تميّزت السهرة الخامسة لمهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال37 لهذا العام ليلة الأربعاء إلى الخميس، بطبوع شبابية عصرية إمتزج فيها (الهيب هوب) و(البوب) و(الراب) وكذا (السوكا) بأنغام جزائرية اهتزت لها مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد، وصنع الشباب الحاضر فيها أجمل اللوحات الراقصة أبهرت نجوم المدينة العتيقة. وعلى غير العادة كان التجاوب مع الركح منذ إطلاق أولى النغمات الموسيقية بظهور فنان الراب المالي موكوبي الذي استطاع أن يلفت الجمهور منذ الوهلة الأولى، بإصراره على أن يبدأ وصلته الغنائية والسهرة بالنشيد الوطني الجزائري (قسما) ليقف وتقف الجموع التي حضرت احتراما للراية الوطنية. وأبدع موكوبي في تقديم أجمل أغانيه الشبابية الإيقاعية التي كيّف بعضها على جمهور تاموڤادي مثل (مالي فور إيفر) لتصبح (ألجيريا آند تيمڤاد فور إيفر) و(أولالا أو لالا) التي غناها على وقع (أو لالا أولالا ألجيريا اولالا)، ويغني أيضا معا الحضور مقاطع من (سفاري) و(مي سنتيمن أو احاسيسيي) و(بغيل لا بيست). وعبّر موكوبي عن امتنانه للجزائر شعبا وبلدا، حيث قال: (بدايتي الحقيقية كانت خلال حفل كبير شاركت فيه مع فرقة ريم ك 113 في ملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة سنة 1999، وكان الحضور فيها قويا ومن حينها وأنا أحمل الجمهور الجزائري في قلبي)، لافتا إلى أن الجزائر تبقى بحق فخر للأفارقة وإفريقيا. وتواصلت السهرة التي كانت جد مميّزة بتجاوب كبير للجمهور مع الركح لتزيد حرارتها بدرجة مع الفنان كيفن ليتل الذي يحل لأول مرة بالجزائر قادما إليها من الكراييب، وبالتحديد من جزر سانت فانسين وغرينادين. وقد أمتع ضيف الجزائر وتاموڤادي الحضور بأغاني كانت مزيج من (البوب) و(الهيب هوب) وكذا (السوكا) المعروفة بجزر الكراييب، بأنها موسيقى كرنفالية منها (آي لوف كرنفال) أو (أنا أحب الكرنفال) و(درايف مي كريزي) أو (أوصلني يا مجنون) وغيرها من الأغاني الشبابية. وقال للجمهور (موسيقاي تحمل السعادة للآخرين وتحثهم على الابتسام دوما، وهي أيضا رسالة للحب والسلم في العالم). وكان نجم السهرة بدون منازع الفنان البرتغالي دافيد كارييرا الذي إكتشفه جمهور تاموڤادي عن قرب لأنه كسر التقاليد وتجول لأكثر من مرة في المدرجات بين الساهرين وهو يغني أمام سعادة الكثير من عشاقه وتحت تصفيقاتهم الحارة. وقد أوضح كارييرا الذي أكد بأنه قدم للجزائر لثاني مرة ويكتشف تيمڤاد وموقعها وتاريخها ومهرجانها العريق لأول مرة (أنا جد سعيد بهذه اللحظات الشيقة والممتعة التي سأحملها في قلبي كأجمل ذكرى وسعيد وأنا ألتقي بهذا الجمهور الرائع والذواق وأصدقكم القول أنني أحس في هذه اللحظة بأنني في بلدي وبين أهلي، وخاصة أنني أكثر قربا من الثقافة الجزائرية والعربية). وقد تواصلت السهرة التي أدخلت الفرحة في نفوس الحاضرين وعشاق تاموقادي في أجواء بهيجة زادها دافيد كاريرا متعة بأجمل أغانيه التي تضمنت بعض الأغاني التي امتزجت فيها الطبوع البرتغالية بالموسيقى الشرقية، وأخرى لملك الريغي الراحل بوب مارلي على غرار (ناو وومن نو كراي) حيث إندهش ضيف تيمڤاد بترديد الجمهور لمقاطع منها فإنحنى بتواضع قائلا (إكتشفت اليوم بأن جمهور الجزائر و تيمقاد متذوق لكل الطبوع). ولم تفتر حرارة السهرة التي أكد كل من مر على ركحها في تلك الليلة المميزة بأنها كانت رائعة بجمهورها، لتتواصل في أجواء حميمية لكن على وقع أنغام جزائرية بأصوات كمال عوابدية ومحبوب، وكذا الشاب خلاص الذي ألهب مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد بتيمڤاد بأجمل ما غنى لأفراح الجزائريين وخاصة في أعراسهم.