لم يثر غياب حراس الشواطئ من أعوان الحماية المدنية الذين ينتهي عملهم قانونا في حدود الساعة التاسعة ليلا استغراب المقبلين على السباحة ليلا ولا عائقا دون ممارسة هذه الهواية، حيث أن العديد منهم ليس لديهم من سبيل ولا خيار آخر أمام غياب وسائل الترفيه الأخرى. ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، لم يجدوا إلا السباحة ليلا بغرض الترويح عن النفس والاستفادة من العطلة ما أمكن. وما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو أنه رغم توفر عدد من هياكل الترفيه والفضاءات الأخرى القريبة والمطلة على الساحل، على غرار دار الثقافة، إلا أنها لا تستهويهم رغم البرامج الترفيهية المتنوعة المبرمجة. وقد استفادت واجهة البحر لمدينة بومرداس من عمليات استثمارية متعدّدة لإعادة تهيئتها وترقيتها لتصبح واجهة جميلة ومفضّلة لزوار عاصمة الولاية من خلال توفير كل وسائل الراحة والاستجمام للمصطافين والراجلين والسياح بصفة عامة. وتم في هذا الصدد تدعيمها بثلاثة أرصفة بحرية للراحة والاستجمام، إضافة إلى جدار صد كبير ممتد على طول الساحل حيث زود من أعلاه بفضاءات ومساحات مخصصة لتنزه الراجلين ومجهزة بكل الوسائل من إنارة عمومية وأماكن جلوس وأخرى لبيع المأكولات والمشروبات والمثلجات ومسالك وغيرها. كما تم توفير على مستواها أماكن وفضاءات لإقامة وتنظيم الألعاب الخاصة بالأطفال كما هو الحال بالشاطئ الثاني للمدينة، حيث أقام أحد الخواص فضاء كبيرا وفّر فيه جميع أشكال الألعاب وأخرى مخصصة للعروض في الهواء الطلق حيث يقام في كل موسم اصطياف صالون لعرض وبيع كل منتجات الصناعات التقليدية. وما يزيد من جاذبية هذه الواجهة البحرية إلى جانب رونقها وجمالها وفي تفضيلها عن غيرها من أماكن الترفيه، الإنتشار الكبير للمحلات التجارية المختلفة بالجهة المقابلة لها، خاصة المطاعم ومحلات بيع المشروبات والمثلجات. وتنافس الأماكن الساحرة الأخرى بمدينة بومرداس من حدائق وغابات عمومية شواطئ المدينة ليلا حيث تجلب إليها العائلات طلبا للراحة وقضاء أوقات ممتعة في الهواء الطلق هروبا من ضوضاء الشواطئ والحرارة والرطوبة السائدة. وتبدأ هذه الفضاءات في استقطاب الأعداد الكبيرة من زوارها ابتداء من الساعة السادسة مساء وتبقى إلى غاية وقت متأخر من الليل حتى أن المتأخرين عن هذه الأوقات ليس بوسعهم إيجاد المكان المناسب للاستمتاع بوقتهم ونصب أفرشتهم ومتاعهم. ومن بين أبرز هذه المواقع التي تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار، حديقة النصر بحي 800 مسكن الجميلة بإطلالتها الخلاّبة من الأعلى على البحر وواجهة البحر للمدينة. وتقضي معظم العائلات أوقاتا مريحة بهذا الموقع المكسو باخضرار العشب الطبيعي والأشجارالمتناثرة والمجهز بفضاءات للعب الأطفال والراحة، حيث يتمتعون بالهواء النقي المنبعث من تيارات البحر تحت سماء وأضواء الإنارة العمومية.