يؤكد المحتجون في مولدوفا الذين احتشدوا بالآلاف وسط العاصمة كيشيناو أن ردود الحكومة على مطالبتهم باستقالتها لا تساهم إلا في إثارة جدل يبدأ ولا ينتهي. وفي تعليق للصحفيين، قال إيغور دودون زعيم حزب الاشتراكيين المعارض: هم يمعنون في ظلمنا، وليس لديهم أي حل آخر سوى إقحامنا في جدل يبدأ ولا ينتهي. الاحتجاجات سوف تستمر، وسنشدد الضغوط على هذه السلطة بما يحملها على الاستسلام. نحن بانتظار أندريان كاندو -رئيس البرلمان- في الساحة المركزية في كيشيناو حيث سيحتشد الموالون لنا هناك . واعتبر دودون أن مواقف الحكومة صارت تعاني ضعفا مستمرا، نظرا لأن الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين الذين يؤيدون الأغلبية الحاكمة الجديدة في البرلمان أخذوا يدركون ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب المولدوفي، فيما صرح كاندو، بأن تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد تم وفق التشريعات المرعية، وبأنه لا توجد أي مسوغات لاستقالته وحل البرلمان. ودعا دونون في هذه المناسبة، جميع تيارات المعارضة الممثلة بالاشتراكيين، وحزبنا، والأرضية المدنية للكرامة والحقيقة، إلى التقيد التام بالقانون خلال جميع حملات الاحتجاج. وأضاف: لا ينبغي في الاحتجاجات محاصرة المباني الرسمية، والدعوة إلى العنف، إذ أن لهذه الاعتصامات أثرها في مصير البلاد . وبين الأحداث ذات الأهمية في إطار المظاهرات، إعلان القائمين عليها أنهم سينتخبون خلال اعتصامهم وسط كيشيناو يوم غد لجنة إنقاذ وطني تدير شؤون البلاد في الأزمة. ولا تزال الاحتجاجات تعصف بالعاصمة المولدوفية منذ الأربعاء الماضي، حيث حشدت المعارضة آلاف المؤيدين لها لتعطيل عمل الأغلبية البرلمانية التي التفت حول الحزب الديمقراطي بما يخدم الحيلولة دون تشكيل الحكومة برئاسة بافل فيليب. ورغم الاحتجاجات والغضب الشعبي الكبير، منح البرلمان الثقة للحكومة الجديدة في غضون ست دقائق دون أن يتاح لرئيسها ولو حتى الإعلان عن برنامجه أو خططه لإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية الخانقة. وأدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية ليلا وعلى عجل، فيما تغيب بعض أعضائها عن أداء القسم الأمر الذي أدهش المعارضة وأجج غضبها، وحمل حشود الموالين لها على اقتحام البرلمان، مما أسفر عن إصابة أكثر من 30 شخصا خلال صدامات مع الشرطة التي كانت تطوق المبنى.