يكتسي تمدرس الطفل الذي لديه أعراض التوحد أو اضطرابات في النمو في الوسط المدرسي العادي بعدا علاجيا، حسبما أعرب عنه بقسنطينة فراجي، مختص في الطب العقلي للأطفال، وأكد أن الالتحاق بوسط مدرسي عادي بين تلاميذ عاديين، يزيد من فرص التنمية اللغوية والمجتمعية للطفل المتوحد. وأفاد في هذا الصدد بأن تمدرس الطفل المتوحد قادر على جعله يتجاوز حدود إعاقته والتقليص من بعض أعراض التوحد من خلال التحسين من صعوبات التعلم الأساسية. وبعد أن أكد على تنوع مؤهلات واحتياجات الأطفال الذين لديهم أعراض مرض التوحد أو اضطرابات النمو، سلط الدكتور فراجي الضوء على ضرورة ضمان إطار جيّد مهيكل للطفل المتوحد، لتمكينه من اكتساب نفس المهارات مثل باقي الأطفال قبل أن يشير الى أن المساعدة والتوجيه والدعم عوامل ضرورية لتسهيل تعلم الطفل المتوحد أو الذي يعاني من اضطرابات في النمو. من جهتها، أكدت رئيسة جمعية وفاء لأولياء الأطفال غير المتكيفين ذهنيا التي بادرت إلى تنظيم هذا اللقاء المخصص للتبادل العلمي، بديعة بوفامة، على ضرورة وجود مساعدين تربويين في الحياة المدرسية، قصد تشجيع إدماج التلاميذ المصابين بإعاقة في المدارس العادية. وأضافت أن المساعدين التربويين في الحياة المدرسية يضمنون مرافقة تلبي الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال وتساهم في إنجاز مشروع فردي لتمدرس تلميذ متوحد في الوسط المدرسي العادي. وصرحت بوفامة أن أول دفعة للمساعدين التربويين في الحياة المدرسية ستتخرج هذه السنة من المركز الوطني لتكوين المستخدمين بمؤسسات المعاقين بقسنطينة مما يبعث الأمل بأن يتمكّن الأطفال المتوحدون من الاستفادة من خدمات المساعدين التربويين في الحياة المدرسية. وخلال المناقشات أعرب العديد من أولياء الأطفال المتوحدين أو الذين يعانون من اضطرابات في النمو عن انزعاجهم إزاء التأخر في تشخيص حالات أطفالهم متحدثين عن انعكاسات مثل هذا التأخر على تحسّن الصعيد الإدراكي للطفل.