كثيرا ما يجد الأولياء أنفسهم في مواجهة هاجس تأثير الأنترنت على سلوك الأطفال، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع أخرى كالعنف، وهو ما يتطلب تكثيف الرقابة والمرافقة والتوجيه، وهو ما شدّد عليه العديد من المختصين لحماية أطفالنا من الأخطار الناجمة عن تأثير الأنترنت. مختصون يشدّدون ويوصون الأولياء لحماية أبنائهم من تأثير الأنترنت فبعد تزايد الوعي بمخاطر مقاهي الأنترنت على نفسيات الأطفال، الذين انجذبوا في السنوات الأخيرة إليها انجذابا أعمى خاصة في ظل تطور التكنولوجيات الحديثة وظهور الألواح الرقمية، أقبلت العائلات الجزائرية إلى طلب المزيد من خطوط النت المنزلي إلى بيوتهم، لتمكين أبنائهم من الاتصال بالشبكة العنكبوتية ولكن تحت مراقبتهم، وذلك للحد من الآثار السلبية لبعض المواقع، خاصة منها غرف الدردشة، التي صارت تعزل الأطفال عن عائلاتهم وتربطهم علاقات وهمية كبديل عن علاقاتهم الأسرية. ما جعل الأنترنت أهم لديهم بكثير من التواصل الحقيقي، وذلك بسبب ضآلة مخزونهم العاطفي الأسري والاجتماعي، وفي حال عدم تفطن الأسرة إلى إدمانهم الدردشة من خلال الشات، فإن الأمر سوف ينتهي بهم إلى تكوين علاقات افتراضية في عالم افتراضي، قد لا يكون أبطاله حقيقيون ما يعني أن الطفل في هذه الحالة لا يكون شخصيته على أساس الواقع، بل يضيع ما هو حقيقي من اجل ما هو افتراضي وهو ما كشفت عنه ش. عائشة ، أخصائية نفسانية. وفي سياق متصل، أجمع المختصون على ضرورة حماية النشء الصاعد من خطر الولوج إلى مواقع غير مرغوب فيها قد تؤثر على شخصيتهم ومستقبلهم كالمواقع التي تحرض على العنف والكراهية ومواقع اللاأخلاقية وغيرها. وفي ذات الصدد، تضيف الأخصائية ش. عائشة قائلة: إن رقابة الأطفال مصدر حماية لهم ، مشيرة الى أن منع الأطفال من الاتصال بعالم الأنترنت أمر صعب، لان ذلك يدفعهم حتما إلى التوجه إلى قاعات الأنترنت خارج المنزل، حيث تصعب مراقبتهم أكثر أو تنعدم تماما، لذلك فإن اقتناء الحاسوب والأنترنت المنزلي لمن استطاع إليهما سبيلا صارا من أهم ضروريات التربية الحديثة، على أن يكون الأولياء ملمين باستخدام الأنترنت لتسهيل مهام المراقبة الكاملة، وأول ما يجب على الآباء فعله هو مشاركة أطفالهم فيما يفعلونه على الأنترنت، وأهم شيء هو مشاركتهم في صداقاتهم بالأنترنت، وهو دور مهم طالما أنهم كانوا يشاركون قبلا في تحديد صداقاتهم التي يصنعونها في المحيط الاجتماعي والأسري والمدرسي، وهو ما يثبت انه إذا كان أمر المرافقة والمتابعة أكثر حضورا في الوسط المدرسي، فإن المسؤولية تزداد لدى الأولياء في مرافقة الأبناء أثناء البحث في مواقع الواب بالمنازل ودور الجميع، على غرار المحلات المخصصة في هذا المجال. ومن جهتها، حذّرت ب. فريدة ، أخصائية في علم النفس من التأثير السلبي للأنترنت على الأطفال لاسيما من خلال تصفحهم لمواقع تحرض على العنف والكراهية والإباحية. ويتمثل التأثير السلبي للأنترنت على الأطفال، من خلال ميلهم إلى العزلة مع عزوفهم التام عن القراءة واللعب علاوة على خطر استدراجهم من قبل بعض الأشخاص عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. ولهذا، يجب على الأولياء عدم ترك الأنترنت في الغرف الخاصة بالأطفال مع وضعها في مكان مفتوح كغرف الجلوس العائلية، علاوة على تحديد ساعات تصفح الأنترنت للأطفال بحيث لا تتجاوز الساعتين في اليوم ولابد أن تبقى علاقة الوالدين بالطفل قوية مع وجود حوار مفتوح ومستمر يوميا لسماع أخباره.