشبكات قنوات الصرف الصحي التي لم تنجز بطريقة جيدة وقد دقت أغلب الجمعيات التي تدعوا إلى الحفاظ على صحة المستهلك ناقوس الخطر إزاء مختلف القضايا المسجلة في هذا الشأن. ولعل آخر إصابات تلوث المياه القذرة ببركة مياه الشرب، هو ما حدث بأحد المناطق الشمالية للولاية، أين تعرض أكثر من خمسة أشخاص إلى إصابات بداء التفيؤيد ومن أجل محاصرة مختلف الأمراض المتنقلة عبر المياه، نظمت جمعية المحافظة على البيئة بولاية تلمسان يوما دراسيا تحسيسيا ضم إلى جانب بعض من المسؤولين المحليين أخصائيون وأطباء وممثلي مختلف القطاعات كالري والصحة، حيث شدد المتدخلون على ضرورة المراقبة الفعالة والشديدة لمختلف القنوات الرئيسية وكذا المستثمرات الفلاحية التي تسقي من المياه الملوثة، والتي قد تؤدي بمستهلكيها إلى هلاك حقيقي، وقد مست حمى التيفوئيد بعض البلديات النائية لا سيما تلك التي يعتمد سكانها على مياه الآبار والصهاريج غير مرخصة، وهي بالتالي مياه ملوثة تنجم عنها أمراض خطيرة ومعدية وقد اتخذت السلطات المعنية بولاية تلمسان، جملة من التدابير والإجراءات منها مراقبة الآبار داعية في ذات السياق إلى ضرورة تكاثف الجهود والطاقات لمحاربة المياه المتنقلة عبر المياه، خاصة بالمناطق النائية والتجمعات السكانية البعيدة عن البلديات كالقرى التي لا تزال تشرب مع الحيوانات مثلما هو حاصل بمنطقة تاجرتيلة بسيدي الجلالي، وفي إطار حملاتها الوقائية اكتشفت مصالح النظافة العديد من الآبار التي تنعدم بها مواصفات الاستهلاك، على اعتبار أن غالبيتها منعدمة من مادة الكلور وهنا أكد أغلب المختصين، أن التلوث البكتيري للمياه دافع آخر في سبب الأمراض على مستوى الشبكات ضف إلى ذلك غياب مراقبة الصهاريج وأكد أحد الأخصائيين أن من أعراض الأمراض المتنقلة عبر المياه إصابة المريض بارتفاع في درجة الحرارة يدوم عدة أيام ويشكو خلالها من الصداع والوهن وألم البطن والإسهال المدمي ويفقد شهية الطعام، معتبرا أن من أهم طرق الوقاية لمنع انتشار المرض هي التركيز على التحكم في نظافة وصحة الماء والغذاء، والصحة الفردية والنظافة الشخصية، حيث كان هذا المرض ولا زال يدعى مرض الأيدي القذرة وينتقل المرض مباشرة باستعمال حاجات المريض الشخصية الملوثة أوعن طريق تناول الأطعمة المكشوفة والفواكه والخضار غير المغسولة جيدا والتي قد تكون ملوثة بالجراثيم ودعى محدثنا إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر وضمن نشاطها التحسيسي باشرت العديد من الجمعيات في برنامج وقائي تحسيسي عبر مختلف المناطق والأماكن العمومية، وهذا من خلال توزيع قصاصات تعرف بخطر الأمراض المتنقلة عبر المياه وضرورة استعمال مادة الجافيل لتطهير الآبار وتبقى الوقاية أحسن حل لتفادي الأمراض المتنقلة عبر المياه.