لن يكون كاردينال السينما الجزائرية، لخضر حامينة، حاضرا، في مهرجان كان السينمائي في طبعته ال68، بفيلمه الرائع غروب الظلال ، الذي منع من المشاركة في النسخة السابقة، باعتباره يضع فرنسا الاستعمارية وجها لوجه أمام الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها في حق الجزائريين. يترقب العالم مهرجان كان ليتابع أخبار المشاهير ومستجدات الساحة السينمائية وأجواء الكروازيت، لكن في كل عام تقريبا، يمتزج الربيع الفرنسي بمرارة في العالم العربي الغائب عن المهرجان رغم سينمائييه الكبار ومثقفيه ومحبي الفن السابع. تمر السنوات والعالم العربي شبه غائب، حتى لا نقول غائبا تماما، عن أشهر مهرجانات السينما العالمية الذي يعقد كل عام في مدينة كان جنوبفرنسا. وفيه يلتقي عمالقة الفن السابع والوجوه الشابة الصاعدة والواعدة في الميدان، وتختلط فيه جدالات النقاد بأسرار الفنانين، وهناك توزع أوراق اللعبة قواعد السوق. وإن وقع الاختيار أحيانا على أفلام عربية، تعرض عادة خارج المسابقة الرسمية وتبقى عموما محرومة من الجوائز. لن ينسى محبو السينما بصفة عامة وخصوصا العرب منهم فيلم المصير ، (جائزة لجنة التحكيم)، للمخرج المصري الشهير يوسف شاهين و السعفة الذهبية التي نالها عام 1997، في النسخة الخمسين من المهرجان، عن مسيرته المهنية. أربعون سنة وأنا أنتظر هذه اللحظة جملة قالها شاهين بعد أن أعلنت الممثلة إيزابيل أدغاني عن الجائزة أمام قاعة وقفت تصفق طويلا لأسطورة السينما العربية، وباستثناء تلك اللحظة التاريخية، بالكاد لم يفرح العرب في هذا العرس السينمائي سوى في بعض المناسبات القليلة. إذ وجب العودة إلى عام 1975، أي إلى فترة غابرة لم يعرفها الجيل الجديد، حتى نكتشف أول سعفة ذهبية أسندت لهذا الجزء المنسي من العالم لتكافئ وقائع سنوات الجمر ، رائعة المخرج الجزائري لخضر حامينة. وفي القرن الواحد والعشرين، فاز فيلم يد إلهية للفلسطيني إيليا سليمان عام 2002 بجائزة لجنة التحكيم. ويمكننا ربما أن نختم هذه القائمة ب السعفة الذهبية التي هزت كان عام 2013 والتي كانت من نصيب الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش تكريما لفيلمه حياة أديل وأهداها المخرج للشباب الفرنسي وأيضا للشباب التونسي، من أجل طموحه إلى العيش بحرية والتعبير بحرية والحب بحرية.