تعيش أزيد من ثلاثين عائلة بقرية تاقصريت التابعة لبلدية وادي الطاقة بباتنة ظروفا مزرية، تنعدم فيها أبسط أسباب العيش الكريم، ورغم أن السكان يتخذون من النشاط الفلاحي مصدرا وحيدا للرزق، إلا أن التشجيعات التي أقرتها الدولة لتثبيت الفلاحين في حقولهم لم تجد طريقها إلى هذه القرية النائية، حيث لا يزال السكان يكابدون انعدام الربط بمختلف الشبكات الحيوية، لا سيما الغاز الطبيعي والصرف الصحي، لتبدأ مع كل فصل شتاء رحلة البحث عن قارورة البوتان التي لا تصل القرية إلا نادرا بحكم أن أصحاب الشاحنات من باعة الغاز يعزفون عن عبورها عبر المسالك الوعرة والطرقات المفتقرة إلى التهيئة، ما يجبر المواطنين على اللجوء إلى الوسائل البديلة للتدفئة والطهي، وعلى رأسها الاحتطاب وجلب وقود المازوت لمجابهة فصل الشتاء الذي يشهد درجات برودة قياسية، وقد دفع الوضع كثيرا من المواطنين إلى اتخاذ الحطب مصدرا للرزق، حيث يبيعونه لمن لا يستطيع الصعود إلى الجبل للاحتطاب. ويؤكد مواطنون أن الكثير منهم لا يزال يستعمل الطرق البدائية في الصرف الصحي عن طريق الحفر، وهم يناشدون السلطات المحلية إفادتهم بمشاريع تخلصهم من معاناة طال أمدها، بعد أن أقصيت المنطقة ولأسباب مجهولة من مختلف المشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية بما في ذلك تهيئة المسالك الطرقات التي يستحيل التنقل عبرها شتاء لكثرة الحفر والأوحال. وقد دفع الوضع الكثير من السكان إلى هجرة هذه المنطقة الفلاحية نحو القرى والبلديات المجاورة بحثا عن حياة أفضل، علما أن الفلاحة بها أثبتت نجاعتها في إنتاج الكثير من الثمار المختلفة، غير أن الفلاحين لم يجدوا الدعم اللازم من طرف السلطات. ولا يستبعد السكان الذين لم يلمسوا التفاتة جادة من السلطان لإخراجهم من عزلتهم أن يلجأوا إلى حركة احتجاجية كالتي قاموا بها بداية السنة الجارية يغلق الطريق الوطني رقم 87، مطالبين بالغاز الطبيعي وتهيئة المسالك والنقل المدرسي وهي المطالب التي لا تزال عالقة إلى اليوم.