أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أن فتح مراكز الاقتراع سيبدأ عند الثامنة من صباح اليوم، وإغلاقها عند السادسة، ويستثنى 50 مركزا في ولايات الكاف والقصرين وجندوبة، حيث يتوجه أكثر من خمسة ملايين منتخب إلى مكاتب الاقتراع لاختيار أول رئيس منتخب في اقتراع تعددي تقدم له 22 مترشحا. يعتبر كل المتابعين للعرس الانتخابي التونسي، المرشحيْن محمد المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي، الأوفر حظا للمرور إلى الجولة الثانية من السباق نحو قصر قرطاج. فيما يرى مرشحون آخرون أنهم قادرون على بلوغ الدور الثاني من الانتخابات، وأبرزهم حمّة الهمامي وأحمد نجيب الشابي. عاد الاستقطاب الثنائي بعد أن كان في التشريعيات قبل شهر، ليطغى على المشهد السياسي. في حين يؤكد كثيرون أن احتمالات بزوغ نجم مرشح ثالث لاتزال قائمة، حيث "ينصح" المرشح الرئاسي سمير العبدلي، في ختام حملته الانتخابية، التونسيين بمعاقبة كل من يحاول تأييد الاستقطاب الثنائي الذي يهدد المشهد السياسي في البلاد بحسبه. أما المرشح المستقل، الصافي سعيد، فقد حذّر التونسيين من الاستقطاب الثنائي.وتبدو حظوظ الرئيس المنصف المرزوقي كبيرة في المرور إلى الجولة الثانية من الانتخابات، ويعتبره مناصروه استقطابا مشروعا مع منافسه الباجي قايد السبسي. فقد أكد القيادي في حركة "نداء تونس" محسن مرزوق، مدير الحملة الدعائية لقايد السبسي، أن حزبه الفائز في التشريعيات، سيتعايش مستقبلا مع مختلف التيارات. وقد أبدى محسن مرزوق، تفاؤله بفوز قائد السبسي في الرئاسيات، وبذلك تصبح تونس فانوسا مضيئا للثورة بتجربتها الديمقراطية التي أظهرت التداول السلمي على السلطة. ولذلك عبّر محسن مرزوق عن ثقته بفوز الباجي، متمنيا أن يصوّت أنصاره بكثافة ليحسم الأمر في الجولة الأولى، باعتباره الحزب الأول في البلاد به 130 ألف منخرط وفاز في 33 دائرة انتخابية خلال التشريعيات الأخيرة. وفي حال الالتزام بالجولتين، فسيفوز فيها، بحسب توقعه. أما الحكومة القادمة، فستكون حكومة حوار وتوافقات، وليس حكومة تحالفات، ربما برئاسة تكنوقراط.