أدرجت عمليات خلال السنة الجارية لترميم وصيانة شبكة الفقارات (نظام السقي التقليدي) بكل من إينغر وفقارة الزوى، حسبما أستفيد من مصادر محلية بعين صالح الواقعة على بعد 750 كلم شمال عاصمة الولاية. وتتمثل هذه العمليات في إعادة الاعتبار لنحو 10 فقارات متواجدة بمناطق فلاحية بإقليم دائرة إينغر، والتي تشمل أشغال ترميم وصيانة آبارها وسواقيها التي تعدّ بمثابة قنوات لإيصال المياه وتوزيعها بين البساتين الفلاحية والواحاتية، وذلك بغرض المحافظة على هذا النمط التقليدي في السقي الفلاحي المتوارث من الأجداد، كما أوضح مسؤول تقسيمة الفلاحة بالدائرة سعسع عبد القادر. وتتولى هذه العملية التي ستشمل مسافة تتجاوز 590 متر طولي من الفقارات محافظة تنمية الفلاحة بالمناطق الصحراوية التي يقع مقرها بورقلة، وفق ذات المسؤول. كما تمّ في ذات السياق إعداد دراسة لإعادة الإعتبار وترميم فقارة مولاي هيبة ببلدية فقارة الزوى بمسافة 200 متر طولي، استنادا لما ذكر من جهته عضو المجلس الشعبي الولائي المغربي عبد الصمد. وتأتي هذه العمليات لإعادة إحياء الفقارات بهذه المنطقة والتي لم تستفد منذ سنوات عديدة من مثل هذه الأشغال، مما جعل نسبة تدفق المياه بها ضعيفة وأثرت هذه الوضعية سلبا على سقي النخيل المنتج للتمور والمحاصيل الحقلية، مثلما تمت الإشارة إليه. كما ستساهم إلى حد كبير في المحافظة على استدامة هذا المورد المائي الهام الفريد من نوعه، باعْتباره مصدر معيشي وإرث ثقافي لسكان المنطقة. ويعلق فلاحو المنطقة آمالا عريضة على هذه العمليات التي من المنتظر أن تعطي نتائج إيجابية بخصوص الزيادة في نسبة تدفق المياه بالفقارات، وإعادة تنشيط السقي الفلاحي للبساتين. وتعدّ الفقارة واحدة من المعالم التراثية في المجال الفلاحي التي تشتهر بها منطقة التدكلت بعين صالح، باعْتبار أنها لا زالت مستعملة في سقي البساتين القديمة لواحات النخيل، حيث تشكل الفقارة والتي هي عبارة عن آبار متصلة ببعضها عن طريق مسارات باطنية تمتد لمئات الكيلو مترات العمود الفقري للري الفلاحي بمناطق شاسعة من الجنوب.