تعد التربية البيئية الثقافة الحاضرة الغائبة في أذهان العديد من الشباب وهو ما دفع بالعديد من الجمعيات للعمل لتفعيل هذه الثقافة، خاصة في الوسط المدرسي، من أجل إعادة تهيئة المساحات الخضراء ونشر ثقافة المحيط الأخضر بين أوساط الشباب خاصة، ومن بين الجمعيات التي تعمل جاهدة لتحقيق ذلك، جمعية الشباب لحماية البيئة الناشطة ببلدية الأربعاء بالبليدة، وللتعرف عل نشاطات وأهداف هذه الأخيرة، حاورت السياسي رئيس الجمعية، تكراتي هشام، الذي أكد على أهمية نشر الثقافة البيئية في المجتمع. كيف كانت بداية جمعية الشباب لحماية البيئة؟ - تعد جمعية الشباب لحماية البيئة من الجمعيات حديثة النشأة والتي تهتم بحماية البيئة ونظافة المحيط، تأسّست في 12 جويلية 2012 بهدف تنمية وعي الشباب خاصة والمواطنين بصفة عامة بقضايا البيئة والتنمية المستدامة خاصة وان ثقافة الحفاظ على البيئة في المجتمع الجزائري من الثقافات الحاضرة في الأذهان، والغائبة في الجانب السلوكي، رغم المجهودات المبذولة من طرف عديد الأطراف في هذا الشأن، والتي وإن تمكّنت من نشر الوعي بأهمية الموضوع، إلا أنها ما تزال عاجزة عن ترسيمها في سلوكيات الفرد الجزائري، وهو ما دفعنا لتأسيس هذه الجمعية من أجل ترسيخ هذا الجانب لدى المواطنين، كما سبق ذكره. ويقدر عدد أعضاء مكتب الجمعية ب12 عضوا، أما بالنسبة لعدد المنخرطين، فهم منقسمين الى قسمين، القسم الأول يتمثل في محبي البيئة ويقدّر عددهم بأكثر من 300 عضو، أما القسم الثاني، وهم المشاركين في حملات التوعية. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - هي أعمال بيئية ذات طابع تحسيسي، توعوي، ومن بين الأعمال التي قمنا بها، تأسيس قوافل مستقلة والقيام بخرجات على مستوى الغابات والمدارس، بهدف التحسيس ونشر الوعي البيئي خاصة في الوسط المدرسي، وعلى غرار هذا، نقوم بتنظيم رحلات استكشافية للتعريف بالمناطق السياحية التي تزخر بها الجزائر آخرها الى شواطئ تلمسان. وفي إطار مشروع القافلة التحسيسية حول البيئة وبمناسبة اليوم العالمي المصادف ل05جوان، وتحت رعاية والي ولاية البليدة ومديرية البيئة لولاية البليدة، نظّمنا معرضا تحسيسيا بالمناسبة على مستوى حي النخيل ببلدية بوفاريك الفائزة بجائزة أحسن حي حيث تم تكريم الجمعية من طرف مديرية الأمن الوطني للبليدة، بالإضافة الى هذا، قمنا بغرس حوالي 200 شجيرة بأعالي جبال الأربعاء. كما نظّمت الجمعية حملة نظافة بمقبرة غرورة بالأربعاء بمشاركة واسعة من شباب المنطقة حيث لقيت استحسانا وتعاطفا كبيرا من طرف المواطنين، كما تمنوا تكرارها مرة كل شهر على مدار السنة. وفي إطار مشروع القافلة التحسيسية حول البيئة لجمعية الشباب ، ومواصلة لبرنامج الخرجات الميدانية على مستوى التجمعات السكانية الكبرى والأماكن العامة، بادرت الجمعية من خلال لافتات وملصقات تحسيسية وضعت على صناديق القمامة لتنبيه السكان والمارة باحترام مواقيت إخراج النفايات ورفع الوعي والحس الحضري لدى المواطن بأهمية الحفاظ على الصحة والنظافة العامة. وبواسطة اللافتات والشعارات تحسيسية، تتواصل الجمعية مع الجميع وبالدرجة الأولى مع شريحة الشباب وتحميل الجميع المسؤولية تجاه البيئة والمحيط الاجتماعي ونظافة المدينة والسلوك الحضاري، وقد تركت هذه المبادرة أثرا حسنا على المواطنين وتمنوا تعميمها على جميع أحياء مدينة الأربعاء. وماذا عن نشاطاتكم الخاصة باليوم العالمي للبيئة؟ - بخصوص اليوم العالمي للبيئة، قمنا بتنظيم معرض خاص قمنا من خلاله بعرض جميع أعمال الجمعية، كما قمنا أيضا بتنظيم حملة تنظيف المقابر ببلدية الأربعاء وهي المبادرة التي استحسنها العديد من سكان المنطقة. إلى ما تهدف جمعيتكم من وراء جل هذه النشاطات؟ - نسعى من خلال جل هذه النشاطات التي نقوم بها إلى ترسيخ الجانب السلوكي لحماية البيئة والتحسيس والتوعية في التربية البيئية وتنظيم قوافل بيئية من أجل الاهتمام والمحافظة على البيئة والمشاركة في جميع العمليات التطوعية ونشر ثقافة المحيط الأخضر وتهيئة المساحات الخضراء على مستوى الأحياء والمؤسسات التربوية وتكثيف حملات التشجير ودعوة الشباب للحفاظ على نظافة البيئة، خاصة ان الطبيعة اليوم مهدّدة باجتياح الإسمنت. هل من مشاريع أنتم بصدد التحضير لها؟ - تعتزم جمعيتنا إطلاق مشروعين، الأول يتمثل في مشروع القافلة التحسيسية ويضم 3 محاور، المحور الأول يتمثل في تنظيم ورشات تحسيسية بقضايا بيئية محلية والمحور الثاني يضم ندوات ومحاضرات إعلامية خاصة بمواضيع البيئة عبر المؤسسات التربوية، أما المحور الثالث، فعبارة عن مسابقات فكرية وألعاب ترفيهية ذات منهاج تربوي، بيئي. أما بالنسبة للمشروع الثاني، فهو عبارة عن مشروع شباني للسياحة البيئية للتعريف أكثر بالأهمية الإيكولوجية والاقتصادية لهذه المناطق التي تزخر بها جزائرنا وإعادة الاعتبار للسياحة في بلادنا، وعلى غرار هذا، فإننا نسعى الى عدة مشاريع أخرى لكن هذا يرتبط بإمكانياتنا المادية. ما مصدر الدعم المادي المتحصل عليه؟ - تعتمد جمعيتنا على الإعانات المقدمة من طرف السلطات المحلية وبعض المؤسسات الخاصة وهو ما مكّننا من مزاولة العديد النشاطات الهادفة ونحن نأمل تحقيق المزيد لبلوغ الأهداف المسطّرة. هل من مشاكل تعيق عملكم؟ - إن غياب المقر يعد أكبر هاجس تعاني منها الجمعية ونحن نأمل من السلطات المعنية ان تقدّر عملنا وتمنحنا ذلك في أقرب الآجال. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكركم جزيل الشكر على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة، وعبر صفحات السياسي أطلب في الوقت الحالي من جميع الشباب ان يقوموا بأي دور فعّال للحفاظ على البيئة لأنها رئة الإنسان، كما أطلب ايضا من السلطات المعنية إعطاء أهمية للحفاظ على البيئة خاصة وان مدينة المتيجة تعاني اليوم من غزو الإسمنت.