تشهد العاصمة خلال هذه الايام الاخيرة و المتزامنة و أيام العيد المبارك حملات تنظيف واسعة مست العديد من أحيائها، و هو ما لاحظته السياسي خلال جولتها عبر العديد من الشوارع حيث وبمناسبة عيد الأضحى المبارك قام العديد من شباب الاحياء بتنظيف احيائهم من القمامات والأوساخ لاستقبال العيد في أحسن الظروف، وللقيام بعملية النحر في وسط نظيف خاصة وان اغلبية العائلات العاصمية تقوم بذبح كباشها وسط الاحياء. و أمام هذا الواقع الذي شهدته العديد من بلديات و شوارع العاصمة في الآونة الأخيرة تقربنا من بعض المواطنين لمعرفة رايهم في هذه المبادرة و هنا ، قصدنا حي 520 مسكن الواقع ببلدية جسر قسنطينة اين والذي يشهد عملية تنظيف واسعة اين اتحد سكان الحي من شباب اطفال وحتى كهول في عملية التنظيف، اذ يقول مصطفى احد سكان الحي والذي كان يحمل بيده مكنسة لينظف بها ان ابناء حيه وفي كل سنة وفي كل المناسبات والاعياد يقومون بالتفاهم فيما بينهم واختيار يوم لباشروا فيه عملية التنظيف، كما يقول عبد الله انه ومن معه قد تطوعوا جميعا ودون مقابل، ليضيف عملية التنظيف تبدأ من تنظيف سلالم العمارة الى ازالة القمامة المتراكمة بالحي بواسطة المكانس لتليها عملية التطهير بواسطة المياه لتزول معه كل الشوائب كون جميع سكان الحي يذبحون اضاحيهم وسط الحي بسبب ضيق شققهم والتي يستحيل ذبح الكبش بداخلها، ما يستلزم عليهم تنظيف الحي بصورة جيدة ليكون جاهزا ونظيفا صبيحة العيد . قاطني حي مرزاقة اسماعيل يتطوعون لتنظيف مقر سكناهم ولم يختلف الامر كثيرا بحي مرازقة اسماعيل ببلدية بوروبة والذي بدوره شهد عملية تطوعية من تنظيم الشباب القاطنين بالحي، فبمجرد دخولنا للحي لاحظنا مدى نظافته و ذلك نظرا للعملية التطوعية التي قام بها شباب الحي و الذي شدد على اهمية هذه المبادرة ليقول في هذا الصدد رشيد انه وجيرانه يقومون بعملية الذبح جماعيا بساحة الحي ما جعلهم وفي كل سنة يقومون بتهيئة هذه الساحة بتنظيفها مع الحي بأكمله، ليضيف في ذات السياق كمال -هو احد الشباب المتطوعين- بانه قد اتفق وبقية الشباب من ابناء حيه للقيام بهذه الحملة التطوعية في ظل غياب عمال النظافة بحيهم، وبالرغم من انهم وجدوا الحي في وضعية كارثية جراء تراكم الاوساخ من فضلات الكباش والتبن الذي انتشر بكافة انحاء الحي بسبب مخلفات كباش ابناء الحي، وقد اكد لنا محمد وهم من بين المساهمين في العملية انه وبقية الشباب سيعاودون القيام بهذه العملية بعد العيد لأنه من الضروري اعادة تنظيف الحي بعد استعمال مساحاته في عمليات النحر وذلك لتجنب الأوساخ والاوبئة وانسداد المجاري خاصة بعد بداية تهاطل الامطار في الايام الاخيرة ليضيف أن التنظيف الجماعي للحي يعد صورة من صور التضامن والتآخي بين أبناء الحي الواحد على غرار باقي التقاليد وصور التضامن الاخرى الخاصة بعيد الأضحى المبارك. كما ان هذه المبادرة تزيد من تلاحم الشباب فيما بينهم وتساعد في انتشار ثقافة النظافة البيئية كون الشباب هم من يقومون بعملية التنظيف وهم من يتعبون عليها ما يجعلهم بعدها يتحلون بروح المسؤولية بعدم القاء الاوساخ في أي مكان، ليضيف ان مثل هذه الحملات يجب ان تعمم على بقية الاحياء ولا تبقى مرتبطة فقط بالمناسبات بل يجب ان تكون طيلة السنة.