أمضى سكان قطاع غزة يوما آخر تحت نيران القصف الاسرائيلي، الذي أضاف الى قائمة جرائمه مجزرة جديدة ارتكبها، فجر أمس، بحي الشجاعية، شرق المدينة، خلفت 50 شهيدا فيما ينتظر ما ستسفر عنه الجهود الدولية، وفي مقدمتها تحركات الأممالمتحدة، من أجل حقن دماء هذا الشعب. ففي ظل توسيع الاحتلال الاسرائيلي للمرحلة البرية من عملية الجرف الصامد الى جانب غارات قواته الجوية، عاش سكان حي الشجاعية ساعات عصيبة فقدوا خلالها 50 من ابنائهم معظمهم من النساء والأطفال، ليرتفع عدد شهدان العدوان بعد 14 يوما من بدئه الى 400 شهيد. وقالت مصادر فلسطينية ان أعدادا كبيرة من الشهداء والمصابين سقطوا في المجرة لم يتم حصرهم حتى الآن نظرا لتواجد العديد من الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض ولا تستطيع طواقم الصليب الأحمر والإسعاف الوصول إلى داخل الحي لإخلاء المصابين والجثامين بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف على الحي. وأدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة مجزرة الشجاعية، كما وجّه الرئيس، محمود عباس أمس، نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وفرض وقف إطلاق النار. وأعلن عباس الحداد لمدة ثلاثة ايام تنكس فيها الاعلام حدادا على أرواح شهداء هذه المجزرة. كما طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذّرها من استمراره. في غضون ذلك، حذّر مكتب الصحافة التابع للحكومة الإسرائيلية، أمس، الصحفيين الأجانب من تغطية الحرب على غزة، وأكد أنه غير مسؤول عن سلامتهم في القطاع. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بيان أصدره المكتب أن غزة والمناطق المجاورة لها هي ساحة قتال وتغطية العمليات العسكرية يعرض حياة الصحفيين للخطر وأن إسرائيل غير مسؤولة عن أي إصابة أو ضرر قد يحدث نتيجة هذه التغطية الميدانية. ورغم فضاعة الدمار الذي خلفه العدوان بحي الشجاعية، لم توافق اسرائيل الا على ساعتين من الهدنة من اجل الاغراض الانسانية الطارئة، اعتبارا من الواحدة والنصف وحتى الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس، بطلب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر. ودعت اسرائيل سكان الشجاعية الى مغادرة منازلهم خلال هذه الفترة الزمنية والتوجه غربا الى مدينة غزة عن طريق محور صلاح الدين، وأكدت ان كل محاولة لاستغلال هذه الهدنة لإطلاق النار ستقابل بالرد. وكان جيش الاحتلال قد بدأ هجومه البري على قطاع غزة مساء الخميس الماضي، بعد عشرة أيام من قصف جوي وبري وبحري استهدف القطاع المحاصر وذلك في إطار عدوان عسكري واسع النطاق بدأه في 8 جويلية الجاري وأطلق عليها اسم الجرف الصامد . المقاومة توجّه ضربات موجعة للاحتلال ولقي أربعة عشر جنديا اسرائيليا مصرعهم في كمين نصبته حركات المقاومة الفلسطينية لقوة اسرائيلية، شرق مدينة غزة. وأعلنت كتائب عز الدين القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس في بيان لها، أن مقاتليها استدرجوا قوة صهيونية حاولت التقدم شرقي حي التفاح، شرق مدينة غزة، على بعد 500 متر من الطريق الشرقي للمدينة الى كمين محكّم معد مسبقا. واعتبرت حماس المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في حي الشجاعية المكتظ بالسكان، شرق مدينة غزة فجر أمس جريمة حرب لن تكسر إرادة الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم حماس، سامي أبو زهري، في بيان صحفي إن المقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة، ولن تسمح لقواته بأن تطأ قدمه أرض غزة . وأشار إلى أن مطالب حركة حماس ليست تعجيزية بل هي مطالب إنسانية تنهي الحصار المتواصل على قطاع غزة منذ سنوات وكذلك أشكال العدوان على غزة والضفة الغربية. وكانت حركة حماس اعلنت السبت انها سلمت شروط الهدنة مع اسرائيل الى مصر وقطروتركيا والجامعة العربية والى الرئيس الفلسطيني. وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية طرحت ستة مطالب أساسية لإبرام أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع إسرائيل وفي مقدمتها رفع كلي للحصار عن القطاع. ومن بين هذه المطالب، الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة برا وبحرا وجوا وضمان وقف سياسة التوغل والاجتياحات والاغتيالات وهدم البيوت وتحليق طيرانه فوق القطاع. كما تهم المطالب فك الحصار البري والبحري عن قطاع غزة بشكل كامل بما في ذلك فتح المعابر وتشغيل ميناء غزة وإدخال جميع السلع والكهرباء والوقود ومواد البناء وكل احتياجات الأهالي وفك الحصار الاقتصادي والمالي وضمان حرية الصيد والملاحة حتى 12 ميل بحري وحرية الحركة في المناطق الحدودية لقطاع غزة وعدم وجود منطقة عازلة. وكانت المقاومة الفلسطينية قد أكدت في وقت سابق أنها لن تقبل أي مبادرة لا تستجيب سلفا للمطالب الفلسطينية بشأن التوصل إلى اتفاق تهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة. عباس ينادي المجتمع الدولي لحقن دماء أبناء شعبه يقوم الرئيس، محمود عباس منذ اليوم الأول للعدوان وحتى اللحظة، باتصالات وجولات عربية ودولية ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف شلال الدم الفلسطيني النازف، جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، حسبما قاله ابو ردينة. وفي هذا الاطار، إلتقى الرئيس عباس والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس في الدوحة، في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار ووقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ليومه الرابع عشر على التوالي. وحسب إذاعة صوت فلسطين ، فإنه من المقرر ان يبدأ بان كي مون زيارة الى كل من قطر والكويت ومصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية مع احتمال ان تضاف محطات اخرى لجولته. كما قد يلتقي الرئيس عباس ايضا في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، لبحث التهدئة في غزة. ووصل الرئيس عباس الى قطر قادما من البحرين بعد لقاء مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في إطار جولة بدأها بمصر ثم تركيا وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لوقف المجازر الإسرائيلية ضد شعب فلسطين في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية. واوضح مجدي الخالدي، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، أن الاتصالات لازالت مستمرة حتى الآن مع عدد كبير من دول العالم لوقف هذا العدوان على قطاع غزة وانهاء جميع هذه العمليات سواء برية أو جوية أو ما الى ذلك من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار، مؤكدا على أن العمل الإجرامي التي تقوم به القوات الاسرائيلية عمل غير مقبول دوليا وعن المبادرة المصرية وموعد دعوة الفصائل الفلسطينية اوضح الخالدي ان الجهود المصرية قائمة مع جميع دول العالم للضغط على الحكومة الاسرائيلية، فضلا عن الاتصالات التي يقوم بها الرئيس عباس. واوضح ان المبادرة المصرية هي المبادرة المطروحة حاليا للنقاش عن جميع المطالب وجميع الاحتياجات وقال أعتقد أن هناك تفهما مصريا كبيرا وتنسيقا أيضا مع القيادة الفلسطينية ومع باقي الاطراف المعنية، للتوصل الى المطالب التي يبحث عنها الجميع. ولكن الهدف الأساسي حاليا من جميع الجهود هو وقف إطلاق نار عاجل ينهي هذا الوضع وهذا الدمار الذي يتعرض له أهل قطاع غزة . أزيد من 445 شهيد فلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ 12 يوما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، أن حصيلة العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ 12 يوما على قطاع غزة بلغ 410 شهيد من بينهم اطفال ونساء. واوضح مصدر طبي بغزة ان من بين القتلى 50 شهيدا قضوا في القصف الاسرائيلي، فجر أمس، على حي الشجاعية شرق غزة من بينهم 17 طفلا و14 امرة بدأت ان قوات الاحتلال الاسرائيلي عملية برية محدودة على قطاع غزة يوم الخميس الماضي وشنّت بالتزامن مع هذا الإعلان قصفا عنيفا من البر والجو والبحر طال كل شيء في قطاع غزة. فيما تستهدف طائرات الاحتلال والمدفعية الاسرائيلية والزوارق البحرية بشكل مكثّف وعشوائي وعلى مدار الساعة منازل سكنية والأراضي الزراعية الملاصقة لمنازل المواطنين ما ادى الى استشهاد عائلات بأكملها. حداد على أرواح شهداء مجزرة الشجاعية أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الحداد لمدة ثلاثة أيام تنكس فيها الأعلام حدادا على أرواح شهداء مجزرة حي الشجاعية، شرق غزة، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي الفلسطيني. وقد أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة عن وصول جثامين ل50 شهيدا الى المشفى حتى الآن. والجدير بالذكر ان حي الشجاعية يشهد منذ صباح أمس مذبحة أدت الى سقوط اعداد كبيرة من الشهداء والمصابين لم يتم حصرهم حتى الآن، نظرا لتواجد العديد من الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض ولا تستطيع طواقم الصليب الأحمر والإسعاف الوصول إلى داخل الحي لإخلاء المصابين والجثامين، بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف على الحي. الأممالمتحدة تحذّر من نفاد مخزون المساعدات الإنسانية في غزة حذّرت الأممالمتحدة من نفاد مخزونها من المعونات الإنسانية لمساعدة أكثر من خمسين ألف من النازحين الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى مقراتها في غزة هربا من العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع. وقال رئيس عمليات إغاثة الأممالمتحدة في غزة روبرت تيرنر في مقابلة مع بي. بي. سي إن عدد النازحين الذين لجأوا إلى مدارس الأممالمتحدة كان أكبر من المتوقع وسيضطر عدد من الوافدين الجدد إلى النوم على الأرض . ويأتي تحذير الأممالمتحدة في الوقت الذي ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى نحو 350 قتيل وأكثر من 2500 مصاب. وبدأت إسرائيل شن غارات يومية على قطاع غزة قبل أن تطور هجومها بعمليات برية وذلك ردا على الصواريخ التي يطلقها الناشطون الفلسطينيون على البلدات الإسرائيلية، حسبما قال الجيش الإسرائيلي. العربي يتهم إسرائيل بارتكاب جريمة حرب في الشجاعية اتهم الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي اسرائيل، بارتكاب جريمة حرب ضد المدنيين في حي الشجاعية بغزة، حيث قتل أكثر من ستين شخصا منذ مساء السبت جراء القضف الاسرائيلي. وقال العربي في بيان إن ما يتعرض له حي الشجاعية في غزة من عمليات قصف وحشي وهجوم بري إسرائيلي هو بمثابة جريمة حرب بحق المدنيين الفلسطينيين وتصعيد خطير للأوضاع ينذر بأفدح العواقب . ودعا العربي إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين، مؤكدا أن اسرائيل تتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الرهيبة.