لايزال واقع التنمية بقرية المصران التابعة إداريا لبلدية حاسي بحبح بولاية الجلفة بعيدا عن تطلعات واهتمامات المسؤولين المحليين وخارج أجندتها، رغم الواقع المزري الذي ينغص يوميات قاطني القرية نتيجة غياب المشاريع التنموية التي تمس مختلف القطاعات بداية من التهيئة الحضارية لأحياء القرية وصولا لغياب المنشآت الحيوية التي تبقى هي الأخرى حلم أهالي المنطقة، في الوقت الذي ناشدوا السلطات المحلية من خلال الشكاوى والمراسلات في العديد من المناسبات إلا أنها لم تحرك ضمير المسؤولين المتعاقبين على مبنى البلدية على مدار سنوات. اشتكى سكان قرية المصران ببلدية حاسي بحبح من غياب التهيئة الحضارية عن كامل طرقاتها التي لاتزال تميزها الأتربة، مما زاد من تدهورها خاصة خلال الأيام الممطرة، أين تعرقل حركة السير بالنسبة للمركبات والراجلين على حد سواء وتؤدي إلى زحمة سير لا تطاق نحو البلديات المجاورة وعاصمة الولاية، بالاضافة إلى ذات المشكل الذي يميز أرصفة القرية التي لم يتم بعد تهيئتها منذ سنوات طويلة، ولم تبد السلطات المحلية اهتمام للمراسلات المتكررة لسكان القرية المطالبة بتزفيت الطرقات وتهيئة الأرصفة بغية فك العزلة عن قريتهم وربطها بعاصمة الولاية التي لا تبعد عنهم سوى ببضع كيلومترات. وفي سياق متصل، أشار ذات المتحدثين إلى مشكل غياب قنوات الصرف الصحي، رغم الوعود الكاذبة التي تمليها عليهم السلطات المحلية والمتعلقة بتزويدهم بشبكة صرف صحي على المدى القريب، الأمر الذي جعل المواطنين يلجؤون للقيام بأنفسهم بعمليات حفر غير صحية قد يكون لها انعكاسات سلبية على الصحة العمومية. ومن المشاكل التنموية التي طالت سكان المصران غياب المنشآت الحيوية خاصة ما تعلق بالغاز الطبيعي الذي يبقى هاجسا ينغص على الأهالي يومياتهم خاصة في فصل الشتاء، وما للمنطقة من طابع جغرافي يمتاز بالبرودة، إذ تجد العائلات نفسها أمام خيارين إما اللجوء إلى اقتناء قارورات غاز البوتان في حال توفرها، حيث تعرف نقصا خلال موسم الشتاء، أو اللجوء إلى الاستعانة بنار الحطب واستعمالها للتدفئة وقضاء الحاجيات المنزلية كالطبخ وذلك في ظل الوضع الاجتماعي المزري لأغلب العائلات. من جهة أخرى، يعد غياب مياه الشرب إحدى النقاط السوداء التي لازمت قرية المصران لسنوات مضت بالرغم من مطالبتهم بضرورة إنشاء خزان مائي لإمدادهم بهذه المادة الحيوية التي يضطرون في كثير من الأحيان للتنقل إلى وجهات مجاورة لجلبها، ليبقى مصير التنمية المحلية بقرية المصران رهن التدخل الاستعجالي للهيئات المسؤولة وتسطير مشاريع مستقبلية من شأنها رفع الغبن عن سكان القرية على المدى القريب.