تجتمع الجامعة العربية اليوم كعادتها، في لقاء طارئ لوزراء خارجيتها بالقاهرة، من أجل اتخاذ موقف ضد العدوان على غزة، ويرى المتتبعون للمسار الكرونولوجي لمواقف الجامعة العربية، على أنها لا ترقى فوق مستوى ثلاث كلمات التنديد والشجب والاستنكار كما أنها تعيش على وقع تناقض صارخ، حيث تستعجل اجتماعاتها لضرب مصالح الأمة العربية ووحدتها وإسقاط أنظمة عربية وتفكيك العديد من الدول على غرار ما حدث فيما يسمى ب الربيع العربي ، في حين تكون جد متريثة في اتخاذ أي قرار ضد العدوان الصهيوني، ولا تقف إلى هذا الحد فقط بل تعمل على تكسير أي محاولة من طرف دول الممانعة لاتخاذ قرار ضد الصهاينة، وهذا ما حدث خلال هذه الأيام أي بعد أسبوع كامل من الغارات الصهيونية والتي راح ضحيتها أكثر من 160 شهيد، وسقوط آلاف الجرحى، جاءت الجامعة العربية في الأخيرة لتعقد اجتماعها الطارئ من اجل التنديد والشجب لا غير!، وهذا ما أجمع عليه العدد من المحللين السياسيين والمختصين أن هذا اللقاء لن يأتي بأي نتائج إيجابية لصالح القضية الفلسطينية، حيث سيكون مجرد اجتماع شكلي للتسويق الإعلامي والذي جاء نتيجة ضغط الشارع العربي فقط. * صالح سعود: اجتماع مجلس جامعة الدول العربية شكلي أوضح المحلل سياسي، صالح سعود، أمس، في تصريح ل السياسي أن العرب تعودوا عبر جامعة الدول العربية أن يطالبوا بعقد اجتماع كلما وقع عدوان على فلسطين بالذات ولكن التجربة بينت أن القرارات التي يتخذونها هي مجرد مواقف يعبرون من خلالها على الرفض والاحتجاج والمناشدة وغيرها من المصطلحات التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب والى ما يعبر عن مفهوم التضامن العربي إلى حد اتهام الجميع بالمشاركة بطريقة أو بأخرى في العدوان على الشعب الفلسطيني. وأضاف صالح سعود، أن ما يؤكد هذا التصور هو السكوت من قبل العديد من الأطراف العربة وكأن العدوان لا يهمها، مضيفا أن هذا الاجتماع العاجل قد تأخر كثيرا والجدير بالذكر أن المواقف العربية لا تجد في الوقت الحاضر من يستجيب لها، موضحا أن الحكام العرب أصبحوا رهينة في يد القوى والمؤسسات الدولية الكبرى. وأكد ذات المتحدث، أنه إذا تم اتخاذ قرارات خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية فهي غير قادرة على وقف الهمجية الصهيونية تجاه شعب فلسطين، مشيرا إلى أن العدو يدرك هذه الظاهرة وهو لا يبالي بأي قرار يتخذه هؤلاء، موضحا أن الجامعة العربية في حد ذاتها امتداد للمنظمة الدولية التي يسيطر عليها الأقوياء تموينا وتوجيها وتوظيفا. * طايبي: الاجتماع عبارة عن تسويق إعلامي شكلي للموقف العربي من جهته، أكد المحلل السياسي والمختص في علم الاجتماع، محمد طايبي، أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بشأن الاعتداء على غزة سيكون شكلي لتسويق الموقف العربي بصفة إعلامية، موضحا أن هذا الأخير جاء لحدة الضغط العربي على هذه المؤسسة، مضيفا أنه لن يكون هناك نتائج على الإطلاق وإنما مجرد خطب وإظهار لمواقف دفاع عن القضية. * الجزائر تشارك في القمة العربية حول غزة اليوم يشارك وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة اليوم في الاجتماع العاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بمقر أمانة الجامعة بالقاهرة وذلك لبحث تدهور الأوضاع فى غزة إثر العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع، حسبما من وزارة الخارجية. وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية أن الاجتماع جاء بناء على دعوة رسمية تقدمت بها دولة الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى أمس طلبت فيها بعقد اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري. ويأتى هذا الاجتماع فى أعقاب فشل مجلس الأمن الدولي فى اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذى أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة المئات. شريط: اللقاء العربي جاء متأخرا في ذات السياق، قال عبد الرحمان بن شريط، أن الاجتماع العاجل لمجلس جامعة الدول العربية جاء جد متأخر، وذلك بعد تعفن القضية بشكل كبير وذهاب العشرات من الضحايا جراء الاعتداء على غزة، مضيفا أنه تقرر عقد هذا الأخير الآن بعد أن أصبحت ضربات المقاومة الفلسطينية موجعة وبعد أن حققت انتصارات يودون إيقافها، متسائلا أين كانت جامعة الدول العربية عند بداية العدوان الصهيوني على فلسطين. وأضاف بن شريط، أن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية لن يكون سوى سيناريو يتكرر، حيث يقوم الممثلين خلاله بنفس الدور في كل مناسبة أو اعتداء، مشيرا إلى آن الفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على الدفاع وحماية أنفسهم. * الإعلامي كمال عمان: التجربة علمتنا أن لا نتوقع الكثير من الاجتماعات العربية أوضح الإعلامي والمذيع بقناة روسيا اليوم في تصريح ل السياسي أن التجربة علمتنا أن لا نتوقع الكثير من الاجتماعات العربية، حيث لا يتوصلون إلى اتخاذ عمل فوري على الأرض لإغاثة سكان غزة أو حتى ضغوطا دولية لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وقال أنه لا يجب أن يكون هناك مبررا للسكوت عن المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، كما توقع المتحدث أن الاجتماع، قد يتمخض عنه دعوة مصر من أجل فتح المعبر بشكل فوري أمام الجرحى والمساعدات الإنسانية وأيضا السماح بخروج المصابين والمرضى للعلاج في مستشفيات أخرى ونتوقع من الدول العربية القيام في تقديم المساعدات الإنسانية في العلاج.