ملوان الشهيرة بحمامها لكن الإرهاب دمرها وأقصتها السلطات المحلية من التنمية وهذا ما جعلها تتأخر عن ركب البلديات المجاورة بعشرات السنين. وتحدث سكان حمام ملوان عن واقعهم "المر"، وعن بلديتهم المهجورة والمنسية والبعيدة عن اهتمامات مسؤولي ولاية البليدة، رغم أنها لا تبعد عن عاصمة الولاية إلا بكيلومترات، وتزخر بمناظر طبيعية يمكن أن تكون ملاذا لآلاف الباحثين عن المتعة. ويذكر سكان حي البرج الواقع بأعالي البلدية، إن كثيرا من العائلات المقيمة بالحي، لا تعرف معنى للاستقلال، على اعتبار أن المقيمين بالحي جاؤوا مع بداية الاستقلال، لشغل السكنات التي تركها المعمرون على أمل أن يتم ترحيلهم لاحقا إلى سكنات. ويقول بعض من السكان مرت أشهر وسنوات بل أكثر من أربعين سنة، وذهبت معها وعود المسؤولين بالولاية أدراج الرياح، وبقيت العائلات بمساكنها تعاني الأمرين.. لا أحد ينظر إليها أو يستجيب لمعاناتها، وكأنهم ليسوا بشرا". ويضيف أحد الشباب:" لاشيء لدينا يحفز على الصبر، سوى تمنية النفس بأن الفرج قريب..، لكنه في واقع الأمر نراه أبعد ما يكون.. ربما جاء وقت لم نعد فيه أحياء، وحمل أبناؤنا وأحفادنا المشعل، وأي مشعل، العذاب والمعاناة التي لا تنتهي.. انظر إلى هذه المحجرة في الجانب المقابل للبلدية، إن عذابها لا يكاد ينتهي.. فكلما فجر صاحبها القنابل دوى المكان وتشققت منازلنا. شكونا الأمر لجميع الجهات وجاءت فرقة تفتيش، لكنها حاولت التخفيف من وقع المشكلة بالتأكيد على أن التشققات التي لحقت بجدران منازلنا هي من أثار الزلزال". ويقول مواطن" لجريدة النهار الجديد"، يقول عمي محمد؛ إن البلدية تعاني من التهميش والإقصاء من جميع البرامج التنموية، ولا تحظى بأي اهتمام من مسؤولي الولاية، تصور أنه منذ الاستقلال لم تستفد البلدية من أي مشاريع تنموية ولا سكنات، وما استفادته من البرامج السكنية لا يتعدى الثلاثين مسكنا... أهكذا نعدل في توزيع التنمية بين سكان البلد الواحد؟". وما يؤلم هؤلاء أن بلديتهم تفتقر لطبيب وصيدلي فإذا أصيب أحد أو مرض، فليس أمامنا سوى إسعافه إلى أقرب طبيب أو مستشفى ببلدية بوڤرة المجاورة أو بمدينة بوينان، يضيف أحدهم. وفي هذا السياق يذكر المتحدث ل"النهار" أنه يتردد أن مشروع إنشاء 200 مسكن اجتماعي، لا يزال إلى اليوم يبحث عن مقاول يتكفل بإنجازه، إثر انسحاب المقاول السابق ولجوؤه إلى فسخ العقد المبرم، بعد أن اتضح من خلال الدراسة التقنية وجود طبقة من المياه الجوفية على مستوى الأرضية المخصصة للمشروع بالحي الجديد. ويطرح السكان مشكل المياه الصالحة للشرب التي تصل إلى الحنفيات مملوءة بالحصى والأتربة بعد سقوط الأمطار. شباب البلدية يشكون بألم غياب المرافق الشبانية أو فرص العمل.. وحتى المحطة المعدنية، التي بيعت لأحد المستثمرين الخواص، وعلق عليها السكان آمالا لتشغيل بعض الشباب وإخراج المنطقة من عزلتها، لا تكاد تحقق الهدف الذي جاءت لأجله، "فتوقفت مشاريع صاحبه بسبب عراقيل إدارية"، يقول أحد الشباب. وصرحت مصادر مسؤولة من بلدية حمام ملوان، أن الوضع الحالي للمنطقة التي جعل منها "بلدية منسية"، مشيرا إلى أن البلدية استفادت هذا العام من مشاريع تنموية هامة، تصل ميزانيتها إلى حوالي 8 ملايين سنتيم، "وهو مؤشر على مدى الاهتمام الذي بدأت تحظى به بلديتنا". وتتركز أغلب هذه المشاريع في التهيئة العمرانية لعدد من الأحياء وتوصيل شبكة الماء الصالح للشرب لبعضها للقضاء على اختلاط الماء بالحصى، فضلا عن تهيئة حظيرة البلدية ومركز للحرس البلدي. ولعل أهم هذه المشاريع، يضيف المتحدث، هو إقامة جسر بحي مقطع لزرق بمخرج المدنية، و إجراء توسعة لمدخل المدينة. وحسب المتحدث فإن المشروعين مسجلين ضمن المشاريع القطاعية حيث تكفلت بهما وزارة الأشغال، وخصصت لهما ميزانية ضخمة خصوصا لمشروع التوسعة الذي تقرر إسناده لشركة أوراس كوم المصرية، فهل ينعم سكان حمام ملوان على غرار بلديات البليدة من مشاريع تنموية أم تظل هذه الرعود حبرا على ورق.