عباس يعلن الحداد والمقاومة تتوعد بالقضاء على الغزاة يبدو جليا أن اسرائيل التي قررت توسيع عمليتها البرية في غزة، مصممة على خرق كل القوانين الإنسانية، ومصرة على إبادة الشعب الفلسطيني من خلال مجازرها التي تحصد في اليوم الواحد عشرات الشهداء وتصيب مئات الجرحى دون أن تهتز شعرة للعالم الذي يبرّر الجريمة ويباركها وفي أحسن الأحوال يكتفي بالإدانة والدعوة إلى التهدئة . مرة أخرى ولن تكون الاخيرة، إرتكبت قوات الاحتلال أمس مذبحة مروّعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى معظمهم من النساء والأطفال. الجريمة تعتبر الأكبر منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من جويلية، وقد ارتكبتها قوات الاحتلال بدم بارد بعد أن أعطت أوامرها بقصف الحي الذي تحول إلى مسلخ بشري تكدست شوارعه بالجثت والمصابين والمرعوبين. ليرتفع عدد شهداء العدوان بعد 14 يوما من بدئه إلى 400 شهيد. حداد والناجون يفرّون أمام القصف الهمجي وروع مشاهد الموت والدّمار، لم يجد الناجون في حي الشجاعية غير الفرار بأرواحهم ليرفعوا بذلك أعداد النازحين في غزة والذين تتزايد أعدادهم يوما بعد يوم . وقد أعلنت الأممالمتحدة أنها استقبلت أكثر من 62 ألف نازح، وهو عدد أكبر مما استقبلته في عدوان 2008 - 2009 الذي أوقع حوالي 1400 قتيل فلسطيني. وقد أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة مجزرة الشجاعية كما وجّه الرئيس محمود عباس نداءً إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وفرض وقف إطلاق النار، وأعلن عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام تنكس فيها الأعلام حدادا على أرواح الشهداء. كما طالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا وحذرها من استمراره. إسرائيل تقطع الهدنة ورغم فظاعة الدمار الذي خلفه العدوان بحي الشجاعية وأحياء التفاح والزيتون لم توافق إسرائيل إلا على ساعتين من الهدنة من أجل "الأغراض الإنسانية الطارئة " اعتبارا من الواحدة والنصف وحتى الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس بطلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنها سرعان ما خرقتها واستأنفت القصف، ما عرقل إجلاء الجرحى والقتلى. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لإطلاق النار بعد وقت قصير من بدء الهدنة الإنسانية وأنها استأنفت العمليات القتالية. المقاومة لن تركع أكد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول تركيع المقاومة وصرف الأنظار عن الخسائر التي مني بها جيشه باستهداف المدنيين وقتل النساء والأطفال. وأضاف أبو زهري أمس، أن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وإصراره على اتباع سياسة الأرض المحروقة جاءت بعد القدرات الكبيرة التي كشفت عنها المقاومة التي تصر على الدفاع عن شعبها بكل ما تملك. ووصف مجزرة الشجاعية ضد المدنيين بأنها جريمة حرب، مؤكدا أن إرادة الشعب والمقاومة لن تنكسر وستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ولن تسمح بأن تطأ قدمه أرض غزة. وشدد أبو زهري على أن مواطني غزة لا يفترون يجددون احتضانهم للمقاومة ويؤكدون تبنيهم لها، وأعلن أن أهالي الشهداء يطالبونها بصد العدوان ومواجهة قوات الاحتلال. وذكر أن قيادات حماس وأعضاءها في مقدمة من يقدمون التضحيات، وآخرهم نجل القيادي خليل الحية وأفراد من أسرته. نفاذ المساعدات الإنسانية حذرت الأممالمتحدة من نفاد مخزونها من المعونات الإنسانية لمساعدة أكثر من 60 ألف من النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مقراتها في غزة هربا من العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع. وقال رئيس عمليات إغاثة الأممالمتحدة في غزة روبرت تيرنر إن "عدد النازحين الذين لجأوا إلى مدارس الأممالمتحدة كان أكبر من المتوقع وسيضطر عدد من الوافدين الجدد إلى النوم على الأرض".