لا تزال شريحة ذوي الإحتياجات الخاصة تعاني عدة نقائص تصعّب اندماجها في المجتمع، ويكفي الحديث عن المرافق العمومية التي تغيب فيها المسلكية، مما يصعّب عليهم عملية التنقل لقضاء مختلف حاجياتهم سواء على مستوى البلديات، أو محطات النقل أو المؤسسات التعليمية كأعظم مشكلة يواجهها المعاق، إضافة إلى انشغالات أخرى عديدة، حيث أولت العديد من الجمعيات التربوية، الاجتماعية والخيرية المتواجدة على مستوى العديد من الولايات اهتماما خاصا بشريحة ذوي الإحتياجات الخاصة للتخفيف من معاناتها، من منطلق أنها من أكثر شرائح المجتمع حاجة للدعم والتكافل، ومن يبن الجمعيات التي تسعى لتحقيق ذلك جمعية الرفيق الناشطة ببسكرة... وللتعرف عن أهم مشاريع هذه الأخيرة التي تسعى لتحقيقها لفائدة هذه الفئة حاورت السياسي كمال شنوفي، نائب رئيس ا لجمعية والذي أكد ضرورة إعادة الاعتبار ومساعدة هذه الفئة الهامة في المجتمع، مضيفا أنه لا يكفي أن نتذكرها في يومها الوطني فقط. - بداية، هل بنبذة عن جمعية الرفيق لرعاية ذوي الإحتياجات الخاصة ببسكرة؟ + جمعية الرفيق لذوي الإحتياجات الخاصة هي جمعية خيرية تتكفل بالأشخاص المعاقين ذهنيا وحركيا مقرها أولاد جلال بولاية بسكرة، تحصلت على اعتمادها بتاريخ 12 نوفمبر 2011، تنشط بجميع بلديات الولاية، يضم حاليا 70 معاقا ذهنيا بالمركز البيداغوجي النفسي برعاية أخصائيين نفسانيين، وذلك بغية تقديم الدعم التربوي والتأهيل لمساعدتهم على العمل بعد تكوينهم داخل ورشات تتمثل في مشاتل خصوصا مع اقتراب فصل الربيع. - فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ + نحاول دائما العمل على توسيع نشاطاتنا ورعاية هذه الفئة من المجتمع، لذلك قمنا بالعديد من الأعمال التي تخدم أعضاء الجمعية وممن يشابهونهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ قمنا بدورات تكوينية لفتيات الجمعية في أعمال يدوية مختلفة من خياطة ومكرامي، كما أن للفئات الصغيرة نصيب من نشاطاتنا إذ يعمل المختصون على تدريسهم في أقسام تربوية تلقنهم كيفية الاعتماد على أنفسهم في الأكل والشرب واللباس أيضا إضافة للتكوين المهني لمن هم أكثر من 18 سنة، كما أن للجمعية نشاطات رياضية ككرة القدم وسباق العدو تمارس مرتين في الأسبوع، دون أن ننسى مشاركاتنا في عديد المحافل الدولية داخل الولاية مع مديرية الشؤون الاجتماعية ومركز النشء البيداغوجي ومدرسة صغار الصم البكم لأولاد جلال ببسكرة. - إلى ما تهدفون من وراء جل ما تقومون به؟ + تعمل الجمعية على منح الرعاية والتكفل التام بهذه الشريحة من المجتمع بغية حمايتهم من الشوارع وما يحويه من آفات اجتماعية خطيرة بإمكان العاقين أن يكونوا عرضة لها، كما نسعى للنهوض بهم وتنميتهم من أجل إدماجهم في المجتمع بمختلف ميادينه ونشاطاته حتى لا يصبحوا عبئا على أحد حتى وإن تعلق الأمر بأقرب الناس إليهم ويساهموا بدورهم في تطوير مجتمعهم ووطنهم. - ما مصدر الإعانات المتحصل عليه؟ + تعتمد الجمعية في مواردها المالية على اتّفاقية مع الصندوق الوطني للعمال الأجراء، إذ تقوم بتقديم منحة للأطفال كما تدعم مديرية النشاط الاجتماعي مشروع مشتلة لفائدة الأفراد الذين نقوم بتكوينهم، ويساهم المجلس البلدي بدعمنا ماديا. - على غرار نقص الدعم، فهل من مشاكل أخرى تعاني منها الجمعية؟ + أمام ازدياد عدد أفراد الجمعية يعدّ مشكل المقر من بين أحد أهم المشاكل، فهو غير كاف لنشاطاتنا، كما تجدر الإشارة إلى أن مقرنا الأول كان بعيدا عن مدينة أولاد جلال بحوالي 3 كلم، الأمر الذي دفعنا لكراء منزل داخل بلدية أولاد جلال، كما نعاني من نقص في النقل إذ تمتلك الجمعية سيارة نقل واحدة. - نحتفل قريبا باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، فما تحضيراتكم لذلك؟ + كما تعرفون نعمل دائما على التماشي مع جميع الأعياد والمناسبات سيما إذا تعلق الأمر ب14 مارس، وهو اليوم الذي خصص لذوي الاحتياجات الخاصة، أما عن أهم نشاطاتنا فنحن نسعى لتنظيم معرض لإبراز أهم النشاطات التي يقوم بها أعضاء الجمعية، إضافة إلى حفل يكرّم فيه فتيات الجمعية توزّع فيه الجوائز ويكرم أبناء الجمعية، وذلك تزامنا واليوم العالمي للمرأة، وينظم هذا النشاط بالتنسيق مع الرابطة الولائية للمعاقين ومشاركة جمعية إحياء التراث. - كلمة أخيرة نختم بها حوارنا... + يعاني العديد من ذوي الإعاقة من مشاكل جمّة عكرت صفو حياتهم، ولعل أبرز هذه المشاكل التي يعاني الكثير منها غياب فرص العمل وانعدام النقل الخاص، إضافة إلى المنحة التي لا تكفي حتى لشراء الأدوية لذا ونحن كجمعية تهتم بهذه الفئة، نأمل من السلطات المعنية إعادة الاعتبار لهذه الفئة ومدّ يد العون لها، كما لا ننسى في الأخير أن نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الإعلامية الطيبة والتي تعدّ دعما لنا للمشي قدما وتحقيق الأفضل