انشغالات المواطنين معقولة ولكن بقليل من الصبر سيتم حل المشاكل اعترف رئيس بلدية حمام ملوان بولاية البليدة ساحلي بالمشاكل التي تتخبط فيها البلدية التي عبر عنها الكثير من المواطنين عبر "السياسي"، إلا انه قال أنها ليست البلدية الوحيدة التي تعاني من مشاكل على مستوى التنمية سواء على مستوى الولاية أو على مستوى الوطني، وأوعز رئيس البلدية ذلك إلى ترسبات العشرية السوداء والذي أدخل المنطقة في تخلف اضطراري، مشيرا إلى أنه هناك الكثير من الأحياء التي تحتاج إلى عمل كبير يصل مداه إلى سنوات، وبالتالي يتوجب على المواطنين الصبر بما أن البلدية تأخذ بعين الإعتبار الأولويات دائما في إنجاز مشاريعها. تعتبر حمام ملوان مدينة الطبيعة العذراء والنسب العريق، تقع شمال شرق عاصمة المتيجة بالبليدة، تبعد عنها بحوالي 34 كلم وعن العاصمة الجزائر ب 37 كلم، تعداد سكانها يناهز ال 10 آلاف نسمة، وينحدر معظمهم من أصول أمازيغية، ويعتبر عرش بني مسرة أهم العروش وأكبرها بمنطقة الأطلس البليدي، وتعد قطبا سياحيا هاما بالمتيجة، يقصدها السياح من مختلف ربوع الوطن. السياسي: حسب ما رصدناه في زيارتنا تعاني بلديتكم من نقائص عديدة على عدة مستويات انطلاقا من أزمة المياه، رغم حيازتها على واد يشكل أهم الثروات الطبيعية بها وصولا إلى أزمة المحاجر، ما تعليقك؟ ساحلي علي: خصصت مصالح بلدية حمام ملوان بولاية البليدة أكثر من 84 مليار و500 مليون سنتيم لإعادة تهيئة عدة قطاعات بالمنطقة، والتي استفادت خلال سنة 2010 من غلاف مالي قيمته 500 مليون سنتيم لإعادة تهيئة قناة المياه الصالحة للشرب بحي الجبسية، إلى جانب أغلفة مالية أخرى رصدت لمشاريع متنوعة بالبلدية من شأنها أن تغير شيئا من واقع السكان بنهاية 2010، وقد قدرت ب 83 مليار سنتيم خصصت لتهيئة الحي الجديد المندرج في إطار مخطط العمل بالأراضي واستصلاحها، أما المليار سنتيم المتبقى فسيوجه لإعادة تأهيل وترميم المركب الرياضي الجواري للشباب الواقع بالمقطع الأزرق السياحية، وهي إجراءات من شأنها تعويض السكان ولو قليلا عن ما عانوه خلال الأحداث الدامية التي عمد إلى صنعها الإرهابيون. السياسي: بالنظر إلى مشكل المياه الكبير الذي يعاني منه المواطنون لفترات طويلة، وأهمية هذا المصدر الحيوي للإنسان، كيف ستعملون على إصلاح شبكة توزيع المياه بالبلدية؟ ساحلي علي: من خلال المشاريع التنموية المسطرة ل 2010 قمنا بتخصيص مبالغ مالية معتبرة مقدرة ب 33 مليار سنتيم و8 ملايير سنتيم تخص إنجاز مجمع مائي للمياه الصالحة للشرب بمنطقة المقطع الأزرق، والذي من شأنه أن ينهي شكاوي المواطنين في هذا الخصوص، كما ينتظر خلال هذه السنة إنجاز محطة لتصفية المياه القذرة بالمقطع الأزرق، بمبلغ مليار سنتيم و200 مليون سنتيم، فيما تم في السنوات الماضية بين 2007 و2009 إنجاز بعض المشاريع التي استطاعت توفير المياه للمنطقة بنسب بسيطة، حيث تم إنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب بحي الجبسية. السياسي: يريد مواطنو الأحياء ببلدية حمام ملون العودة إلى أراضيهم ووصفوا وضعية أحواشهم بالكارثية من حيث غياب التهيئة، ما هي إجراءاتكم بخصوص إعادة الإسكان؟ ساحلي علي: استفادت بعض الأحياء ضمن المخططات التنموية ل 2007، و2008 و2009 من تهيئة الطرقات والأحياء، حيث مست العملية كل من طريق تحامولت وطريق المتوسطة وتمت تهيئة كل من حي الجبسية والحي الجديد ومركز حمام ملوان والمقطع الأزرق، وستخضع مجموعة من الأحياء ضمن المخطط التنموي ل 2010 إلى التهيئة، حيث تم توفير الغاز في أوت 2009 كخطوة أولية لتسهيل حياة المواطنين، وخصص مبلغ 85 مليار سنتيم لتهيئة الحي الجديد بموقع مخطط شغل الأراضي، كما سيتم تهيئة حي الجبسية بمبلغ 5 ملايير سنتيم، وستخضع الطرقات التي تربط بين البلدية وما جاورها من أحياء وبلديات، حيث سيتم تعبيد جزء من الطريق الولائي رقم 61 على مستوى الجسرين الفنيين بالمقطع الأزرق بمبلغ ثلاثة ملايير سنتيم، وأكد رئيس البلدية على أن الأشغال بها ستكتمل خلال هذه السنة، بالإضافة إلى تهيئة طريق تباينت وحمام ملوان على مسافة 3كلم بمبلغ 6 ملايير، وتوسيع الطريق الولائي رقم 61 عند مضيق المقرونات بمبلغ 24 مليار سنتيم، وتدعيم الإنارة العمومية بمختلف الأحياء، كما تم مؤخرا تسجيل مشروع التهيئة السياحية لحمام ملوان المركزي بمبلغ 11 مليار سنتيم وينتظر إنجاز مركز صحي بمركز البلدية بميزانية قدرها 600 مليون سنتيم. تحتوي البلدية على أراضي خصبة من شأنها أن تفك جزءا من مشاكل المواطنين خاصة البطالة والفقر، لو لقيت الدعم المناسب. لماذا لم تنطلق المشاريع الفلاحية حتى الآن؟ بالنظر إلى حالة المنازل والأراضي التي تركها أصحابها بفعل عوامل قهرية حتمت عليهم النزوح وبقاء تلك الهياكل دون صيانة، أصبح من غير الممكن أن يقطن بها السكان حتى تخضع للترميم، وصندوق الفلاحة يشترط سكن الفلاح بأرضه خلال تقديم الدعم، لذا ينتظر إتمام مشاريع التهيئة والترميم، وهذا لا يمنع وجود سكان يمارسون الفلاحة بأراضيهم. السياسي: يعاني تلاميذ المدارس من أزمات النقل والظروف المزرية التي لا تساعدهم على الدراسة حسب رأيهم، هل هناك مشاريع كفيلة بإخراجهم من هذه الوضعية؟ ساحلي علي: تم في هذا الخصوص ترميم العديد من المدارس الابتدائية والمطاعم المدرسية، وتم تجهيز المطاعم بمتطلباتها، وستشرف قريبا على تقديم خدماتها للتلاميذ، كما تم إنجاز مطعم مدرسي بمتوسطة المقطع الأزرق بمبلغ مليار و200 مليون سنتيم، ومطعم مدرسي آخر بمدرسة تحامولت بمبلغ 600 مليون سنتيم، تم إنجاز قسمين مدرسيين ودورة مياه بمبلغ مليار و200 مليون سنتيم . تشكوا المنطقة من غياب المشاريع السكنية التي من شأنها تحسين حياة المواطن والقضاء على السكنات الهشة المهددة بالانهيار في أي وقت، ما هي إجراءاتكم في هذا الخصوص؟ تم برمجة مجموعة من المشاريع السكنية التي من شأنها فك ضائقة المواطنين سيتم تسليمها في 2010، حيث تم إنجاز 200 مسكن بالحي الجديد، و94 مسكن اجتماعي بالمقطع الأزرق، كما تم إنجاز 97 مسكن مجمع ريفي بحي الجبسية، فيما ينتظر إنشاء 100 مسكن بالحي الجديد بحيث لا يزال المشروع قيد الدراسة والانجاز. السياسي: تنغص المحاجر المتواجدة على مستوى البلدية حياة السكان بحكم أضرارها على صحة المواطن وبيئته، ماذا ترون؟ ساحلي علي: رؤيتنا مطابقة لرؤية المواطنين، بحيث تسبب هذه المحاجر الإزعاج للجميع، حيث تتسبب للبلدية بتصدع المنازل والمنشآت تصل إلى درجات عالية من الخطورة على حياة السكان، من حيث حجم الأمراض التي تنهشهم وحجم تصدع منازلهم، زيادة على هذا فالبلدية لا تستفيد من مداخيل المحجر كون مقرها بعيد عن البلدية، وبالتالي نناشد الجهات المعنية برفع هذه الإمكانيات الصناعية المضرة بالسكان ونقلها إلى أماكن غير آهلة بالسكان، كما أنه يفترض من مسئولي هذه المحاجر تعويض السكان والبلدية عن الأضرار التي تسببها، كما نتمنى نقلها من البلديات للمتطلبات السياحية التي تزخر بها، حيث أنها تسهم تدريجيا في نفور السياح، ولا يخفى أنه مورد هام من شأنه أن ينهض بقطاعات البلدية الأخرى ويحرر اليد العاملة والشباب من عبودية البطالة. السياسي: ما هي حصة الشباب من المشاريع التنموية بالمنطقة حيث ألحوا على ضرورة توفير أماكن ترفيهية ورياضية تساعدهم على تجاوز واقعهم المرير على حد قولهم؟ ساحلي علي: سطرت البلدية مشاريع خاصة بالشباب خلال ميزانية 2008 حيث تم إنجاز ملعب جواري بالحي الجديد وإنجاز ملعب بلدي بالمقطع الأزرق، فيما خصصت ميزانية 2009 مبلغ مليار سنتيم لتهيئة المركب الجواري بالمقطع الأزرق، وأشغالها في طور الانتهاء، بينما قمنا بانجاز ملعب بلدي بمنطقة الحي الجديد بميزانية فاقت 130 مليون سنتيم، كما تم تسجيا مشروع إحاطة بالملعب وتهيئة غرف تغيير الملابس بالملعب البلدي بالمقطع الأزرق بمبلغ مليار ومائة مليون سنتيم. وتبقى البلدية حسب رئيسها في حاجة للدعم المتواصل والصبر الكبير والتفهم من طرف المواطنين ليستطيعوا معا تجاوز ما خلفته سنوات الدمار التي لحقت بالجزائر ككل.