يعتبر داء السكري أحد الأسباب الشائعة لفقدان البصر نتيجة للمضاعفات الخطيرة التي تصيب العين مثل إصابة شبكية العين بالإعتلال، والإصابة بمرض المياه البيضاء (الكتاراكت) والمياه الزرقاء، وبفضل الله فإنه يمكن اكتشاف تأثير السكري على العين مبكراً واتخاذ الخطوات العلاجية المناسبة، وذلك من خلال متابعة فحص قاع العين دورياً للتأكد من سلامة الأبصار. مضاعفات السكري على العين 1- إعتلال الشبكية يؤثر السكري على الأوعية الدموية في شبكية العين، ففي بداية الإصابة تتلف الأوعية الدقيقة جداً وقد يتسرب منها بعض السوائل والدم، وفي هذه المرحلة لا يشعر المريض بأية أعراض، لذا يجب الفحص الدوري لقاع العين لإكتشاف هذه التغيرات التي تعتبر علامة إنذار مبكر لإصابة العين بمضاعفات السكري. أما في المراحل المتقدمة تنمو أوعية دموية غير عادية على سطح الشبكية، أو قد تتجمع السوائل والدم في المنطقة التي تساعدنا على رؤية الأشياء الدقيقة مثل الحروف والأرقام (Macula) مما يؤثر بشكل خطير على الرؤية. وهناك مضاعفات أخرى للسكري مثل المياه البيضاء، انفصال الشبكية، زرق العين (Glaucoma) وكلها تستلزم متابعة فحص العين دورياً. 2- الشلل الأحادي العصبي مثل شلل العصب السادس والعصب الثالث وهما الأكثر شيوعاً مع مريض السكر، وعندها يصاب المريض بإزدواجية في الرؤية مع أو بدون ارتخاء بالجفن للعين المصابة والعلاج المبكر لمثل هذه الحالات، متمثلاً في التحكم بنسبة السكر بالدم يعطي فرصة كبيرة لإعادة حركة العين الطبيعية وتأخير وإهمال علاج السكر يجعل هذه التغيرات مستديمة. 3- إلْتهابات العين وهي تبدأ من إلْتهاب الجفون والملتحمة والقرنية، وعادة تكون البكتريا المسببة لهذا من النوع غير الضار الموجود طبيعياً بالعين، ولكن مع ضعف المناعة تنشط هذه البكتريا ويصبح لها التأثير الضار على أنسجة العين. 4- خلل الإبصار قد يحدث مع إضطراب نسبة السكر بالدم تغيّرات في تحدب العدسة البلورية للعين، مما يؤدي إلى عيوب بالإبصار عادة ما تكون مؤقتة تزول بضبط نسبة السكر بالدم، ويمكن استخدام نظارة طبية مؤقتة إن لزم الأمر. 5- إعتام عدسة العين المياه البيضاء هي عتامة العدسة التي تقلل أو تمنع مرور الشعاع الضوئي إلى داخل العين، وبالتالي تقلل من الإبصار، وهذا يحدث لأي شخص مع تقدم العمر،إلا أن ذلك أكثر شيوعا عند مرضى السكر ويمكن في هذه الحالة إصابة الأشخاص الأصغر سنا. 6- المياه الزرقاء الدموية قد يحدث مع مرضى السكري تكوين أوعية دموية عشوائية على سطح القزحية وزاوية العين، وتؤدي هذه الأوعية إلى إنسداد زاوية العين وإرتفاع ضغط العين والتأثير على حساسية الشبكية والعصب البصري، وهو ما يسمى بالمياه الزرقاء ويمكن علاج هذه الحالات بالتدخل الجراحي وتركيب صمام للتحكم في ضغط العين وبالتالي سلامة أنسجة العين. أحدث التوصيات الخاصة بفحص العين لمرضى السكري - مرضى السكري النوع الثاني يلزم إجراء فحص كامل للعين وقوة الإبصار، مع توسعة حدقة العين بواسطة طبيب العيون عند تشخيص مرض السكري وإعادة الفحص سنوياً بعد ذلك. - مرضى السكري النوع الأول يلزم إجراء الفحص خلال خمس سنوات من التشخيص حيث تندر إصابة العين بمضاعفات السكري قبل سن البلوغ. - السيدات المصابات بداء السكري أثناء فترة الحمل يلزم إجراء فحص كامل للعين في الثلاثة شهور الأولى من الحمل ومتابعة الفحص طوال مدة الحمل. ولا ينطبق ذلك على السيدات اللاتي يصبن بالسكري لأول مرة أثناء الحمل (سكري الحمل). الطريقة المثلى لفحص العين - لدى زيارة الطبيب يجب تسجيل جميع الأعراض الخاصة بالنظر مثل زغللة النظر، وكذلك أي عمليات جراحية أجريت للمريض سابقاً. - قياس قوة الإبصار وضغط العين. - توسيع حدقة العين وفحص قاع العين. - إذا كان الفحص طبيعياً لقاع العين فيلزم مراجعة الطبيب سنوياً لإجراء نفس الفحوص، أما إذا وجدت تغيرات مرضية في الشبكية فقد يتم إجراء تصوير ملون لقاع العين بمادة الفلوروسين لمعرفة مدى احتياج المريض للعلاج. العوامل التي تساعد على إصابة شبكية العين بمضاعفات السكري - زيادة مدة الإصابة بداء السكري. - عدم التحكم الجيد في نسبة السكر في الدم. - ظهور السكري في سن مبكر (مرضى النوع الأول). العلاج المراحل الأولى من إصابة شبكية العين تستلزم المتابعة المستمرة مع طبيب العيون، وفي المراحل المتقدمة يستخدم الليزر في علاج مضاعفات شبكية العين، وذلك بكي المنطقة المتأثرة ومنع تطور المرض للمنطقة السليمة من الشبكية ويتم معالجة المضاعفات الأخرى مثل الكتاركت (المياه البيضاء) والغلوكوما جراحياً. في المراحل المتقدمة يحتاج المريض لإجراء عملية لإسْتبدال الجسم الزجاجي وإصلاح إنفصال الشبكية إن وجد