أدى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما القسم على الإنجيل الذي يملكه الرجل الذي يعد على نطاق واسع أعظم قادة أمريكا أي أبراهام لينكولن. على خطى الرؤساء الأميركيين الذين يحرصون على بدء يوم التنصيب بالذهاب مبكرا إلى الكنيسة، بدا أوباما وزوجته ميشيل وبنتاه يومهم بمغادرة سكن بلير هاوس المخصص للرؤساء والملوك ضيوف البيت الأبيض وهو على بعد خطوات من البيت الأبيض، ويذهبون لحضور صلوات تقام في كنيسة جونز أبسكوبال. وتلى الصلاة في الكنسية لقاء بين أوباما ونائبه المنتخب جوزيف بايدن وزوجتاهما وأعضاء لجنة التنصيب الخاصة بالكونغرس لإطلاعهم على خطة وبرنامج الحفل، ثم يتجهون إلى البيت الأبيض لاجتماع قصير مع الرئيس المنتهية ولايته جورج وزوجته لورا بوش. وبعدها استقل أوباما وبوش الموكب الرئاسي في طريقهما إلى مبنى الكابيتول كي يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستوري إيذانا بتوليه مهام منصبه في تقليد بدأ عام ,1837 في حين استقل نائبه بايدن وديك تشيني نائب بوش سيارة مستقلة، واستقلت ميشيل زوجة أوباما ولورا زوجة بوش سيارة ثالثة.ثم وصل موكب أوباما وبوش إلى حفل التنصيب المثير عند الواجهة الغربية لمبنى الكابيتول التي تطل على ميدان ناشيونال مول الذي يمتد بطول 3 كلم، ويطل مبنى الكابيتول على النصب التذكاري للرئيس الأميركي الأسبق إبراهام لنكولن الذي شهد مساء الأحد حفلا فنيا ساهرا في تقليد وعلامة على بدء حفلات تنصيب الرئيس الجديد. وحلت اللحظة المرتقبة بالأداء الرسمي لليمين الدستورية عند الساعة 11.30 صباحا (16:03 بتوقيت غرينتيش) وبينما تابع بوش المراسيم وقف أوباما وزوجته التي أمسكت بنسخة من الإنجيل ووضع يده على النسخة وهي التي استخدمها الرئيس إبراهام لنكولن عام 1861 حيث أدى اليمين الدستورية. وقام رئيس المحكمة العليا جون رورتس بتحليف أوباما اليمين القانونية التي تتلخص كلماتها بتعهد الرئيس بخدمة أمريكا ومواطنيها والمحافظة على الأمانة في المنصب الأول في البلاد. وقال أوباما في وقت سابق إنه سيحلف باسمه الكامل (باراك حسين أوباما) وكان قد تجاهل طيلة الحملة الانتخابية استخدام اسم والده مضافا إلى اسمه. وجرت العادة أن يؤدي نائب الرئيس المنتخب اليمين القانونية قبل الرئيس وسيؤدي بايدن اليمين أمام عضو المحكمة العليا جون بول ستيفنس. وقالت إيميت بليفيو مديرة لجنة التنصيب لصحيفة الواشنطن بوست إن أداء أوباما للقسم على هذا الإنجيل التاريخي الذي كان يملكه الرجل الذي يعد على نطاق واسع أعظم قادة أمريكا أي أبراهام لينكولن. يمثل احتفالا بوحدة أمريكا كما يمثل نقطة اتصال قوية مع ماضينا وتراثنا المشترك. وأوباما من أكثر المعجبين بالرئيس الأمريكي السادس عشر وهو مثل الرئيس الشاب لم يكن معروفا خارج إلينوي قبل انتخابه، وبعد أن أدى اوباما القسم ودع الرئيس السابق جورج بوش وزوجته لورا إلى المروحية التي ستحملهما خارج البيت الأبيض، وبعد ذلك تناول طعام غذاء مكون من الأصناف التي أحبها لينكولن وفي طقم صيني استخدمته زوجته في حفل تنصيبه عام ,1861 واحتوت وجبة الغذاء طعام البحر وصدر البط، وتناول الضيوف فطيرة التفاح متذكرين مرة أخرى عشق لينكولن للتفاح. ويعيد أوباما إلى الأذهان رحلة تنصيب لينكولن الذي استقل القطار من فيلادلفيا أول عاصمة للبلاد بعد الاستقلال إلى واشنطن وكان يتوقف في المحطات ليلتقي الناس العاديين. ويقول ستيفن هس المؤرخ المعني بشؤون الرئاسة ''لم أعرف رئيسا منتخبا قبل اوباما تعمق إلى هذا الحد في دراسة تنصيب رئيس سابق إنه أمر مؤثر''.