كشفت مصادر يمنية، أمس، عن توصّل الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله الحوثيين المتمردين الى اتفاق لإنهاء الأزمة القائمة في البلاد منذ أسابيع، على خلفية مطالب بإسقاط الحكومة والتراجع عن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها ورفعت بموجبها الدعم عن الوقود. ونقلت العديد من وسائل الإعلام أن وفد التفاوض اليمني المكون من عبد الكريم الارياني، مستشار الرئيس، وعبد القادر هلال، أمين العاصمة، قد توصل الى اتفاق مع الوفد الحوثي المفاوض الذي يضم كلا من حسين العزي رئيس دائرة العلاقات السياسية بالمجلس السياسي لجماعة أنصار الله ومهدي المشاط مدير مكتب الحوثي الذي سيوقّع الاتفاق قريبا جدا، ولكن المشكلة تكمن في التفاصيل. والواضح أن المفاوضات إستمرت إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس في منزل الإيرياني، ويبدو أن الأمور قد حسمت وأنه سيتم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق والتوقيع عليه بحضور جمال بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وذهب التفاؤل إلى أن هيئة الاصطفاف الوطني المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه مصور هادي والتي دعت إلى مظاهرة حاشدة في شارع الستين عقب صلاة الجمعة أمس، دعت الحوثيين إلى الصلاة معها. ومن المقرر أن يذهب وفد التفاوض إلى محافظة صعدة، في وقت لاحق، للإلتقاء بالحوثي لعرض الاتفاق الذي يقضي بتخفيض أسعار المشتقات البترولية 500 ريال أخرى بعد التخفيض الذي أجرته الحكومة سابقا بنفس القيمة، ليصل الخفض إلى 1000 ريال (4,6 دولار) للصفيحة 20 لتر، وبرفع حصار الحوثيين عن صنعاء وترشيح رئيس جديد لمجلس الوزراء. ويرى مراقبون أن التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين يأتي في صالح الجميع، وخاصة المواطن اليمني. وتريد الدولة اليمنية إنهاء هذه الأزمة لتتفرغ إلى إكمال المرحلة الانتقالية خاصة وأن الدستور الجديد سيرى النور قريبا وبعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يتم تشكيل حكومة جديدة يختارها الشعب تستطيع أن تجري أي أصلاحات اقتصادية يوافق عليها البرلمان ولا تجعل من أي فصيل أن يتحدث باسم الشعب. وينتظر الجميع في اليمن صدور قرار جمهوري من الرئيس، عبد ربه مصور هادي، بتشكيل حومة جديدة إيذانا بانتهاء هذه الأزمة.