مخاطر عدم العلاج نادرًا ما ينخفض ضغط الدم من تلقاء نفسه بدون علاج، وعندما يترسخ ارتفاع ذلك الضغط عند الشخص الذي لم يبلغ سن الخمسين سنة هنالك حظ قليل في حصول الهبوط العفوي، ويزيد احتمال حصول الموت الناجم عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم. وما هو صعب تقييمه هو الضغط الذي يكون مرتفعا في بعض الأوقات، وفي الأوقات الأخرى يكون طبيعيا ويسمى الأطباء هذه الحالة (باللامستقرة) وهنالك تعابير أخرى تفيد عن ارتفاع ضغط الدم مثل الارتفاع (الحدودي) أو الارتفاع (الانتقالي). وإذا لم يحدث أي ضرر لأعضاء الجسد، فإن الكثير من الأطباء لا يعتبرون أنه من الضروري معالجة ارتفاع ضغط الدم (غير المستقر) بشكل فوري ويفضلون مراقبة المريض لمدة من الزمن وينصحونه بالتخفيف من تناول الأطعمة ذات الوحدات الحرارية المرتفعة، فضلاً عن الدهن والملح وفقط حوالي 15 الى 25 بالمئة من المرضى بهذا النوع من ارتفاع ضغط الدم (غير المستقر) يتطور مرضهم ليصابوا بارْتفاع دائم في ذلك الضغط. ولقد قامت شركات التأمين على الحياة باحتساب عدد السنوات التي يمكن للمريض بارْتفاع ضغط الدم أن يخسرها من معدل سنين حياته. إن الشخص الذي يبلغ سنه حوالي 35سنة ويبلغ معدل ضغط الدم عنده 8 / 120، يجب أن يتوقع عيشه لفترة طبيعية من السنين أو من معدل العمر، أما إذا كان معدل ضغط الدم حوالي 90 / 130 فسوف يخسر حوالي أربع سنين من حياته، وإذا بلغ معدل ضغط الدم حوالي 90 / 140 يخسر حوالي تسع سنين من عمره، ويعيش فقط لسن 60 سنة إذا ارتفع ضغط الدم عنده إلى 100 / 150. إن ارتفاع ضغط الدم يسبب الضرر مرارًا للدماغ، حيث يمكن للأوعية الدموية الضعيفة أن تتمزق مسببة نزيفا دمويا كبيرا وربما شلل جزئي أي من نصف واحد من الجسد، أما الإصابة الأخرى فهي تكوّن تجلط دموي في أحد الأوعية الدموية المتصلة بالدماغ وهذا أيضا قد يؤدي إلى الشلل. ربما نصف المرضى بارْتفاع ضغط الدم يصابون بمشاكل تتعلق بالكليتين لأن الجزء العامل في الكلية لا يتلقى الكمية الكافية من الدم. علاقة ارتفاع ضغط الدم بالنوبات القلبية إن ارتفاع ضغط الدم مسؤول عن حدوث الوفيات ويساهم في حدوث النوبات والسكتات القلبية في الولاياتالمتحدة وكندا كل سنة. ولأن ارتفاع ضغط الدم يتطلب مزيدا من الضخ يقوم القلب بتكوين ألياف غير طبيعية سميكة وقوية، ويعتقد اليوم أن ارتفاع ضغط الدم يشجع تصلب الشرايين وبأن الشرايين القلبية الذي تغذي عضلات القلب تتقلص وتتم إعاقة عملها بواسطة ذلك الإرتفاع في ضغط الدم ولقد ساد إعتقاد لعدة سنوات بأن ارتفاع ضغط الدم لا علاقة له بالنوبات القلبية، حتى كتب الدكتور صاموئيل ليفن بحثا ذكر فيه أن 60 بالمئة من مرضاه المصابين بنوبات قلبية البالغ عددهم 145 مريض كانوا مصابين بارتفاع ضغط الدم، وبذلك تأكد وجود علاقة بين الاثنين. ولقد استنتج الدكتور ليفن بأن الارتفاع ضغط الدم هو عامل مهم مساهم في الإصابة بالنوبة القلبية. وكذلك كانت براهين وإثباتات اخرى تظهر فمن خلال دراسة أجريت على 5000 شخص من النساء والرجال في ضاحية مدينة بوسطنالأمريكية الذين تعرضوا لفحص أو فحوصات طبية دورية حيث تابع الأطباء تغير أحوالهم. وبينما أكدت النتائج بأن التدخين والمواد الدهنية في الدم وانخفاض النشاط الجسدي زادت من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، فقد أظهرت أيضا أن ارتفاع ضغط الدم لعب دورا أكبر من تلك العوامل وأكثر مما هو معروف وشائع، فقد ساهم في زيادة وتسريع تصلب الشرايين. وفي نطاق مجموعة الأشخاص الذين يتراوحن سنهم من 45 سنة إلى 74 سنة، فإن الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم حصلت عندهم بمعدل مرتين أكثر من الأشخاص غير المصابين بارتفاع الضغط حالات اسنداد في الشرايين الكبيرة وبمعدل ثلاث مرات أكثر في حالات مرض شرايين القلب التاجية وأربع مرات أكثر في حالات إخفاق القلب الناتج عن تجمع الدم وأكثر بنسبة سبع مرات في حالة الإصابة بالسكتة القلبية.