استفادت ولاية ورڤلة، خلال السنوات القليلة الماضية، من عديد المشاريع التنموية الطموحة المدرجة ضمن مختلف البرامج التنموية والتي ترمي، في مجملها، إلى تحسين وتلبية تطلعات المواطنين، سيما ما تعلق بتحسين الإطار المعيشي. ومن أهم المرتكزات التنموية هي المراهنة على الفلاحة باعتبارها قطاعا حيويا وإستراتيجيا بهذه الولاية التي تطمح من خلاله إلى توفير الثروة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، حيث جرى في هذا الصدد، تحديد مساحات زراعية عبر مختلف أنحاء الولاية من أجل إنشاء مستثمرات فلاحية جديدة. وفي هذا الشأن، فقد استفاد إلى حد الآن 11.141 شخص بمساحة إجمالية قوامها 49.830 هكتار من بينها 14.950 هكتار حاليا مستغلة بصفة فعلية، حسبما ذكرت مديرية المصالح الفلاحية، وقد حققت هذه الولاية، التي تتوفر على ثروة هامة من النخيل تقدر ب2.562.268 نخلة مزروعة عبر مساحة إجمالية قدرها 21.818 هكتار في الموسم الفلاحي (2013 -2014)، تطورا ملموسا بخصوص إنتاج الخضر، حيث وصل حجم المساحة المخصصة لهذا النوع من الزراعات إلى 4.780 هكتار مما ساهم في إنتاج 962.500 قنطار من مختلف أنواع الخضروات من بينها 290.100 قنطار من البطاطس التي زرعت على مساحة 1.019 هكتار، وفق ذات المديرية، كما شهد الموسم الفلاحي الموالي (2014-2015) تطورا ملحوظا فيما يتعلق بزراعة الحبوب التي خصص لها مساحة إجمالية قوامها 294 هكتار، منها 169 هكتار مخصصة لإنتاج القمح الصلب و125 هكتار للشعير. إنجاز عدة محطات لتحسين نوعية المياه وفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين نوعية مياه الشرب الموزعة على مواطني الولاية، فقد استفادت الولاية من مشاريع هامة بقطاع الموارد المائية بخصوص مياه الشرب والتي تتمثل في إنجاز 10 محطات لتحلية المياه منها 9 محطات بعاصمة الولاية بطاقة إنتاج إجمالية تقدر ب27 ألف متر مكعب يوميا من المياه المحلاة و محطة واحدة بمدينة تقرت تقدر طاقة إنتاجها اليومية ب34.560 متر مكعب، حسبما ذكر مسؤولو القطاع، وقد دخلت خمسة محطات للتحلية حيز الخدمة فيما توجد محطة أخرى في إطار التشغيل التجريبي أما المحطات الأخرى المتبقية فقد أوشكت أشغال إنجازها على الإنتهاء وينتظر أن تكون عملية في غضون السنة الجارية، ويضاف إلى ذلك المشروع الهام الذي دخل حيز الخدمة مطلع السنة الجارية ويتعلق الأمر بالمركب الهيدروليكي الذي استفادت منه دائرة الميقارين الذي سيضمن توفير 519 لتر من المياه الصالحة للشرب وعلى مدار الساعة لفائدة سكان هذه المنطقة من الولاية. مشاريع هامة لترقية خدمات النقل يشكّل مشروع ترامواي ورڤلة، الذي انطلقت أشغاله في سبتمبر 2013، واحدا من المشاريع الكبرى التي حظيت بها الولاية خلال السنوات الأخيرة، وذلك في إطار عصرنة وسائل النقل الحضري عبر المدن، والتي أقرتها السلطات العمومية، حيث تتواصل الأشغال بشكل حثيث لاستكمال هذا المشروع في آجاله المحدّدة بشهر ديسمبر 2016، ويمتد مسار ترامواي ورڤلة الذي فاقت نسبة تقدم أشغال ورشاته 35 % على مسافة 12.6 كلم انطلاقا من حي النصر بالضاحية الغربية لمدينة ورڤلة باتجاه حي القصر بوسط المدينة القديمة، ويشتمل هذا المشروع الذي خصص له غلافا ماليا بقيمة 40 مليار دج على إنجاز 23 محطة ومركز للصيانة بمساحة 5ر5 هكتار، حيث ينتظر نقل 3.450 راكب في الساعة الواحدة استنادا للبطاقة التقنية للمشروع. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة أيضا إلى مشروع هام آخر الذي طالما حلم به سكان المنطقة والمتعلق بمشروع إنجاز خط السكة الحديدية في إطار مشروع حلقة الجنوب الذي سيربط مدينتي تڤرت وحاسي مسعود الجديدة وصولا إلى منطقة حوض الحمراء وذلك على مسافة 154 كلم، وقد انطلقت أشغال هذا المشروع الضخم الذي ستكون له انعكاسات اجتماعية واقتصادية هامة على المنطقة في شهر جانفي 2013 وخصص له غلافا ماليا بقيمة 70 مليار دج، وحددت آجال تجسيده ب48 شهرا. المدينة الجديدة لحاسي مسعود.. مشروع عمراني واعد يشكّل مشروع إنشاء المدينة الجديدة لحاسي مسعود، التي رصدت لها إمكانيات استثمارية هائلة تصل إلى ستة ملايير دولار أمريكي تحدّيا تخوضه هذه الولاية والذي سيمنح لها قطبا عمرانيا جديدا ومستقبلا واعدا، لما يتضمنه هذا المشروع العمراني، الذي سيتوسط مدينتي ورڤلة وتڤرت من مزايا متعدّدة، وسيشرع خلال السنة الجارية في إنجاز 2.000 وحدة سكنية بهذا المشروع العمراني الجديد، الذي يتربع على مساحة إجمالية قوامها 4.483 هكتار، كما علم لدى مصالح الولاية. وحسب مخطط التهيئة والعمران لهذه المدينة المستقبلية التي قررت الدولة إنجازها بعد تصنيف مدينة حاسي مسعود الحالية كمنطقة ذات أخطار كبرى، فإن هذا التجمع السكاني يشتمل على إنجاز في المجموع 18.400 وحدة سكنية بإمكانه استيعاب في المرحلة الأولى التي تمتد إلى غاية سنة 2017 45 ألف ساكنا ليرتفع عدد الساكنة بالولاية ما بين ما بين سنتي 2018 و2020 إلى 67 ألف نسمة و73 ألف نسمة في المرحلة الثالثة الممتدة ما بين سنتي 2021 و2025، قبل أن يصبح بوسعه استيعاب في المرحلة الرابعة والأخيرة ما بين سنتي 2026 و2030 ما مجموعه 80 ألف ساكن.