نظم الحوثيون مسيرات حاشدة بالعاصمة صنعاء، عطلت حركة المرور لساعات طويلة، في إطار ما يسمونه التصعيد الثوري لإسقاط الحكومة، ما خلق تخوفا يمنيا ودوليا من تطور الخلاف الدائر بين الحوثيين والسلطات اليمنية. وأمر وزير الداخلية، عبده حسين الترب، لأول مرة منذ بدء التصعيد الميداني للحوثيين، الأجهزة الأمنية على رفع الجاهزية لحماية المواطنين وتأمين المنشآت، مؤكدا في لقائه مع قيادات الوزارة على عدم التهاون مع أي جهة تحاول إقلاق السكينة العامة والعبث بالاستقرار. ومن جهته، أرسل الرئيس اليمني ،عبد ربه منصور هادي، أمين العاصمة عبد القادر هلال إلى محافظة صعدة، معقل الحوثيين، لإقناع الحوثي بحلول وسط كمحاولة أخيرة لحل الأزمة. ووافق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على مشروع مبادرة متكاملة قدمتها اللجنة الرئاسية الوطنية لحل الأزمة الحالية مع الحوثيين، وسيعلن هادي عن المبادرة في لقاء عقده يوم أمس مع مختلف القوى السياسية باليمن. ومن بين أهم القرارات التي سيتمخض عنها اللقاء، تخفيض أسعار المشتقات النفطية، والدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ودعوة الحوثيين إلى إنهاء اعتصامهم ووقف أعمالهم العسكرية، وقال عضو المجلس السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، أن هذه المرحلة تشمل توسيع نطاق الاعتصامات إلى أماكن مهمة، وخطوات أخرى سيعلن عنها في وقتها، إلى جانب اعتصام بالقرب من وزارات الداخلية والكهرباء والاتصالات ومداخل صنعاء الجنوبية والغربية، مؤكدا سيطرتهم على منطقة ”فرضة نهم” الحيوية بمدخل صنعاء والتي تربطها بمحافظات أخرى. ويحذر مراقبون يمنيون من تطور الخلاف الدائر بين الحوثيين والسلطات اليمنية إلى مواجهة مسلحة بعد أن تمسك زعيم الحوثيين بمطالبه ودعا لعصيان مدني، كما يعتقد محللون يمنيون أن الأزمة بين النظام اليمني وجماعة الحوثيين دخلت منعطفا خطيرا يقترب من خيار المواجهة ما لم تنجح مفاوضات اللحظة الأخيرة في التوصل لاتفاق يجنب البلاد الانزلاق إلى العنف.