أصبحت "إلينا كيجين" العميدة السابقة لكلية الحقوق بجامعة هارفارد والمستشارة القانونية الحالية للبيت الأبيض فجأة محط أنظار جميع وسائل الإعلام الأمريكية، بعد أن رشحها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتكون القاضية رقم 9 في المحكمة الفيدرالية العليا، خلفا للقاضي الشهير "جون ستيفن" الذي تقاعد مؤخراً، وبما أن أعضاء هذه المحكمة التسعة يلعبون دوراً خطيراً في إصدار القوانين التي تمس المواطن الأمريكي، جاء ترشيح أوباما لزميلته السابقة في جامعة هارفارد قراراً مثيرا للجدل في الأوساط القضائية الأمريكية، خاصة أن "إلينا كيجين" (50 عاما) يهودية غير متزوجة، ويروج الإعلام الأمريكي شائعات بأنها "شاذة". بالرغم من خطورة تلك الشائعات إلا أنه من المرجح أن يوافق الكونغرس على تعيينها في هذا المنصب، لخلفيتها القانونية العميقة وما عرف عنها من مواقف صلبة في الدفاع عن آرائها، حتى أنها دفعت ثمناً باهظاً لهذه المواقف قبل حوالي أربعة أعوام عندما أعلنت التمرد على رئيس جامعة هارفارد في ذلك الوقت "دونالد سمر"، احتجاجاً على نظرية حاول الترويج لها عندما قال إن المرأة لا تملك نفس قدرات الرجل في مجال الرياضيات والميكانيك، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى ضعف قدراتهن البيولوجية في هذه المجالات، بعدها انتفضت كيجين وهاجمت رئيس الجامعة في الصحف ووسائل الإعلام وساءت العلاقات بينهما وانتهى الأمر بعزلها من منصب عميد كلية الحقوق بالجامعة، وظلت مجرد أستاذ للقانون بنفس الكلية إلى أن عادت مرة أخرى لتفرض نفسها بقوة على وسائل الإعلام بعد ترشيحها قاضية في المحكمة العليا، على عكس العرف المتبع في اختيار أعضاء هذه المحكمة من بين أشهر القضاة، بينما كيجين لم يسبق لها العمل بسلك القضاء من قبل. وبدأ مجلسا السنت والكونغرس في تنظيم جلسات استماع لمناقشة كيجين حول خبراتها وقدراتها على شغل هذا المنصب الرفيع، تمهيداً لاتخاذ قرار نهائي إما بتأييد تعيينها بالمحكمة أو برفض ترشيح أوباما، ومن ثم مطالبته بتقديم مرشح جديد، وفي حال الموافقة على تعيين إلينا كيجين ستكون هي المرأة الثالثة، واليهودية الثالثة أيضا بين قضاة المحكمة التسعة فيما ينتمي باقي القضاة إلى الكاثوليكية، وربما تكون المرة الأولى في تاريخ الولاياتالمتحدة التي يصل عدد القاضيات بأعلى سلطة قضائية في البلاد إلى ثلاثة نساء بينهن اثنتان غير متزوجات وتدور حول إحداهن شائعة "الشذوذ". ويرجع اهتمام الإعلام والرأي العام الأمريكي باختيار إلينا كيجين قاضية في المحكمة العليا باعتبار أن هذه المحكمة تنظر أخطر وأكثر القضايا حساسية وتعقيداً في الولاياتالمتحدة، حيث تعد قراراتها ملزمة، بل واجبة التنفيذ في كافة الولايات، حيث سبق لنفس المحكمة حسم أزمة تعيين جورج بوش الابن رئيساً للولايات المتحدة، عندما جرى جدل حول عملية احتساب الأصوات في ولاية فلوريدا بينه وبين منافسه الديمقراطي آل غور في الانتخابات الرئاسية عام 2000، حيث ترتب على قرار المحكمة بتولي جورج بوش الابن رئاسة الولاياتالمتحدة تعرض أمريكا لاعتداءات 11 سبتمبر الشهير التي مهدت لغزو كل من العراق وأفغانستان، وما ترتب عليها من تغييرات جوهرية في كثير من دول العالم وفي المنطقة العربية بصفة خاصة.