أكد أمس الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي حمود صالحي، على أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هو مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتندرج في إطار خطة صهيونية تتماشى مع المخطط الأمريكي الصهيوني، الذي يعتقد أن الإدارة الأمريكية القادمة، ينبغي أن تهتم بإيران كدولة ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وبالتالي فالخطة هي إضعاف إيران، وذلك عبر تحييدها وإبعادها من المنظمات التي يقال عنها مساندة لإيران، كحركة ''حماس'' الفلسطينية المقاومة اللبنانية ''حزب اللّه''، حيث بدأت بالمفاوضات مع سوريا. وهذا ما يتماشى أيضا مع إسرائيل، التي ترى أنه على الولاياتالمتحدةالأمريكية تنفيذ إجراء فعال من أجل ضرب إيران. وأضاف الدكتور حمود صالحي، في تصريحه لجريدة ''الشعب''، على هامش الندوة الإعلامية حول ''الأبعاد الاستراتيجية للعدوان الإسرائيلي على غزة'' المنعقدة بجريدة ''الشعب''، بأن ما كتبته الصحف الإسرائيلية خاصة اليسارية منها، تؤكد على أن العدوان الصهيوني هو مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني، هدفها الأساسي إيقاف الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية والتي كان من المفروض أن تعقد أواخر هذا الأسبوع، وكذا خوف إسرائيل من فوز حركة حماس في هذه الإنتخابات، وهذا ما أدى ببعض الجهات إلى إيجاد وسيلة لإبعاد الإنتخابات. وفي هذا السياق، أشار المحلل السياسي الجزائري إلى الصحف الإسرائيلية تتحدث عن انعقاد اجتماعات بين جهات فلسطينية (حركة فتح) وإسرائيلية برام الله وذلك في منتصف سبتمبر ,2008 وحسب ما تناقلته هذه الصحف، فإن الاقتراح المقدم هو القيام بعملية شاملة لخلق جو يمنع وقوع الإنتخابات الفلسطينية، وقد كان الموقف الفلسطيني المفاوض في الاجتماع متماشيا مع ما ترمي إليه إسرائيل، لا سيما اللوبي الصهيوني الأمريكي. كما أن الأمر الذي يخيف إسرائيل حسب الصحف الإسرائيلية فإن 60٪ من الإسرائيليين يؤمنون بضرورة التفاوض مع حركة ''حماس'' كي يكسبوا السلام مع الأقوياء. وأفاد المتحدث أيضا بأن إسرائيل تريد ترك الخلاف الفلسطيني الفلسطيني كما هو، لأنه يخدم مصالحها في المنطقة، زيادة على ذلك، فإن القيادة الإسرائيلية تخاف أن يدخل الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما في مفاوضات مع الفلسطينيين، والدليل على ذلك أضاف الدكتور صالحي بأن زيارة سكريتير الأمن القومي الأمريكي جان جامس إلى المنطقة، واتهامه للجيش الإسرائيلي بأنه السبب في كل ما يجري في قطاع غزة، أخافت إسرائيل. بالاضافة إلى أن فريق أوباما باراك يعتقد أن حل مسألة الشرق الأوسط وبالتالي تحسين صورة الشعب الأمريكي بالمنطقة تبدأ من فلسطين، وهو سبب ثانٍ يخيف إسرائيل. وفي رده عن سؤال، حول احتمال نهاية هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي، أجاب المحلل السياسي بأن قراءات وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية تقول بأن العدو الإسرائيلي لا يريد إتمام المعركة، لأن هذه الأخيرة أثبتت صمود الشعب الفلسطيني، مضيفا، بأن الإسرائيين يرون بأنه ينبغي خلق أرضية جديدة يستولون فيها على بعض المناطق في غزة. وبالتالي تفرض الأمر الواقع على الرئيس الأمريكي القادم، هذا الأخير يريد إنهاء المشكل، والمشكلة بالنسبة لإسرائيل هو أن المقاومة الفلسطينية بقيت صامدة، وربما هي التي ستملي شروطها. وقال أيضا الدكتور صالحي، بأنه عندما ننظر إلى عهد الاستراتيجية الأمريكية، وحسب آخر تقرير صدر عن مجلسها الوطني للإستخبارات، فإن عدد الشعب الفلسطيني داخل الكيان الصهيوني سيصبح آفاق 2025 ربع (4 1 /) السكان الموجودين داخل الكيان الإسرائيلي، وهذا ما يخيف العدو. زيادة على ذلك، فإن عدد سكان قطاع غزة المقدر ب5,1 مليون نسمة و5,2 مليون نسمة بالضفة الغربية سيصل إلى 6 ملايين سنة في آفاق .2025 وحسب التقرير الأمريكي دائما فإن عدد اليهود الأورتودكس (المتطرفين) سيرتفع بنسبة 10٪ في آفاق .2025 وأضاف المحلل السياسي، بأنه نتيجة لهذه التوقعات، فإن العدو الإسرائيلي يمارس سياسة تهجير الفلسطينيين منذ القدم وحاليا بقطاع غزة، وبالتالي فالإبادة الجماعية التي يمارسونها في حق الشعب الفلسطيني يخدمهم، والأكثر من ذلك، فإن الجرائد الإسرائيلية تتباهى بما يجري بقطاع غزة من قصف وتقتيل، مشيرا إلى أن إسرائيل خائفة جدا من ارتفاع عدد سكان فلسطين إلى رقم يصبح من المستيحل السيطرة عليه. وعلى صعيد الخلاف القائم بين حركتي حماس وفتح أكد الدكتور صالحي، بأن الصراع الفلسطيني الفلسطيني أصبح له بعدا دوليا عربيا، كون قرار مجلس الأممالمتحدة الصادر في ديسمبر الماضي، ينص صراحة على أن الشرعية الفلسطينية (شرعية حركة حماس) غير معترف بها، وأن يكون التعامل مع السلطة الفلسطينية دون غيرها. وأضاف المتحدث، بأنه في إطار هذا الخلاف الذي أصبح دوليا، دخلت أطراف أخرى كإيران المعادية لإسرائيل، وبالتالي فإن حركة حماس تتعامل معها على هذا الأساس، وأن هذا الصراع ذو البعد الدولي العربي هو مأساة للفلسطينيين الذين لا يعرفون كيفية حل هذا الصراع وتركوه لأطراف أخرى كالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتهم حركة حماس بالإرهاب، بالرغم من أن هذه الأخيرة لم تقم بأي عمل ضدها. وبشأن مسألة السكوت العربي إزاء المجزرة التي ترتكب في حق سكان غزة على مرأى ومسمع العالم، أجاب الخبير السياسي بأنه موقف الأنظمة العربية هو مرآة عاكسة لموقف مجتمعاتها التي مازالت تهتم بمشاكلها اليومية والاقتصادية، وفي نفس الوقت تساند فلسطين عاطفيا وهذا ما فعلته الجامعة العربية عبر إصدارها لبيانات عاطفية ولم تقم بما كان ينبغي أن تقوم به، وهو إنذار إسرائيل، عبر تنشيط إتفاقية التبادل المشترك في حالة إيقافها للعدوان. وأشار في هذا الإطار إلى أن الموقف العربي ميؤوس منه حتى في إطار الوفد العربي الذي سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالاضافة إلى أن الصحف الإسرائيلية تقول بأن هذا الوفد العربي أعطى كل الوقت لإسرائيل كي تقضي على البنية التحتية لحركة حماس، وبالتالي قطاع غزة. مذكرا في معرض حديثه بالحصار الذي فرض على الشعب الفلسطيني منذ عدة أشهر قبل بداية القصف. وفي الختام، قال الدكتور صالحي بأنه من الصعب إيجاد تفسير للموقف العربي الصامت، مشيرا بأن سكوتها ربما سيجنبها أخطارا قد نجر عن مواقفها. ------------------------------------------------------------------------