انعكست الأزمة الدبلوماسية المندلعة بين المملكة العربية السعودية وعدد من الدول العربية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إيجابا على أسعار النفط، التي عاشت أمس على وقع زيادات بددت بعض الشيء من مخاوف الدول المنتجة والمصدرة على وجه الخصوص. فقد قفزت أسعار النفط أكثر من اثنين في المائة، في أولى ساعات التعامل في عام 2016، مدفوعا باندلاع الأزمة الدبلوماسية بين إيران وعرب الخليج، فيما يرجح المتابعون أن يواصل سعر البرميل في الارتفاع في الأشهر المقبلة، وخاصة إذا ما استمر التصعيد الدبلوماسي بين طهران والرياض. وارتفع خام مزيج برنت أكثر من 2.5 في المائة، وأكثر من دولار، ليصل إلى مستوى مرتفع في الصبح بلغ 38.5 دولار للبرميل قبل تراجعه إلى 38.28 دولار بعد زوال أمس. وأشارت تقارير البورصة أن تعاقدات خام غرب تكساس، الوسيط الأميركي، ارتفعت ب 76 سنتاً أو 2.05 في المائة إلى 37.80 دولار للبرميل. وصعد سعر برميل النفط الخفيف لايت سويت كرود تسليم شهر فيفري المقبل، 48 سنتاً ليصل إلى 37.52 دولار في التداولات الالكترونية في آسيا، وأرجع خبراء السوق هذه الزيادات على ما قال إنه تفاعل الأسواق الآسيوية مع المخاوف من أن تؤدي التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط إلى تهديد إمدادات النفط. ومعروف أن منطقة الخليج تنام على أكبر احتياطي نفط في العالم، كما أن اندلاع الأزمة بين المملكة العربية السعودية ومعها دول عربية، من جهة، وإيران من جهة أخرى، عزز المخاوف من تسقط المنطقة في حرب قد تستهدف ناقلات النفط التي تمر بمضيق هرمز، الذي يقع تحت نيران السلاح الإيراني، لتعيد بذلك ما وصف بالصدمة النفطية خلال الحرب العراقية الإيرانية.