تعد حماية البيئة من بين الواجبات التي يعنى بها الفرد في المجتمع، لأنها جزء منّا كما تعد حماية البيئة مسألة وعي بالدرجة الأولى، لذا، يجب على كافة المواطنين أن يكونوا قدر هذه المسؤولية التي تخص المحيط الذي هو عنوان لهويتهم ودليل سلوكهم وحضارتهم. وكما يتأثر الإنسان ببيئته، فإن البيئة تتأثر به والجزائر تزخر بمناطق بيئية وسياحية عديدة تعد من بين المناطق الجميلة في العالم وللمحافظة أكثر على هذه المناظر التي تزخر بها بلادنا، قامت العديد من الجمعيات بتأدية هذا الواجب الإنساني الذي هو مسؤولية الجميع، ألا وهو الحماية والمحافظة على البيئة، ومن بين الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، جمعية المنظر الجميل لحماية البيئة والتنمية المستدامة بالبليدة، وللتعرف أكثر على الجمعية ونشاطاتها المسطّرة في المجال البيئي، حاورت السياسي رئيس الجمعية، سعيد عالية، الذي أبرز لنا دور الجمعية وأهدافها من خلال النشاط البيئي. * بداية، هلاّ عرفتنا بجمعيتكم؟ - جمعية المنظر الجميل لحماية البيئة والتنمية المستدامة لولاية البليدة، هي جمعية تهتم بالجانب البيئي، تأسّست في شهر جوان سنة 2012، وهي جمعية شبابية ذات طابع تربوي بيئي وسياحي، وقد بلغ عدد المنخرطين فيها حوالي 90 شابا متوسط عمرهم 24 سنة وتعمل الجمعية ضمن 5 فروع بلدية، وتمارس نشاطات بيئية مختلفة تهدف للحفاظ على الوسط البيئي للمنطقة، كما ان جمعيتنا تعد همزة وصل بين الإنسان والمحيط البيئي. * وماذا عن النشاطات التي تزاولونها؟ - تقوم الجمعية بعدة نشاطات تتمثل في النشاطات المحلية والولائية ومشاركات دولية، فالبنسبة للنشاطات المحلية، فهي تلك النشاطات التي تنظمها الجمعية في ولاية البليدة والتي تتمثل في بعض الخرجات الميدانية التي نقوم بها لإحياء مختلف المناسبات وكذا بنشاطات تطوعية متمثلة في تنظيف مساحات خضراء وعمليات تشجير، وبالنسبة لنشاطاتنا الوطنية، فإننا نقوم بها خلال الأعياد الوطنية التاريخية مثل عيد الاستقلال والأيام العالمية كاليوم العالمي لحماية الغابات وعيد الشجرة واليوم العالمي للسياحة، كما نقوم بمعارض وطنية تحسيسية ورحلات عبر مختلف مدن وولايات الوطن لإنعاش السياحة الداخلية، لأن الجزائر تزخر بمناطق سياحية رائعة سواء في الجنوب أو الشرق او الغرب وحتى الوسط، على غرار هذه النشاطات، تقوم جمعية المنظر الجميل بأيام تحسيسية حول أهمية المحافظة على البيئة بهدف توعية المواطنين، خاصة الشباب منهم، بأهمية نظافة المحيط البيئي ومن اجل المحافظة على الغابات والتي تعد الرئة التي يتنفس بها كوكبنا، فهي تغطي ثلث مساحة اليابسة، وفيها يعيش 80 في المائة من الأنواع البيولوجية الموجودة على وجه البسيطة. ولذلك، فهي تكتسي أهمية بالغة في الاستجابة للعديد من متطلبات التنمية المستدامة، التي تتراوح بين القضاء على الفقر وتحقيق الأمن الغذائي، وبين التخفيف من آثار تغيير المناخ والتكيّف معه والحد من أخطار الكوارث. * كنتم قد قلتم سابقا أن الجمعية همزة وصل بين البيئة والإنسان، كيف ذلك؟ - نعم، نحن نعمل على تحقيق ذلك بقدر المستطاع، وذلك بتقريب الإنسان من الطبيعة من خلال جملة النشاطات التي نقوم بها في الإطار البيئي، فعلى سبيل المثال، فيما يخص المؤسسات التعليمية والتربوية، تعمل جمعيتنا على تنظيم بعض الحملات التحسيسية حول أهمية المحافظة على البيئة من خلال النادي الأخضر للبيئة، وهو موجود عبر ابتدائيات وإكماليات الولاية وكذا التنسيق مع جامعات ومراكز التكوين المهني بالولاية، وذلك بتأسيس مكاتب خاصة بالطلبة والشباب عامة، على غرار تلك الخاصة بالمرأة والطفل، بهدف إشراك جميع الشرائع الاجتماعية في الحفاظ على البيئة. * ما هو مصدر الدعم التي تتلقاه جمعية المنظر الجميل ؟ - بخصوص الدعم المتحصل عليه لمزاولة مختلف الأنشطة، فهو متنوع بين مساهمات أعضاء الجمعية ودعم السلطات المحلية، خاصة المشاريع التي نقوم بها من أجل المحافظة على المحيط البيئي. * هل من مشاريع مستقبلية تطمح الجمعية إلى تحقيقها؟ - بالنسبة للمشاريع، فنحن بصدد التحضير لمشروع نهدف من خلاله إلى ترقية السياحة البيئية داخل الوطن، بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، كما أننا نقوم بالتحضير لمبادرة تكوين 50 مرشدا بيئيا على المستوى الوطني في إطار دعم مبادرات الشباب، كما أطلقت الجمعية مسابقة وطنية تحت عنوان براري الجزائر ، حيت ستختار 20 صورة لأحسن المصورين الهواة والهدف منها هو استكشاف الحظيرة النباتية والحيوانية على المستوى الوطني، حيث سنقوم بعدها بطبع الصور المختارة وستوزع في اليوم العالمي للبيئة المصادف ل5 جوان من كل سنة. * كلمة أخيرة؟ - نشكركم على هذه الإلتفاتة الإعلامية التي سمحت لنا بإبراز النشاطات المقدمة من طرف جمعيتنا، من أجل البيئة وعليه، نأمل في توسيع نشاطاتنا أكثر من أجل الإرتقاء بالوطن والحفاظ على نظافة وجمال البيئة والتي تعود بالنفع على الجميع، كما نسعى لتنشئة جيل محب للبيئة ومحافظ عليها، لأنها رمز للصحة ورقي الفرد والمجتمع.