عاد انتشار حمى المستنقعات للظهور مجددا ، حيث أعلنت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بورقلة، أمس، عن تسجيل 6 حالات لداء حمى المستنقعات خلال أل 24 ساعة الأخيرة بمناطق متفرقة من ولاية ورقلة ، وهو ما يتطلب إجراءات عاجلة وضرورية لإنقاذ حياة المواطنين من الملاريا التي تعتبر من أخطر الأمراض القاتلة في إفريقيا بعد السيدا، . وتتعلق هذه الحالات بثلاثة أشخاص من عائلة واحدة من قرية بامندبل (10 كلم غرب ورقلة) وحالتين اثنتين ببلدية عين البيضاء إضافة إلى حالة واحدة تم تسجيلها بقرية فران ( بلدية نقوسة) وهم يخضعون جميعا للرعاية الطبية اللازمة بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى محمد بوضياف. ويتواجد حاليا المصابين بهذا الداء من بينهم طفلين ( 22 شهرا و 6 سنوات) إضافة إلى امرأة حامل في حالة استقرار تام ولا تدعو للقلق بحيث لم يتم تسجيل أية مضاعفات صحية لديهم في انتظار تأكيد الإصابات رسميا من طرف المعهد الوطني للصحة العمومية ( الجزائر العاصمة) . وقد ظهرت لدى المصابين أعراض هذا المرض والتي تتمثل في ارتفاع كبير في درجة الحرارة ترافقها حالة غثيان وتعب وإرهاق شديدين حيث وبعد فحصهم تم اكتشاف الداء في انتظار تأكيده بصفة رسمية. وتقوم حاليا مصالح الصحة بولاية ورقلة بالتنسيق مع السلطات المحلية بحملة واسعة لتطويق الداء و الحد من انتشاره لاسيما بالمناطق المعنية من خلال القيام بدراسة وبائية شاملة لمعرفة أسباب الإصابة بهذا الداء الذي يرجح أن يكون راجعا لحشرة البعوض وتأكيد مصدر الحشرة الناقلة (محلية أم مستوردة)، وكانت ولاية ورقلة قد سجلت منذ مطلع السنة الجارية حالتي إصابة بداء حمى المستنقعات مستوردتان. وللذكر فإن الملاريا هو مرض طفيلي معدي بسبب كائن طفيلي يسمى متصورة (أو بلازموديوم)، ينتقل عن طريق البعوض ويتسلل، هذا الطفيلي داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى، فقر الدم وتضخم الطحال. لقد تم اكتشاف الطفيلي مسبب مرض الملاريا في 6 نوفمبر 1880 في المستشفى العسكري بقسنطينة (الجزائر) من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفزيولوجيا لعام 1907 عن اكتشافه هذا. ينتشر هذا المرض في بلدان العالم الثالث وينتقل إلى الأطفال عبر أكثر من طريقة أهمها البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار وخاصة في المناطق التي لا يوجد فيها تصريف صحي لمياه الأمطار والمجاري. وحيث أن هذا المرض من الأمراض الفتاكة فقد أوصت منظمة الصحة العالمية المسافرين إلى المناطق الموبوءة باستعمال الدواء المناسب مباشرة بمجرد الإحساس بارتفاع درجة الحرارة (أثناء السفر أو بعده) إلى 38 درجة مئوية أو عند ظهور أي أعراض للملاريا دون الانتظار لتشخيص الطبيب. هذه هي اعراض داء الملاريا وبالنسبة للأعراض فهي تتمثل في الرعشة والانتفاضة والحمى والعرق والصداع والغثيان والقيء وآلام في العضلات وبراز مدمم ويرقان وتشنجات واغماءات، حيث أن ارتفاع في درجة الحرارة قد تصاحبه قشعريرة وعرق غزير وصداع. والملاريا ُتحدث أعراضاً أشبه إلي حد كبير بأعراض أمراض أخرى خاصة نزلات الانفلونزا ولكن إذا حدث لك شك في إصابتك بالملاريا فلا تتردد في أخذ العلاج في الحال دون انتظار زيارتك للطبيب المتخصص. ويلاحظ أن أنواع الملاريا شديدة الخطورة تحدث أعراضاً مرضية شديدة مثل الغيبوبة خاصة في حالة الملاريا المخية وتحدث أيضاً انيميا نزلات معوية فشل كلوي ضيق في النفس. وعليك أن تلجأ إلي المستشفيات المختصة إذا ظهر عليك أعراض الملاريا حتى لو بعد مدة 3 شهور أو حتي عام كامل من تاريخ عودتك من المنطقة المنتشر بها المرض. وعادة لايشعر المسافر بأعراض المرض إلابعد عودته من السفر. ويجب أن ينبه الطبيب أولاً أنه كان مسافراً لمنطقة ينتشر فيها الملاريا. وتتسبب الملاريا في حدوث أنيميا واصفرار في لون الجلد نتيجة انحلال كريات الدم الحمراء وقد تتطورأعراض المرض بسرعة في الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة لدرجة خطيرة ترتفع معها درجة الحرارة ويتلف الجهاز الحسي وتتكرر التشنجات مصحوبة بالغيبوبة ثم ينتهي الأمر إلى الموت وفي حالة الملاريا المتسببة عن الطفيل falciparum P. إذا لم يعالج المريض بسرعة فإن ذلك قد يتسبب عنه فشل كلوي وتشنجات وارتباك في الذاكرة والتفكير وغيبوبة تنتهي بالموت.