لاتزال شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، تعاني عدة نقائص تصعّب اندماجها في المجتمع، ويكفي الحديث عن المرافق العمومية التي تغيب فيها المسلكية، مما يصعب عليهم عملية التنقل لقضاء مختلف حاجياتهم سواء على مستوى البلديات، أو محطات النقل أوالمؤسسات التعليمية كأعظم مشكلة يواجهها المعاق، إضافة إلى انشغالات أخرى عديدة حيث أولت العديد من الجمعيات التربوية، الاجتماعية والخيرية المتواجدة على مستوى العديد من الولايات اهتماما خاصا بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة للتخفيف من معاناتها، من منطلق أنها من أكثر شرائح المجتمع حاجة للدعم والتكافل، وإستقبلت العديد من الجمعيات اليوم العالمي لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة بنشاطات إحتفالية في حين وجهت جمعيات أخرى نداء في هذا اليوم لمساندة هذه الفئة الهشة من المجتمع والتكفل بها لاسيما وأنها لم تتمكن بعد من الحصول على حقوقها المشروعة بدليل أن بعض المعاقين لايزالون يحلمون بالحصول على كرسي متحرك. وزارة التضامن تحصي 800 ألف حامل لبطاقة الإعاقة أوضحت مسعودة بومدين، مديرة التربية والتعليم المتخصصين بوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أنه يوجد حاليا 800 ألف شخص يحمل بطاقة الإعاقة غالبيتهم ينتمي إلى فئة المعاقين حركيا وتشير آخر الإحصائيات إلى أن الجزائر تحصي أكثر من مليوني شخص ينتمون إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصة، وأضافت بومدين أن الدولة ملزمة بالتكفل بالمعاقين وإدماجهم في العمل وتضمن هذه الأخيرة لفائدة الأطفال التربية والتعليم، حيث توجد أكثر من 200 مؤسسة عبر الوطن زيادة إلى الإعانة المالية المقدرة ب 4000 دينار، كما يسمح القانون بدمج مختلف المعاقين في المؤسسات الاقتصادية. وكشفت مديرة التربية والتعليم المتخصصين بوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة أنه هناك مستشفيات في طور الإنجاز للتخفيف عن المؤسسات الموجودة حاليا إذ لا تلبي طلبات المتضررين من حوادث المرور. مشاكل جمة نغصت حياتهم
يعاني العديد من ذوي الإعاقة من مشاكل جمة عكرت صفو حياتهم ولعل أبرز هذه المشاكل التي يعاني الكثير منها غياب فرص العمل وانعدام النقل الخاص إضافة إلى المنحة التي تقدر ب 4 آلاف دج والتي لا تكفي حتى لشراء الأدوية، ضف إلى ذلك غياب المرافق الضرورية التي من شأنها ان ترفع من معنويات هذه الفئة إلا أن انعدام هذه الإمكانيات زادت من حجم المعاناة، فانخراط المعاق في الوسط الاجتماعي وإخراجه من عالم العزلة أهم شيء لبداية مواجهة المشاكل الأخرى وهذا ما يعطيه دفعا كبير للتحدي الا أن نظرة الاحتقار التي يعاني منها العديد من هذه الفئة جعلتهم يعيشون في عالم العزلة وهذا دون الحديث عن المشاكل الأخرى التي جعلت منه هيكلا بلا روح وأصبح الحصول على منصب عمل من الأمور المستحيلة التي لا يمكن حتى الحلم بها وأمام جملة المشاكل هذه تبقى حقوق المعاق في الجزائر مهضومة من طرف الجميع خاصة في ظل غياب القوانين التي تحمي المعاقين من كل أشكال الظلم سواء الحق في التعليم أو التكوين أو حتى الحق في العيش حياة كريمة تحفظ كرامته، لتزداد بذلك معاناتهم مع زيادة مطالبهم التي بقيت مدونة قانونيا. أين هي أولويات المعاق؟ ووسط صرخة ذوي الاحتياجات الخاصة وجه رئيس جمعية «آفاق الخيرية» عزة مسعود نداء للسلطات المعنية قائلا «نحن نطالب السلطات المعنية بإعادة الحقوق المنصوص عليها في القانون القديم خاصة وأن الحقوق المنصوص عليها في القانون الجديد لم تطبق على أرض الواقع وهذا ما يضاعف استياء هذه الفئة لذا أوجه ندائي للسلطات المعنية خاصة وزارة التضامن ووزارة النقل للأخذ بعين الاعتبار انشغالات ومشاكل المعاق بعين الاعتبار لأنه بإمكان أي شخص منا أن يصبح معاقا، وأطالب السلطات المعنية بتوفير مناصب شغل لأن المعاق بدون منصب شغل يشعر أنه عالة على المجتمع فالمعاق هو جزء لا يتجزأ من المجتمع لانه هناك العديد من المثقفين والمبدعين ينتمون إلى هذه الفئة» ومن جهة أخرى يضيف عيسى بالأخضر رئيس جمعية جزائر الخير قائلا «إن معاناة المعاق هي مادية ومعنوية فنظرة المجتمع زادت من معاناة المعاق فلذا يجب أن نتجاوز هذه النظرة التي من شانها الرفع من معنويات هذه الفئة لانه تلك النظرة ليست من عاداتنا وديننا». فيدرالية المعاقين: «مناصب العمل تغني المعاق عن المنحة» تقول عتيقة معمري رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات المعوقين«إن هذا اليوم دفعنا للقيام بتقرير يخص المعاق بعد مصادقة الجزائر على الاتفاقية الدولية المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة لأن المعاق له حقوق مثل الشخص العادي لأن غياب هذه الحقوق جعل المعاق يعيش نقائص كبيرة خاصة في النقل التعليم .. وهي أمور موجودة في الاتفاقية والدولة صامتة عليها، لكن يبقى علينا اليوم الحديث عن التزامات الجزائر بهذه الاتفاقية وما مدى تطبيقها في الميدان لأن هذه الاتفاقية تفتح الأبواب لهذه الفئة والحديث عن المنحة هو سبب من أسباب غياب مختلف المرافق والخدمات التي تمكن هذه الشريحة من المشاركة الاجتماعية ويتغاضى المعاق عن المنحة المقدمة في حال توفر مناصب شغل لهذ الفئة، ونشير إلى أن هناك ما يتعدى 20 ألف شخص معاق غير بارز، حيث سنشرع في إعداد تحقيق وطني حول أشخاص ذوي الاعاقة لمعرفة وضعيتهم واسباب إعاقتهم .. وهو ما يمكّن الدولة من تبني سياستها الخاصة بهذه الفئة لأنها من مسؤولية المجتمع». نشاطات خاصة في عيدهم العالمي وأمام الواقع المرير الذي يعيشه العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة عملت الكثير من الجمعيات جاهدة من اجل ايصال جل المشاكل التي يتخبط فيها المعاق للسلطات المعنية رغم اعتراف القوانين بحق هذه الفئة وفي هذا الصدد أحيت الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعوقين(البركة) بولاية باتنة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مجموعة من الفعاليات محاضرات عامة، معارض توعوية، والتي تهدف إلى توعية المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لإزالة المعوقات التي تقف أمام الشخص المعوق ليكون فرداً نافعاً في المجتمع، وفي هذا السياق يقول رئيس الجمعية احمد بوخالفة «في ظل المشاكل التي يعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة سعينا جاهدين من اجل كسر هذا الروتين والابتعاد عن هذه المشاكل ببعض النشاطات قمنا فيها بعدة اعمال ومن بينها إحيائنا لحفل مصغر لفائدة المعوقين والترويح عنهم من الجانب النفسي وتم هذا بمشاركة مجموعة صوتية من براعم المدرسة الابتدائية «الشهيد حذفاني محمد» من بلدية نقاوس في اغنية «إعاقتي شرف لي» التي نشطت الفعاليات بأغاني تبرز تحديات الأشخاص المعاقين من اجل توصيل رسالة لمختلف شرائح المجتمع وهي أن الاعاقة ليست بمشكلة وإنما فيها مشاكل تواجه المعاق ومسرحية تحت عنوان «أعطوني فرصة لمواصلة الدراسة» وهذا بمشاركة الأطفال المعاقين والتي تم من خلالها توجيه نداء للمعنيين لإعطاء هذا الطفل المعاق حقه في التعليم وهو الحق الذي يفتقده العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما كانت هناك عروض مشاركات العديد من المعاقين تحد اعاقتهم وصنعوا الممستحيل من اجل تحدي الصعاب التي تواجههم ومن بين هذه المشاركات «مشاركة طفلة في السابعة من عمرها تكتب وترسم بفمها وهناك فنانين تشكليين معاقين ساهموا بانجازاتهم في مثل هذا اليوم كلوحات فنية وتحف فنية، كما كانت هناك مشاركات ادبية لهذه الفئة والتي كانت في مجال الشعر والكتابة». وهذا على غرار جمعية مساندة اولياء المعاقين لولاية وهران والتي تصدرتها مجموعة من النشاطات تقول في هذا السياق رئيسة الجمعية بن رمضان «إن تهميش الطفل المعاق وحرمانه من العديد من حقوقهم جعلتهم يتخبطون في جملة من المشاكل وهو ما دفع بنا كجمعية للابتعاد عن هذه المشاكل في يومهم العالمي وهذا بقيامنا بعدة نشاطات كانت لها ان ترفع قليلا من معنويات ذوي الاعاقة في مثل هذا اليوم ومن بين هذه الأعمال التي حضرناها عروض ثقافية وفنية للطفل المعاقين والتي تم افتتاحها بآيات قرآنية كما ثم عرض بعض الحلويات التي قامت بها العديد من الفتيات من ذوي الإعاقة وقمنا أيضا بعروض فنية بحضور احد الفنانين ونحن كجمعية قمنا بمنح هذه الفئة مجموعة من الهدايا للترفيه». كما نشطت جمعية البركة للوقاية من حوادث المرور يوم دراسي قدمت من خلاله توصيات لوزير النقل وهذا بمشاركة العديد من الجمعيات الأخرى من مختلف ولايات الوطن من اجل إعطاء عدة نصائح وتوجيهات للتقليل من حوادث المرور التي تسببت في اعاقة العديد من الاشخاص الذين يعيشون اليوم مشاكل جمة وفي هذا السياق تقول رئيسة الجمعية «بوبرغوت فلورا»«أنا كرئيسة للجمعية اطالب السلطات المعنية في مثل هذه المناسبة لتوفير الامكانيات اللازمة لهذه الفئة كما نص عليها القانون في حق الاشخاص المعاقين فهذه الفئة محرومة من اغلب حقوقها مثل الحق في العمل وغياب المرافق الترفيهية إضافة إلى النقل الذي لا يمكن الحديث عنه، حيث لم تعرف هذه الفئة تجسيدا على أرض الواقع ومازاد من التهميش ومعاناة الطفل المعاق وأوليائهم هو عدم توفر المدارس الكافية لهذه الفئة والتي من شأنها التقليص من معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة»