يعود إلى قراء "صوت الجلفة"، الدكتور "مسعودي عبد القادر"، لتنشيط ركنه "صوت الصحة" كل أسبوع بعد غياب اضطراري بسبب تغطية الانتخابات المحلية. - عندما يضخ القلب الدم ليرسله إلى باقي أعضاء الجسم فإنه يقوم بعملية انقباض يسجل عندها القيمة الكبرى للضغط، ثم ينبسط وقيمة الضغط عند ذاك هي القيمة الصغرى، نقول عن ضغط الدم أنه مرتفع إذا كانت القيمة الكبرى للضغط أكثر من 140 ملمتر زئبقي، و/أو إذا كانت القيمة الصغرى للضغط أكثر من 90 ملمتر زئبقي. - للتأكيد على ارتفاع ضغط الدم، يجب أن يتحصل على نتائج مرتفعة في ثلاث فحوصات مختلفة، يتم في كل فحص قياس نسبة الضغط على الأقل مرتين. - يمكن أن يكون ارتفاع الضغط الدموي عابراً، فقط المصابون بارتفاع ضغط الدم المزمن هم من تتطلب حالاتهم العلاج المستمر. - يقسم المصابون بارتفاع الضغط المزمن إلى ثلاثة: الخفيف، العادي، الخطير، وذلك حسب درجة خطورة المضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها المريض، ويعرف ذلك الطبيب المختص المعالج بعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة. الأسباب ليست كلها معروفة: - في أغلب الحالات يكون سبب ارتفاع ضغط الدم غير معروف ''إيديوباتي''. - ما تم التأكيد عليه هو أن هناك عوامل تساعد على ظهور المرض وتطوره، وتلك العوامل إما أن تكون عوامل وراثية، بيئية، مرضية، اجتماعية. - في الحالة العامة فإن الضغط المرتفع يكون نتيجة عدم توازن بين حجم الدم المار في الشرايين، وقدرة هذه الأخيرة على تحمل ذلك الحجم. للشرايين قدرة على التمدد لحد ما وذلك عندما يكبر حجم الدم، وذلك لتضمن قدر المستطاع بقاء الضغط الدموي ثابتاً، كما أن لديها أيضا القدرة على الانقباض، كل هذا يتم بواسطة تأثير بعض المواد مثل هرمون الأدرينالين الذي يزيد من انقباض الشرايينن (بعض الأدوية التي تحرض على إفراز تلك المواد من شأنها أن ترفع من الضغط الدموي). - كلما تقدم الإنسان في السن قلت قدرة شرايينه على الانقباض والتمدد، لذلك فإن التقدم في السن هو من عوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم ويزيد أيضا من احتمال التعرض لمضاعفات المرض. - عندما يكون الحديث عن حجم الدم، فإن للكلام عن الكلى الحصة الأكبر: هناك هرمون يدعى الألدوستيرون وعمله هو أنه يقلل من طرح الماء والأيونات (مثال أيونات الصوديوم التي تنتج عن ملح الطعام)، وبالتالي أي اعتلال في الكلى يؤدي لزيادة هذا الهرمون هو من شأنه أن يرفع الضغط الدموي. - من عوامل الإصابة بهذا المرض: -:- تناول كميات كبيرة من ملح الطعام (والذي يستقطب الماء فيدخل الماء أكثر إلى الشرايين مما يزيد من حجم الدم). -:- السمنة الزائدة (التي تؤدي إلى تصلب جدران الشرايين وبالتالي تقل قدرتها على التمدد والانقباض). -:- التدخين: وهو عامل أساسي كما أثبتت الأبحاث والدراسات في العديد من البلدان. -:- القلق (العامل النفسي الذي وُجد أن له علاقة بكثير من الأمراض العضوية). -:- الأدوية المانعة الحمل، المرأة الحامل (إلا في حالات معينة وهي حالات ''تسمم الدم'' وهو مرض يصيب المرأة الحامل يتسم بزيادة نسبة البروتينات في الدم وارتفاع الضغط، هذا المرض من شأنه أن يتسبب للمولود الجديد في نوبات صرع، ويمكن ان يتسبب أيضا في الموت الجنيني، لذلك فالمتابعة الطبية المستمرة للحامل ضرورية). -:- اللحوم الحمراء (والتي تعتبر مصدرا أساسيا من مصادر الحديد في الأطعمة) هي أحد العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. -:- زيادة نسبة الكولسترول والأحماض الدهنية في الدم: ما من شأنه أن يصيب الشرايين بالتصلب، ويحد من قدرتها على التمدد والانقباض، فلا تتمكن بعدها من ضمان ضغط دموي عادي. -:- داء السكري: الذي يتسبب في إضعاف جدران الشرايين. ارتفاع ضغط الدم وداء السكري: - لداء السكري ومرض ارتفاع الضغط مضاعفات مشتركة، وهي تلك التي تكون على مستوى القلب، الشرايين، الكلى، الجهاز العصبي. - أحد المضاعفات الخطيرة هي الجلطة الدموية، يكون احتمال حصولها عند مريض السكري مضاعفا بالنسبة له عند الإنسان العادي، وهي نفس النسبة التي يزيد بها الاحتمال عند مرضى ارتفاع الضغط الدموي المزمن، ويزيد احتمال حصول الجلطة الدموية أكثر إذا كان المريض لديه ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، أو كان من المدخنين. - أعراض القصور الكلوي توجد لدى 40 بالمئة من مرضى السكري، وإذا كان مريض السكري لديه ارتفاع ضغط الدم فإنه يكون أكثر عرضة لاعتلال الكلى، وأي مضاعفات أخرى كضعف النظر، لذلك يجب على مريض السكري متابعة ضغطه، وتخفيضه إذا كان مرتفعاً ليحمي نفسه من التعرض لتلك المضاعفات. - آخر الدراسات والأبحاث أكدت على أن عتبة الضغط الدموي لدى مريض السكري هي 80/130 بدل 90/140 بالنسبة للشخص الغير مصاب بالسكري، أي لا بد أن لا يزيد الضغط عن هذه النسبة، وإن زاد فهو يعتبر ارتفاعاً يستدعي التدخل الطبي. - كما على مريض السكري متابعة نسبة السكر في الدم باستمرار والحفاظ على قيمتها العادية، فإن عليه أيضا مراقبة ضغطه الدموي والحفاظ عليه مستقراً لا يتجاوز 80/130، وذلك ليحمي نفسه من مضاعفات داء السكري التي يزيد احتمال حصولها عندما يكون الضغط مرتفعاً. مضادات الالتهاب وخطر الإصابة بضغط الدم: - الأسبيرين، إيبوبروفان، بيروكسيكام، أندوميتاسين، ديكلوفيناك، نابروكسان..إذا كان استعمالها بشكل دائم يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، حسب أبحاث ودراسات حديثة العهد. - هناك أشخاص يستعملون تلك الأدوية بشكل مستمر، أولئك الذين يعانون من التهاب المفاصل، الروماتيزم، ألم النسا..الخ، أولئك هم عرضة دائما للإصابة بارتفاع في ضغط الدم. - الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب كمسكنات للألم أكثر من 15 مرة في الأسبوع هم من المعرضين للإصابة بارتفاع ضغط الدم وذلك بنسبة تزيد ب 48 بالمئة منها عند الأشخاص العاديين، وقد كانت دراسات قديمة أشارت إلى أن مسكنات الألم هي من العوامل المؤدية للإصابة بارتفاع ضغط الدم لكن دون تحديد صنف مضادات الألم المسؤولة، لكتن الآن عُرِفَ أن مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية هي المقصودة (الأسبيرين، إيبوبروفان، أندوميتاسين، ديكلوفيناك، بيروكسيكام، كيتوبروفان، سيليكوكسيب..الخ). - من الأفضل عدم الإكثار من تناول مضادات الالتهاب، وتفضيل الباراسيتامول عنها في أغلب الحالات، إلا في حالات الآلام الحادة، لكن دون إفراط. - يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الكثير من مضادات الالتهاب تعيق عمل بعض مخفصات ضغط الدم، لذلك فمن الأفضل استشارة الطبيب المعالج عندما يريد مريض ضغط الدم الذي يوجد تحت العلاج بمخفضات الضغط أن يتناول مسكنا للألم مضادا للالتهاب. ارتفاع ضغط الدم وملح الطعام: - الإفراط في تناول ملح الطعام هو أحد أهم العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني. - معدل استعمال ملح الطعام لدى الناس هو من 7 إلى 10 غرامات في اليوم، في حين أن الحاجة البيولوجية لا تتعدى 3 غرامات يوميا. - الزيادة في ملح الطعام تزيد من ضغط الدم في الشرايين، ومنطقيا بالعكس، عند التقليل من تناول الملح تهبط قيمة الضغط الدموي، والإفراط في تناول ملح الطعام يتسبب أيضا في: تضخم القلب، زيادة الوزن (لأن الملح يفتح الشهية)، هشاشة العظام لدى النساء في سن اليأس (لأنه يزيد من فقدان الجسم للكالسيوم)، سرطان المعدة (يزيد خطر الإصابة به عند الإفراط في تناول الملح ب 6 مرات) . - على مريض ضغط الدم التقليل من تناول ملح الطعام، وأي مأكولات أخرى بها كلور الصوديوم، وعموما يستحسن عدم الإفراط في استعمال ملح الطعام خصوصا بعد سن الأربعين. ☼ يستحسن لمريض ضغط الدم أن يتقص وزنه الزائد، ويمارس التمارين الرياضية (على الأقل نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع)، ويتناول وجبات غنية بالألياف (الخضر والفواكه الطازجة خاصة) ويقلل كثيراً من الأطعمة الدسمة، ويقلع عن التدخين إن كان مدخننا، ويبتعد كل الابتعاد عن القلق والتوتر وكل ما من شأنه أن يسببهما له. من إعداد الصيدلي: ''مسعودي عبد القادر'' من لديه استفسار أو سؤال فلا يتردد في مراسلتنا عبر العنوان الإلكتروني: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته