إنطلقت بدار الثقافة عبد القادر علولة بمدينة تلمسان التظاهرات الثقافية والفنية الخاصة بإحياء الذكرى الخمسين لوفاة عميد الأغنية الأندلسية، الشيخ العربي بن صاري. وقد ميزت هذه التظاهرات، التي تشرف على تنظيمها دار الثقافة إلى غاية 25 من نفس الشهر، بإقامة معرض للصور والوثائق الأرشيفية التي تبرز المسار الفني للعربي بن صاري وأبنائه والحفلات التي أحياها داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى بعض الآلات الموسيقية التقليدية التي كان يستعملها جوقه في مختلف المناسبات مثل الرباب والعود والكمان والطر. وإلى جانب أشرطة وثائقية حول بعض الحفلات الفنية التي أحياها الشيخ، يتضمن برنامج هذه المناسبة، تنظيم سهرات فنية من أحياء بعض الجمعيات الثقافية والجوق الأندلسي الكبير لمدينة تلمسان الذي سيؤدي بحضور عشّاق الطرب الأصيل مقاطع من الموسيقى التقليدية في طبوع الأندلسي والحوزي والعروبي التي كان يؤديها العربي بني صاري. كما ستنظم مائدة مستديرة من تنشيط أساتذة وباحثين في الطرب الأصيل حول المسار الفني للشيخ العربي بن صاري ودوره في المحافظة على التراث الفني والموسيقي وحمايته من التزييف والاندثار وكذلك الأسفار والتنقلات التي قام بها عبر بعض البلدان الشقيقة والصديقة مع التطرق إلى دور ابنه الأكبر رضوان في مواصلة مشواره الفني. ويعد العربي بن صاري الذي ولد بتلمسان سنة 1863 وتوفى بها في 24 ديسمبر 1964 رمزا من رموز تاريخ تلمسان الفني والموسيقى وعميد أغنيتها الأندلسية باعتباره شغل ما يقارب الثمانين سنة ساحة الموسيقى الأندلسية بها، كما ذاع صيته بمختلف أنحاء الجزائر والمغرب العربي وقد شارك في العديد من المحافل الدولية لتمثيل الجزائر مثل مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي انعقد بالقاهرة سنة1932. أما ابنه رضوان (1941-2002)، فكان يتمتع بموهبة عالية في الفن الأصيل وبراعة في تأدية النوبات والمقامات المختلفة، الشيء الذي جعله يرتقى بالفن الأندلسي من مفهوم تقليدي قديم إلى آخر أكثر إبداعا وأكثر ثراء بالإحساس، حسب المتتبعين لهذا الفن.