تطرقت مجلة الجيش الوطني الشعبي إلى عدة مواضيع وطنية في مختلف المجالات، في عددها الأخير من الشهر الجاري، حيث تطرقت في المقام الأول من خلال افتتاحيتها إلى توضيح علاقة الجيش الوطني الشعبي بالسياسة والذي أكد انسحابه من الساحة السياسية نهائيا، متفرغا لبناء جيش عصري احترافي، يؤدي مهامه الدستورية، كما نشرت المجلة الرسالة الكاملة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للفريق الوطني، تحت عنوان لقد صدقتم الوعد، وأثبتّم براعتكم وحققتم أملكم وأمل شعبكم وكافة الشعوب الشقيقة والصديقة ، كما تطرقت إلى الذكرى ال 52، لعيد الاستقلال الوطني، مذكرة بمقتطفات من كلمة الفريق أحمد ڤايد صالح، بمناسبة تخرج دفعات جديدة بالأكاديمية العسكرية لشرشال للسنة الجارية، فضلا عن تناولها لموضوع تقليد الرتَب وإسداء الأوسمة التي أشرف عليها الفريق ڤايد صالح بهذه المناسبة. وتضمنت المجلة أيضا كلمة لقائد الأكاديمية العسكرية في شرشال، تحت عنوان: يجب أن تكونوا في مقدمة النخبة الوطنية ، مع ذكر نبذة عن حياة المرحوم المجاهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد التي أبرزتها للقارئ . وفي نفس السياق، تضمنت المجلة أيضا، بمناسبة تخرج الدفعات في شهر جوان الماضي، تحت عنوان: جيش عصري، وفي للجزائر والتي تمت في كل من المدرسة الوطنية للصحة العسكرية بعين النعجة، وكذلك المدرسة الوطنية للمشاة ب شرشال ، فضلا عن المدرسة العليا للطيران في طفراوي ، فضلا عن المدرسة العليا البحرية تمنفوست وكذلك المدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم بالرغاية، المدرسة العليا للدرك الوطني ب يسّر ، والمدرسة العليا الحربية تمنفوست، المدرسة العليا لتقنيات الطيران الدار البيضاء ، المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس برويبة، المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات برج البحري ، والمدرسة التطبيقية لسلاح المدرعات في باتنة، المدرسة التطبيقية للنقل والمرور بتلمسان، وغيرها من المدارس الوطنية العسكرية التي تم فيها الإشراف عن تخرج الدفعات. ومن المواضيع التي تناولتها المجلة أيضا، حفل تقديم التهاني بالنادي الوطني للجيش، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، كما ذكرت باستقبالات وزارة الدفاع الوطني للوفود العسكرية الأجنبية في شهر جوان الماضي، معرّجة إلى الحملة التدريبية التي تقوم بها السفينة المدرسة خلال هذا الصيف، لتدعيم مسار التكوين لضباط القوات البحرية، وكذلك تناولت الإعانات والمساعدات الإنسانية التي قدمتها الجزائر إلى الشعب المالي، في إطار تحسين علاقات حسن الجوار والصداقة بين البلدين، فضلا عن تطرقها إلى موضوع مكافحة التهريب والجريمة المنظمة خلال الشهر الماضي. وفي سياق آخر، تناولت رحيل الفريق بن عباس غزيل ، الذي شيّع إلى مثواه الأخير خلال الشهر الماضي بمقبرة العالية، مذكرة بتعازي نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أحمد ڤايد صالح، فضلا عن تذكيرها باللواء المتقاعد المجاهد، محمد الطيب بورزاق متطرقة إلى نبذة عن حياته، كما ذكرت بجاهزية قوات الجيش الوطني الشعبي، من خلال التمرينات التكتيكية التي نفذتها مختلف وحدات الجيش الوطني الشعبي، وهذا تتويجا لسنة من التحضير القتالي. وفي سياق آخر، تناولت المجلة مدرسة أشبال الأمة ، من خلال روبورتاج هام أبرز نوعية التكوين المقدمة لهؤلاء الأشبال. ولم تهمل المجلة أيضا الجانب الاجتماعي، حيث تطرقت إلى ملف المخدرات ومكافحتها، حيث نشرت دراسة ثرية حول هذه الظاهرة ومكافحتها عبر العالم، وجاء في المجلة تناولها أيضا لموضوع في الجانب الرياضي، حيث تطرقت إلى الأبواب المفتوحة على الرياضة العسكرية، معرجة على مبادرة 5 زائد 5 دفاع، من خلال الملتقى حول نشر الوسائل الجوية عند حدوث الكوارث الطبيعية، فضلا عن هذه المواضيع لم تنسَ الجانب التاريخي، حيث تطرقت إلى موضوع الجذور التاريخية للاستراتيجية العسكرية الجزائرية خلال ثورة التحرير المباركة فضلا عن تناولها عدة ملفات ثرية ومتنوعة في مختلف المواضيع. النص الكامل لافتتاحية الجيش في عددها الاخير إن كفاح الشعب الجزائري من أجل استعادة كرامته واسترجاع سيادته كان من منطلق الإيمان بإعادة بناء الدولة الجزائرية التي دمرتها الآلة الاستعمارية على مختلف الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا غداة الاستقلال، وشارك الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني في بناء مؤسسات الدولة وتسييرها. أما اليوم وبعد ربع قرن من اعتماد التعددية الحزبية وانسحاب الجيش من الساحة السياسية نهائيا، فقد تفرغ لبناء جيش عصري احترافي، يؤدي مهامه الدستورية، مع الحرص الكامل على النأي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية. إن القيام بهذه المهام بكل إخلاص، يتطلب الالتزام بما يمليه الواجب والقانون بكل انضباط، كما يستوجب الوعي بأن المحافظة على صورة ومكانة الجيش الوطني الشعبي وعدم إقحامه في مسائل لا تعنيه وهي بعيدة كل البعد عن مهامه والتزاماته، يعتبر واجبا وطنيا تمليه المصلحة العليا للدولة وتفرضه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها وحفظ سيادتها الوطنية وتوفير أسباب أمنها وتدعيم دفاعها الوطني، إنها الأهداف السامية التي تعي قيادة الجيش الوطني الشعبي قيمتها تسعى إلى تحقيقها وتجسيدها ميدانيا، فالجيش الوطني الشعبي، كان وسيظل حامي حمى الجزائر وحافظا لطابعها الجمهوري متمسكا بالمهام التي خولها له الدستور لا يحيد عنها أبدا مهما كلفه ذلك تضحيات في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى 52 لاستعادة السيادة الوطنية، يحتفل الجيش الوطني الشعبي، باختتام السنة التدريبية الجارية بتخرج دفعات جديدة من مختلف المدارس العسكرية، وذلك ضمن مسعى إصلاح التكوين وتطوير التدريب، سواء على مستوى التحضير القتالي أو اقتناء تجهيزات ومعدات ذات تكنولوجيا عالية، مما يسمح لقواتنا المسلحة بالارتقاء إلى مصاف الجيوش العصرية. وفي هذا الشأن، يقول الفريق نائب وزير الدفاع الوطني الشعبي ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: إن قيادة الجيش الوطني الشعبي تؤمن أشد الإيمان، بأن قواتنا المسلحة بلغت مستوى من النضج والتمرس المهني يجعل منها مرتكزا متينا لاستكمال مرحلة الاحترافية الكفيلة ببناء جيش عصري قوي واهبا نفسه للجزائر والجزائر فقط، التي تبقى، وستظل مركز اهتماماته وصلب تفكيره وجهوده، وفاء منه للأمانة والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه تجاه الشعب والوطن . اليوم، وبمناسبة ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، من واجبنا تذكر شهداءنا الأبرار والانحناء بخشوع ووقار أمام أرواحهم الطاهرة، تقديرا لعظمة الوفاء وسمو درجات الفداء في سبيل حرية الجزائر واستقلالها وكرامتها. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار