تأجّلت معرفة من سيدخل قصر قرطاج، ويختاره التونسيون رئيسا لهم خاصة بعد نتائج الدور الأول، الذي كانت متقاربة إلى حد ما بين تيارين مختلفين من ناحية الإيديلوجية السياسية والفكرية في الحكم والتسيير، خاصة وأن الباجي قايد السبسي يعتبر تركة النظام القديم في تونس، في حين يمثل منصف المرزوقي الوجه المحسوب على حركة النهضة . ويترقب التونسيين المرحلة الثانية من الانتخابات من أجل اختيار عريس قرطاج الجديد الذي تنتظره أوضاع وملفات أمنية واجتماعية واقتصادية ليس بسيطة من إخراج تونس من دوامة اللاإستقرار الامني والسياسي الذي كانت تعيشه منذ سنوات. وأشارت نتائج التقديرات الأولية لعملية فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التونسية إلى تصدر الباجي القائد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي نسب التصويت، وتحدث محسن مرزوق، مدير الحملة الانتخابية للسبسي، عن تصدر مرشحهم نتائج الانتخابات وتقدمه بفارق 10 نقاط أمام رئيس حزب المؤتمر محمد المنصف المرزوقي. من جانبه، أعلن عدنان المنصر، مدير حملة المنصف المرزوقي، أن الفارق بين مرشحها وزعيم حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية ضئيل جدا وسيتنافسان بالتالي في دورة ثانية. وقال مدير الحملة عدنان منصر للصحفيين إنه في أسوأ الأحوال، ستكون النتيجة تعادلا بين المرزوقي والسبسي وفي أفضلها سنتقدم بنسبة تتراوح بين 2 و4 % من الأصوات ، مضيفا سنذهب إلى دورة ثانية بفرص كبيرة . وأغلقت مراكز الاقتراع بنسبة تصويت 64.6 بالمائة، وفق ما أعلنه رئيس هيئة الانتخابات، شفيق صرصار. وقال صرصار، إن نسبة المشاركة في الانتخابات قد تطورت بشكل تصاعدي مع قرب إغلاق مراكز الاقتراع واحتلت الدائرة الانتخابية تونس 1 أعلى نسبة مشاركة ب61.6 بالمائة في حين حظيت دائرة قفصة بأقل نسبة مشاركة ما يقارب ال42 بالمائة. ونفى رئيس الهيئة وجود خروق أمنية، مشيدا بحسن سير الانتخابات. وستعلن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في غضون ثلاثة أيام قبل فتح أبواب الطعون. ويذكر أن 27 ألف مراقب و65 ألف ممثل عن المرشحين للانتخابات الرئاسية تم اعتمادهم من قبل هيئة الانتخابات لمراقبة سير عملية الاقتراع، إضافة إلى وجود نحو ألف صحفي تابعوا العملية الانتخابية. وبلغت التعزيزات العسكرية والأمنية حوالي 100 ألف رجل أمن منتشرين على نطاق واسع في كامل أنحاء الجمهورية، لتفادي أحداث محتملة تعكر سير العملية الانتخابية. وتم فتح 56 مكتب اقتراع في ساعة متأخرة تحسبا لأي طارئ أمني في كل من ولايات القصرين والكاف وجندوبة، وهي مناطق محاذية للحدود الجزائرية. من جانبه، أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، أن قوائم الناخبين تضم 5 ملايين و285 ألف و625 ناخب، مشيرا إلى أن الهيئة حدّدت موعد فتح مراكز الاقتراع داخل الجمهورية الأحد من الساعة 8 صباحا إلى الساعة 6 مساء باستثناء 50 مركزا بمحافظات القصرين وجندوبة والكاف، حيث ستفتح من 10 صباحا إلى 3 مساء فقط لدواع أمنية. وقبل أيام، قررت الحكومة التونسية إغلاق الحدود مع ليبيا لمدة أربعة أيام (بين 20 و23 نوفمبر الجاري، فضلا عن تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع الجزائر وحول مراكز الاقتراع. ويتنافس في هذه الانتخابات 27 مرشحا، ويعلن الفائز فيها من حصل على أغلبية 50 % زائد واحد من الأصوات، وبخلاف ذلك، تجرى جولة ثانية يوم 31 ديسمبر المقبل بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة من الأصوات. ومن المقرر أن يتعرف التونسيون على اسم رئيسهم الجديد في أجل أقصاه ثلاثة أيام بعد انتهاء عملية الاقتراع، و5 أيام بعد انتهاء الفرز وفق نتائج أولية، على أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الرسمية النهائية بعد 48 ساعة من توصلها لآخر حكم صادر عن الجلسة العامة القضائية للمحكمة الإدارية بخصوص الطعون المحتملة المتعلقة بالنتائج الأولية للانتخابات. وهذه هي المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات رئاسية مباشرة منذ إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011.