كان التنافس على الألقاب السبعة لبطولة إفريقيا للتجذيف، التي اختتمت يوم السبت بسد بوكردان بتيبازة، مقتصرا على ثلاثة بلدان فقط وهي: الجزائر، تونس ومصر، الأمر الذي أثّر على مستواها الفني وصعّب من تقييمه عند المنتخبات الإفريقية الأخرى، التي لم تنل 10 منها أي ميدالية تُذكر، حسب رأي العديد من التقنيين. وأوضح المدير الفني الوطني، يوسف مزغراني في تصريح صحفي: شهدنا تنافسا قويا للتتويج بلقب الأكابر زوجي (وزن خفيف)، بين ممثلي مصر والجزائر، حيث حسم السباق في 200م الأخيرة وصنعت خبرة الجزائريين، رياض قريدي وشوقي درياس، الفارق. اما عند الوسطيات والاواسط، الذين افتك أغلبهم البرونزيات، فيمكن القول ان الخبرة تنقصهم وهذه البطولة هي تجربة جديدة لهم ستفيدهم مستقبلا للارتقاء بالمستوى. هذه بداية موفقة لهؤلاء . من جهته، وصف رئيس الاتحادية التونسية للتجذيف والكنوي كياك، سليم بن بوكر، في معرض تحليله للمستوى الفني لهذه البطولة، التي عرفت تتويج الجزائر، بانه كان فوق المتوسط في ظل سيطرة ثلاثة بلدان إفريقية دائما على النهائيات (تونس، الجزائر ومصر) وغياب التنافسية عند باقي المشاركين، مضيفا أن عملا كبيرا في انتظار هذه البلدان حتى تطمح لمقارعة الكبار. وأفاد مسؤول الهيئة التونسية، باستثناء جنوب إفريقيا التي خرجت ابطالا اولمبيين رفقة البلدان الافرقية الثلاثة المذكورة، التي لها مستوى تقني متقارب وتنظم دوريا بطولات وطنية وافريقية، فإن البقية تشارك من اجل التعلم والتكوين ولم يسبق لها احتضان اي تظاهرة رياضية بهذا الحجم بسبب شح مواردها. من جهته، صرح البطل الافريقي مرتين (2010- 2012) والعربي (2012)، التونسي أيمن ماجري (سكيف خفيف الوزن)، ان المستوى الفني للبطولة يراوح مكانه في ظل استحواذ ثلاثة بلدان فقط على الألقاب، فيما تبحث الأخرى عن مكان متواضع تحفظ به ماء الوجه، حيث لم تحصل 10 بلدان على اي ميدالية باستثناء زيمبابوي التي حصلت على ذهبية واحدة وثلاثة بلدان اخرى على 3 برونزيات وفضيتين لأنغولا. واضاف، هذه البلدان لايمكنها التقدم وتحقيق النتائج ما لم توضع وسائل التحضير تحت تصرف منتخباتها. وذكر انه لا يمكن الانكار بان بعض البلدان الافريقية، تجتهد لتنشئ نخبة تنافسية مثل زيمبابوي التي نالت ذهبية واحدة في البطولة وناميبيا التي تطور مستواها. فقط هم (المنتخبات الافريقية) بحاجة الى امكانيات مادية وبشرية لترقية هذا الاختصاص، مشيرا الى ان اقل مركبة صينية الصنع يبلغ ثمنها 3000 يورو، اما قارب الفردي ذي النوعية الجيّدة، فثمنه حوالي 12 الف يورو. وللبطل الافريقي -اربع مرات- شوقي درياس رأيه في مستوى هذه المنافسة، قائلا: التنافس في هذا الموعد الرياضي كان خاصة بين الجزائريين والمصريين والتونسين لا غير . ولعل تتويجه رفقة زميله رياض قريدي بذهبية سكول مزدوج (اكابر) خفيف الوزن في العشرة امتار الاخيرة بعد الخطأ الذي ارتكبه الثنائي المصري المتميز أحدث المفاجأة، حسب العديد من التقنيين. يذكر ان الجزائر سبق لها التتويج بلقب الطبعة التاسعة بتونس بحصدها ل6 ذهبيات، 6 فضيات و3 برونزيات، متقدمة على البلد المنظم تونس ومصر.