استحسن سكان العديد من أحياء العاصمة المجهودات المتميزة التي بذلتها مؤسسة النظافة ورفع النفايات المنزلية ''نات كوم'' قبل وخلال أيام عيد الأضحى المبارك، حيث جندت 5200 عون نظافة، من أجل التكفل بجمع فضلات الأضاحي، التي غالبا ما تتسبب في تحول المساحات والأحياء بالعاصمة إلى مفرغات وأماكن لتعفن وتكدس النفايات بكميات كبيرة، إلا أن جهود ''نات كوم'' قوبلت بتهاون بعض المواطنين الذين بمجرد الانتهاء من عملية النحر التزموا بيوتهم للتمتع بالأضحية، تاركين وراءهم فضلاتهم مبعثرة وكأن الأمر لا يعنيهم. وقد تجاوبت من جهة أخرى بعض الأحياء عكس أحياء أخرى مع مبادرة مؤسسة ''نات كوم'' التي دعت من خلالها المواطنين عشية حلول العيد إلى ضرورة المساهمة في جعل العاصمة نظيفة بعد النحر وذلك بالمشاركة في حملات تنظيف عبر مختلف الأحياء فور الانتهاء من عملية النحر، مما أعطى فعلا صورة جميلة لتلك الأحياء التي استجابت للنداء، إلا أن أحياء أخرى ظهرت بعد يومي العيد بوجه يندى له الجبين، بعد أن تخلى سكانها عن مسؤوليتهم وأظهروا مرة أخرى غياب الحس المدني لديهم. وعلى الرغم من انطلاق حملات التنظيف التي قامت بها بمفردها وحدات مؤسسة جمع النّفايات المنزلية لولاية الجزائر ''نات كوم'' منذ اليوم الأول للعيد ومباشرة بعد نحر الأضاحي من أجل تطهير شوارع العاصمة من الفضلات سيّما بالتجمّعات السكانية الكبيرة، إلاّ أن بعض مخلّفات الذبح العشوائي لاتزال قابعة على الأرصفة، حيث لم تفلح كل الإمكانيات التي سخرتها المؤسسة من صهاريج المياه وأعوان النظافة الذين بلغ عددهم 5200 عون و350 مركبة بمختلف الأحجام للقيام بعمليات التنظيف وجمع النفايات، فضلا عن شاحنات التفريغ، من استعادة وجه العاصمة المألوف، خاصّة مع عدم احترام المواطنين في هذه المناسبة وغيرها من المناسبات لمواعيد إخراج القمامة وهو ما شكّل عبئا إضافياً على الأعوان، لا سيما في الأحياء التي قامت فيها بعض العائلات بنحر الأضاحي خارج البيوت ثم بعدها نشر الجلود على الأرصفة دون أن تكترث لحال نظافة المحيط بالحي، في هذا الجانب طالب بعض أعوان النظافة الذين جنّدوا للعمل طيلة أيّام العيد من السلطات المحلّية إيجاد حل لهذه الظاهرة التي تتكرّر سنويا وهذا بتخصيص أماكن للنّحر تجنّبهم التعرّض لمثل هذه المواقف خاصّة وأنهم لا يجرأون على رفع الجلود عن الأرصفة خوفا من غضب أصحابها ولا توجد أيّة مادة قانونية تمنعهم من ذلك. كما لم يقتصر برنامج مؤسسة ''نات كوم'' الخاص بعيد الأضحى على الأحياء بل امتد إلى تنظيف المساحات العمومية الكبيرة والأسواق والأماكن الخاصة ببيع ونحر الأضحية ومحيطات المساجد والجدير بالإشارة هو أن مصالح ''نات كوم'' لم تتأخر هذه المرة في رفع النفايات بالعديد من أحياء العاصمة ما يشهد لها بتحسن كبير في خدماتها مقارنة بالسنوات الماضية، حيث جابت صبيحة أمس شاحناتها العديد من الأحياء كالحراش وباش جراح وبوروبة والقبة وغيرها، رغم أنها لا تزال هذه الشاحنات منتظرة في عدد من الأحياء بشرق العاصمة حيث لا تزال أكياس النفايات تراوح مكانها.