أعيد في ألمانيا نشر طبعة جديدة من كتاب كفاحي للزعيم النازي أدولف هتلر بعد حظر دام سبعة عقود كاملة. ولوحظ طلب هائل على الكتاب مع وصول عدد النسخ المطلوبة إلى أربعة أمثال النسخ المطبوعة من الكتاب الذي تضمن في نسخته الجديدة آلاف التفسيرات والهوامش. وفي متمم ديسمبر الماضي انتهت مدة حقوق النشر التي كانت محفوظة لدى ولاية بافاريا الألمانية، مما فتح الطريق أمام إعادة نشر الكتاب الذي ألفه هتلر بين عامي 1924 و1925 وطبع منه أكثر من 12 مليون نسخة حتى العام 1944. ويشرح هتلر في القسم الأول من كتابه سيرته الذاتية، والمراحل الأولى لحزبه النازي، وفي القسم الثاني يسرد شرحا عن برنامج الاشتراكية. وتعليقا على إعادة طبع الكتاب قال مدير موقع النصب التذكاري للمقاومة الألمانية البروفيسور بيتر شتاينباخ أتفهم كل شخص يقول إن هذا الكتاب قذر وخطير، لكن لا أحد يفكر بهذه الطريقة لديه الحق في منع وصول الآخرين إلى هذا الكتاب.. كلٌ له الحق في مواجهة التاريخ، ومن الجيد أنه يمكننا مناقشة الكتاب بطريقة تختلف عن السابق . وقد أثارت تلك الخطوة مواقف متباينة بين قيادات المؤسسات والمنظمات اليهودية الألمانية، فبينما يرفض قطاع كبير من اليهود الألمان إعادة طبع الكتاب، يرى مراقبون أنّ توافقا تم بين أطراف ألمانية أسفر عن قبول إشراف أسماء يهودية على نشر النسخة المنقحة التي تضمنت حواشي وتفسيرات مثيرة للجدل. ويقول معهد التاريخ المعاصر في ميونيخ الذي أقدم على إعادة نشر النسخة الجديدة من كتاب كفاحي ، إن الهدف من ذلك هو تلبية الاحتياجات التعليمية والمعرفية للأجيال الجديدة. لكن النقاد يخشون أن إعادة الترخيص لطباعة كفاحي ودخوله المعترك الثقافي والسياسي الألماني الذي يشهد نمواً لليمين المتطرف، قد يساعدان مجددا في إعادة بعث روح القومية الألمانية من جديد، وهو ما تخشاه أوروبا.