يتطلب الشروع الوشيك في صيد المرجان تركيب غرف علاجية للضغط العالي بمستشفى القالة بالطارف، من أجل ممارسة العلاج بالأكسجين في حالات تسجيل حوادث الغطس، حسبما أكده مدير مدرسة التكوين التقني في الصيد البحري وتربية المائيات، نذير تواتي. وفي كلمته غداة حادث خطير تعرض له أحد الغطاسين بالقرب من سواحل القالة، اعتبر المسؤول أن إعادة بعث النقاش حول ممارسة طب الضغط العالي بالجزائر يفرض نفسه لاسيما مع اقتراب استئناف نشاط صيد المرجان. وكاد هذا الغطاس الشاب المنحدر من ولاية جيجل أن يفقد حياته خلال عملية غوص عميقة قام بها خلال الأسبوع الأخير حيث نجا بفضل اللجوء لقاعة صغيرة للضغط العالي بمدرسة التكوين التقني في الصيد البحري وتربية المائيات التي يتكون فيها الطلبة، حسبما أكده تواتي، معربا عن أسفه لعدم توفر أي هيكل صحي بالولاية على غرف علاجية للضغط العالي. ومن أجل فهم أكبر لضرورة اقتناء هذا النوع من التجهيزات في الوسط الاستشفائي، عاد ذات المسؤول للحديث عن عملية الإنقاذ الأخيرة التي تم القيام بها يوم الجمعة المنصرم ليؤكد بأن الغطاس الهاوي الذي أصيب كان يعاني من علامات عصبية (شلل نصفي) ومشاكل تنفسية بعد إدخاله إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى القالة وذلك بسبب إصابة عصبية خطيرة ناجمة، حسب تواتي، عن عدم احترام إجراءات الصعود إلى السطح بالتدريج. ونظرا لتدهور الحالة الصحية للغطاس الجيجلي الشاب التي بدأت بظهور صعوبات قلبية وتنفسية، تم اتخاذ قرار شجاع بالسماح بنقل هذا الشاب إلى مدرسة التكوين التقني في الصيد البحري وتربية المائيات، التي تظل مدرسة الغطس الوحيدة التي استفادت من غرفة صغيرة لإزالة الضغط بشرق البلاد فيما يتواجد الهيكلان الآخران بثكنة الحماية المدنية بالحميز بالجزائر العاصمة والمرسى الكبير بغرب البلاد. وبالرغم من أن الغرفة العلاجية الصغيرة للضغط العالي بمدرسة التكوين التقني في الصيد البحري وتربية المائيات التي يتدرب فيها الغطاسون مجهزة بقناع وحيد للأكسجين، إلا أن هذا الأمر لم يمنع عديد الأطباء من بذل ما في وسعهم من أجل إنقاذ هذا الشاب، حسبما أردفه تواتي، مشيرا إلى أن حصة العلاج بالأكسجين دامت أكثر من 5 ساعات.