جمعية "ابتسامة" هي جمعية ذات طابع اجتماعي تعمل على دعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع مراحلهم العمرية، وهي متواجدة في عدة ولايات منها العاصمة، قسنطينة، بسكرة، سكيكدة، سطيف، وفي حوار أجرته "السياسي" مع رئيس الجمعية "موهوب بوسكسو" الذي ولد ببني ورثيلان الواقعة بأعالي سطيف تعرض لتهيج في عينيه أدخله المستشفى ليخرج منها أعمى، وهو لم يتجاوز الست سنوات، تلقى دروسه الأولى بعد انتقال عائلته إلى السكن بالعاصمة، بمدرسة المكفوفين بالأبيار ليلتحق بالثانوية العادية بالعاصمة، أين تحصل على شهادة البكالوريا ليلتحق بعدها بكلية الحقوق ويتخرج منها بشهادة ليسانس وماجستير "موهوب" تحدث عن الجمعية المتواجدة بسطيف التي تأسست في 10 فيفري 2007 والتي اهتمت بإنشاء مشروع ميز منطقة سطيف المتمثل في إعداد مركز طبي بيداغوجي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. هلاّ تحدثت لنا عن أهم أهداف الجمعية؟ جمعية ابتسامة لديها خمس محاور عمل أولها تتجسد في البحث والدراسة من خلال تنظيم ندوات علمية وتأطير المقدمين على تقديم رسالات دكتوراه أو ماجستير لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ودراسة ومتابعة حالات خاصة للإعاقة، ثانيا الإعلام، التوعية والتوجيه أي هناك إعلام السلطات العامة والرأي العام حول وضعية الطفل المعاق وفيها توعية لكل فئات المجتمع لأن الإعاقة قضية الجميع كما نوجه الأطفال المعاقين حول الهيئات الخاصة والخدمات لإدراك حقوقهم المتاحة لهم قانونيا لأن الجمعية تحاول أن تكون جسر بين الأولياء والهيئات الخاصة أو المكلفة بالإعاقة. أما ثالثا فتسعى الجمعية لتكملة البرنامج التربوي الأكاديمي كتعليم المكفوف الحركة وتعليم المعاق ذهنيا كيفية التعامل في الحياة اليومية، والمحور الرابع يكمن في المساعدة الاجتماعية بتوفير الأجهزة التعويضية للطفل المعاق، أما المحور الخامس فيتمثل في إنشاء هيئات اجتماعية بمراكز المساعدة عن طريق العمل فيها كالمزارع البيداغوجية العلاجية خاصة في منطقة بني ورثيلان. قلت المزارع البيداغوجية العلاجية، كيف تعمل فيها ؟ المزارع البيداغوجية العلاجية أحسن نموذج لطريقة إدماج فئة المعاقين في عالم الشغل، كما أن هذه المزارع ستكون أحسن الوسائل الهادفة لتنمية القدرات الذهنية لهذه الفئة، وقد استحسن هذه الفكرة العديد من المعاقين المنخرطين بالجمعية. ما هي المهام التي تقوم بها جمعية "ابتسامة"؟ جمعية ابتسامة جمعية ذات منفعة عامة، وذات طابع اجتماعي تعمل على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع مراحلهم، وقد عمدت الجمعية منذ تأسيسها إلى إقامة هياكل خاصة وفق متغيرات احتياجات الطفل من مراكز الطب النفسي، والمراكز المساعدة للتكيف والاندماج الاجتماعي، ووحدات خاصة للتعليم والعلاج وتعد جمعيتنا من أبرز الجمعيات الناشطة في ميدان التكفل بفئة المعاقين ذهنيا على مستوى ولاية سطيف. وماذا عن نوعية النشاطات التي تقوم بها جمعيتكم؟ تعمل جمعية ابتسامة على الالتزام بتعاهدها من خلال تنظيم وتطوير جميع الأنشطة التربوية والثقافية والأنشطة الترفيهية للأطفال وتحتفل جمعيتنا بكل الأعياد الوطنية والدينية، بتنظيمها حفلات جادة وهادفة ويكون تركيز الجمعية على النوادي العلمية والمحاضرات وكنا قد نظمنا محاضرة على تصنيف الإعاقة الذهنية والإعاقة المختلفة وكل صنف له دراسة خاصة به كما قدمنا محاضرة حول إعادة تأهيل المعاق، محاضرة حول المزارع العلاجية، محاضرة حول التبرع بكل ثقة، وتساهم الجمعية في البحث العميق والخاص بكل جانب من جوانب فئة ذوي الإحتياجات الخاصة، فيكفي أنها فكرت في البدء في إجراء دراسات وبحوث في إدارة التعليم النفسية والاجتماعية للأطفال من هذه الفئة، للوصول إلى حلول مناسبة تمكن من تحسين الوضعية الصعبة التي يعيشونها، ومن جهة أخرى تعمل جمعية ابتسامة على جمع ونشر المعلومات ونتائج الدراسات والابتكارات الأصيلة في مجال رعاية الطفل، زيادة على تنظيم ندوات وأيام دراسية حول مختلف جوانب البحوث على الأطفال والمراهقين، وكذا تنشيط الفعاليات والاجتماعات الثقافية والمشاركة فيها، زيادة على ذلك فإن ابتسامة تعمل على إقامة علاقات التعاون والتنسيق مع جميع المؤسسات والهياكل العاملة في مجال الطفولة والمراهقين خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة منهم. هل تملك الجمعية مدرسة خاصة بالأطفال المعاقين؟ هناك مدرسة خاصة متواجدة بقرية تلمات ببني ورثيلان تتكفل بالأطفال المعاقين اجتماعيا وتربويا وحتى نفسيا وقد بلغ عدده المتمدرسين 35 طفلا وتسير هذه المدرسة بفضل تضامن الهيئات المحلية بما فيها البلدية وبفضل إتفاقيتان واحدة مبرمة مع الضمان الإجتماعي للأجراء والأخرى مع الضمان الإجتماعي لغير الأجراء. هلاّ تحدثت لنا عن المركز الطبي البيداغوجي التربوي؟ يعد المركز النفسي البيداغوجي لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية إبتسامة من أكبر المنشآت وذلك ببلدية بني ورثيلان، المركز الذي وضع حجر أساسه وزير التضامن الوطني سابقا جمال ولد عباس ببلدية بني ورثيلان شهر مارس من عام 2008، هذه المنشأة الجديدة التي تتسع ل120 سرير، حيث إنطلقت أشغال إنجازها بمبادرة من جمعية إبتسامة للأطفال المعاقين ذهنيا بالمنطقة بتضامن وزارة التضامن لولاية سطيف وبلدية بني ورثيلان ووكالة التنمية الإجتماعية وأهل البر والإحسان، وهذا المركز يضمن التكفل الأفضل بهذه الفئة، من خلال تطوير قدراتها ومهاراتها والسعي لإدماجها في الحياة العملية واختار هذا المركز بمنطقة بني ورثيلان نظرا لوجود نسبة كبيرة من المعاقين الناتجة عن الزواج بالأقارب، وسيساهم المركز في تعزيز وحماية ذوي الإحتياجات الخاصة والنضال من أجل الدفاع عن حقوقه المادية والمعنوية الكاملتين وتسهيل إدراجهم ودمجهم إجتماعيا مع إنشاء وتطوير المؤسسات التربوية والإجتماعية من المراكز الصحية والنفسية التربوية، إلى المزارع العلاجية، ومراكز إدماج فئة المعاقين في عالم الشغل ومساعدتهم على التكيف مع العمل. ومتى سيتم تدشين هذا المشروع؟ المركز الطبي البيداغوجي على وشك الإنتهاء وهو مهيأ بنسبة 95 بالمائة وسيكون تدشينه في بداية السنة الدراسية القادمة ويحتوي هذا المركز على 120 مقعد و75 نظاما داخليا، مطعم، أقسام للدراسة وورشات لتعليم الحرف، قاعة متعددة الرياضات، مسبح وفيه كل الشروط التي تمكن الطفل المعاق ويأخذ بعين الإعتبار من كل الجوانب بهدف أخذ الاستقلالية سواء في الحياة اليومية أو في كسب المعيشة أو في تقرير مصيره وهذا المركز سيمنح المعاق كل السبل في التفاعل مع المجتمع لكي لا يبقى عنصر مستهلك الخدمات بل عنصر فعال يقدم خدمته. في ظل التعديلات التي عرفها القانون الجديد، كيف ترون وضعية المعاق؟ مازال المعاق يعاني جملة من المشاكل، هناك قوانين والإرادة السياسية ولكن التطبيق لم يجسد على أرض الواقع لأن نظامنا لا يحتوي على الميكانيزمات الكفيلة بإدخاله حيز التنفيذ وحان الوقت الآن بتغيير نظرة الشفقة التي نوجهها للمعاق لتكون اليوم الإعاقة مصدر ثروة للشغل بإدماجه في هذا العالم، وفي حالة إذا امتنعت المؤسسات الخاصة من توظيف المعاق فعليها أن تقدم مبلغ لصندوق رعاية المعاقين الواجب خلقه للقضاء على كل المشاكل التي يعاني منها المعاق. ما الذي يريد قوله رئيس جمعية "ابتسامة"؟ أتوجه بالشكر الجزيل لجريدة "المشوار السياسي "ومع هذا الحوار يكمل مشوارنا إنشاء الله.