أثار مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالجلطة الدماغية تساؤلات عدة لدى الكثير من المواطنين وعن أسبابها وما إذا كانت لها علاقة بمسؤولية إدارة شؤون البلاد. ولتسليط الضوء على الموضوع تحدثت "الخبر" إلى مختصين في أمراض القلب والشرايين، شرّحوا المرض، أسبابه ومضاعفاته. يرى مختصون في الأمراض القلبية والشرايين والطب الداخلي، أن الجلطة الدماغية مرض مزمن، تسببها عدة عوامل تتعلق بالتدخين، السمنة، ارتفاع الضغط الدموي والسكري، ولكن خطورتها تكمن في التأخّر في علاجها، لأنه إذا تجاوز حدوثها 24 ساعة يصبح المريض مهدد بالموت، أو الإصابة بشلل جزئي أو كلي. وحسب المختص في طب القلب بمستشفى بارني بحسين داي وأستاذ في الطب بكلية الطب بالنعامة، الدكتور جمال الدين نيبوش، فإن السكتة أو الجلطة الدماغية أو الحادث الوعائي الدماغ، تحدث عندما يتوقف أو يتعرقل بشدة، تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، مما يحرم أنسجة المخ من الأكسجين الضروري ومواد التغذية الحيوية الاخرى. ويرتبط حدوثها حسب محدثنا بعدة عوامل تتعلق بارتفاع الضغط الدموي، السكري، وجود مرض في الدماغ أو نزيف، مع انسداد في ا لشرايين وهو ما يسبب السكتة الدماغية الاقفارية التي تحدث عندما تضيق شرايين الدماغ أو تنسد، مما يسبب انخفاضا كبيرا في كمية الدم المزودة الى الدماغ ، وهذا يمنع تزويد الدماغ بالأكسجين ومواد التغذية المختلفة، مما يؤدي الى موت خلايا الدماغ خلال دقائق كما أن وجود صممات اصطناعية في القلب يحدث النوبة أيضا. وتصيب الجلطة الشخص كلما تقدم في السن وليس لها بأوقات ولا بجنس المريض، كما أن العلاج الفوري لها أمر بالغ الحيوية والأهمية، اذ يمكن من خلاله تقليل الأضرار للدماغ ومنع المضاعفات المحتملة ما بعد السكتة، وقد تسبب حدث شرياني دماغي عابر، بمعنى أن المصاب بها قد يتعافى اذا لم تتجاوز مدتها 24 ساعة. ولكن إذا استمرت أكثر من هذه المدة تكون لها مضاعفات خطيرة ويمكن أن تسبب شللا كليا أو جزئيا، مع فقدان الوعي. وفي رده عن سؤال “الخبر” حول حظوظ المصابين بها من الكبار في الحياة أردف قائلا: “ إن نسبة النجاة والموت متفاوتة، لأن التماثل للشفاء مرتبط بمدى بالتكفل الجيد بالمريض، لاسيما إعادة التأهيل الحركي”، غير أنه يضيف المختص “ كلما تقدم المريض في السن يتضاعف الخطر”. وعن طرق علاج السكتة الدماغية، قال الدكتور نيبوش، أنه لا بد من علاج العوامل المؤدية لها، وينبغي على الأطباء استئناف تزويد الدماغ بالدم، بأسرع وقت يمكن، مع إعطاء المريض أدوية لتشجيع تخثر الدم في غضون ثلاث ساعات منذ لحظة ظهور الأعراض الأولى للسكتة الدماغية، فالعلاج السريع لا يزيد فرص البقاء على قيد الحياة فحسب، يواصل الدكتور نيبوش، بل يمكن أن يساعد أيضا في تقليل المضاعفات التي قد تنجم عن السكتة الدماغية. وفي نفس السياق، أكد رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية بالعاصمة البروفيسور بروري، أنه إذا تجاوزت السكتة الدماغية 24 ساعة تحدث الخطورة، إذ قد يصاب المريض بشلل جزئي أو كلي، مبرزا أن السكتة تصيب فئة الشباب والشيوخ على حد سواء، ولكن خطورتها تصبح أكثر بالنسبة للأشخاص فوق 45 سنة، ودرجة نجاة المصاب بها تتوقف على وضعية الشرايين . من جهته، قال المختص في الأمراض القلبية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي الدكتور آيت مسعودان صديق في اتصال ب “الخبر” أمس، أن السكتة الدماغية تحدث نتيجة اضطراب في نبضات القلب أو انسداد في الشرايين التي توصل الدم إلى الدماغ، وذلك بسبب عدة عوامل تتعلق بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، السكري والتدخين. مؤكدا أن السكتة الدماغية تصيب كل الفئات العمرية ولكنها أكثر حدوثا بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز سنهم 60 سنة . وأبرز الدكتور آيت مسعودان أنه كلما كان التكفل بالمريض سريعا وجيدا يشفى منها، من خلال عملية فتح الشرايين. مشيرا إلى أن السكتة الدماغية نوعان، إما تحدث نتيجة نزيف دماغي، أو انسداد في الشرايين، وهما حالتين يمكن الشفاء منهما إذا كان العلاج سريعا وفعالا. غير أن حدوث سكتة دماغية حادة وكبيرة نتيجة إنسداد شريان كبير في الدماغ يمكن أن تؤدي إلى الموت، بينما هناك انسداد يفتح بصورة طبيعية وبدون عملية جراحية ولكن الخطر يكمن في تكرارها مرة ثانية وتكون صعبة العلاج. وأبرز المتحدث أن مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة، تستقبل عددا كبيرا من المصابين بالسكتة الدماغية، خاصة منهم الكبار في السن، أما علاجها فيتمثل في فتح انسداد الشرايين للمريض، غير أن هذه الطريقة ليس معمول بها في أمراض الأعصاب، لأنه لا توجد جهود رغم أن هذه الطريقة تجنب الموت المفاجئ للمريض بالجلطة الدماغية يقول الدكتور آيت مسعودان. ومن بين أهم طرق الوقاية من السكتة، أضاف محدثنا، أنه يمكن تجنبها بممارسة كل أنواع الرياضات، تفادي أكل الأطعمة الدسمة والمالحة، باعتبار أن 26 بالمائة من الجزائريين مصابين بارتفاع الضغط الدموي الذي يسبب السكتة الدماغية.