مطار الجزائر يعرف سنويا زيادة 10 بالمائة في عدد المسافرين كشف طاهر علاش الرئيس المدير العام لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر في الحوار الذي خص به "السياسي" أن الشركة تطمح من خلال برنامج مخطط إلى الوصول إلى 500 مليار سنتيم كرقم أعمال نهاية هذه السنة، بعد أن بلغ سنة 2009، 450 مليار سنتيم، فيما كانت انطلاقة الشركة سنة 2007 ب 300 مليار سنتيم، وذلك باعتبار أن عدد المسافرين يتزايد سنويا بنسبة 10 بالمائة. كما أكد طاهر علاش على أن شركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر قد اتخذت التدابير اللازمة لاستقبال العدد الهام من الجالية الجزائرية التي تقصد المطار في هذا الوقت من السنة بتوظيف عمال موسمين، من جهة أخرى اعتبر الرئيس المدير العام لشركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر زيارات المنظمة العالمية للطيران عادية وفي إطار برنامجها الدولي للوقوف على عمل المطارات المنخرطة بها، مشيرا إلى ضرورة عدم ربط هذه الزيارات بمصطلح "المراقبة"، فيما أكد أن المنظمة قد منحت للمطار نقاط عالية وكانت نتائجها إيجابية. * السياسي: إلى أي مدى وصلت استراتيجية العمل المسطرة من طرف شركتكم للفترة الممتدة ما بين 2007 - 2010 والقاضية بتحسين الخدمات وعصرنة المنشآت؟ - طاهر علاش: بالنسبة للاستراتيجية التي خصصنها ما بين 2007 إلى 2010 لدينا بها 7 محاور، منها نوعية الخدمات لاستقبال كل المسافرين ومستخدمي المطار، وفي هذا الإطار أنجزنا برنامج للوصول إلى الأهداف المسطرة، حيث قمنا بالحصول على شهادة نوعية إيزو 9001 لكل مصالح المطار، وكانت الخطوة الأولى للوصول إلى الأهداف المتمناة، ثانيا التكوين الخاص لعمال الشركة لأن هذه شهادات النوعية تستوجب بالضرورة تكوين العمال، ولتجسيد ذلك في الميدان قمنا بسبر للآراء لدى مستخدمي ومسافري المطار لمعرفة كيفية الاستقبال عن طريق استمارات موزعة من طرف موظفي وموظفات الشركة على عينة مقدرة ب 100 مسافر والأسئلة الموجهة إليه لمعرفة مستوى الخدمات في المطار والوقوف على النقائص، ولفتح الباب لمستخدمي المطار لمعرفة آرائهم لتحسين الخدمات لرفع النوعية، وهذا محور من الاستراتيجية الذي ركزتم عليه في سؤالكم، وهذه المحطة التي نحن فيها (الحوار أجري بمكتب المدير الرئيس المدير العام بالمطار الدولي) مدشنة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2006. وفي كلامنا مع الصحافة أكدنا أن كل الإمكانيات هي جد عصرية ومعتمدة عالميا، والمشكل الوحيد بالنسبة لنا هو كيف تكون هناك صيانة تحافظ على نفس المستوى لتحديد عمر كل هذه الإمكانيات. ولهذا بالذات لدينا نظام تسيير صيانة بالإعلام الآلي، وهذا من أجل تسهيل الأمور وتحديد تاريخ الصيانة، والتاريخ الواجب تجديد الصيانة فيه، ولدينا مخطط لكل صيانات المطار بحيث أنه لكل تجهيز مخطط ومبرمج، وليس هناك أي تجهيز ليس لديه مخططه الخاص بالصيانة، بحيث يعتمد على المتابعات الدورية سواء بالنسبة للتجهيزات التي تعمل بها الشركة، أو بالنسبة للتجهيزات التي توفرها الشركة لباقي المستخدمين كأعوان الأمن، الجمارك، وشركات الطيران، وكل الإمكانيات التي تسهل العمل في المطار. * بلغة الأرقام هل يمكننا معرفة رقم الأعمال الذي تسعى الشركة إلى بلوغه نهاية هذه السنة؟ وكيف تقيّمون التطور المالي للشركة؟ - لما بدأنا العمل سنة 2007 كان لدينا رقم أعمال يقدر ب 300 مليار سنتيم، حيث الرقم يعرف منحى تصاعدي سنويا، وفي برنامجنا نخطط للوصول إلى رقم أعمال يصل إلى 500 مليار سنتيم، بعد أن بلغ سنة 2009، 450 مليار سنتيم، أما سنة 2008 فقد كان رقم أعمال الشركة يقدر ب 390 مليار سنتيم. * وعن تقييمكم للتطور المالي؟ - كل عام يعرف عدد المسافرين المستخدمين لمطار الجزائر تزايداً بنسبة بلغت 10 بالمائة، مما يعني بالضرورة زيادة مدخول الشركة، ثانيا عامل الإشهار وهو عامل مهم جدا في زيادة المداخيل، وهو الآخر يعرف زيادة سنوية، بالإضافة إلى المدخول التجاري عن طريق المراكز التجارية المتوفرة في المطار، والتي لاقت عناية من طرفنا من خلال فتح المغلقة منها، وتبديل نشاطات بعضها، وذلك بحسب الطلب، وكذا السياسة التجارية المخططة من طرف الشركة لزيادة المدخول، وكذا ضمان أحسن الخدمات للمستخدمين والمسافرين. * ونحن على عتبة موسم الصيف الذي يستقبل فيه مطار هواري بومدين عدد هام من المسافرين، خاصة ما تعلق منهم بالمغتربين، ما هي أهم التدابير المعتمدة من طرف شركتكم تحضيرا لذلك؟ - نحمد الله على هذه المحطة الجديدة التي تختلف تماما في تسيرها عن القديمة التي كانت ضيقة جداً، والإمكانيات غير موجودة، والآن على العكس تماما فالمساحة الواسعة تضمن أحسن الظروف للمسافرين ولكل الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وفوق كل هذا نعمل على توفير كل الإمكانيات اللازمة لاستقبالهم أحسن استقبال، زيادة على هذا كل صيف يتم زيادة عدد العمال، وذلك بتوظيف عمال موسميين من فئة الطلبة ذكور وإناث في فترة الصيف لتسهيل الإياب والذهاب لكل الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر، وكذا لكل الجزائريين الذين يقصدون دول العالم لقضاء عطلتهم. في القديم كنا نتخذ عدد من الإجراءات لتجاوز إشكالية المساحة الضيقة أما حاليا فالمطار يسع العدد الهام من المسافرين، ويبقى فقط ضرورة زيادة العمال حيث لا ننسى أنه في فترة الصيف يقصد المطار عائلات بأولاد لذا فإن توظيف عمال موسميين يأتي من باب تسهيل عبورهم بالمطار لأن المطار لا يتعدى كونه معبر لذا نحن نعمل على ضمان التسهيلات الخاصة بالعبور. * كم عدد الموظفين الموسميين لهذه السنة؟ - لم يتم تحديده بشكل نهائي ولكن وبحسب الطلبات المقدمة فإنه ما بين 20 إلى 30 عامل وذلك فقط لخدمة المسافرين كزيادة على عدد العمال الثابت. * كيف تقيّمون التجربة الجزائرية في مجال تسيير المطارات بالمقارنة مع الدول العربية والإفريقية، بعد أن أثبتم جدارتكم في ذلك؟ - لحد الآن لدينا طرق محددة في التسيير كفريق واحد، مثلاً لدينا التسيير المالي عن طريق الإعلام الآلي، مجموعة عمل المحاسبة وغير ذلك، كما لدينا مجلس للإدارة، ولجنات خاصة كلجنة المراقبة والطيران، وكل هذا يسير وفق النظام الداخلي، كما عمدنا على تطوير نظامنا الذاتي للمشتريات لتجنب أي تبذير، بالإضافة إلى نظام النوعية والبيئة وغير ذلك، ونصدر بصفة دورية الجريدة الداخلية "أسكال" المخصصة للعمال ليتمكنوا من معرفة ما تقوم به شركتهم، من جهة أخرى عملنا على تطوير الموارد البشرية، بحيث أنه كل بداية سنة نضع الأهداف المحددة لكل موظف، وفي آخر السنة وبداية السنة الجديدة نقف على مدى تمكنه من تحقيق هذه الأهداف، والكشف عن الأسباب هل هي ناتجة عن تقصير من الموظف أو هناك ظروف أخرى عطلت تمكنه من تحقيق الأهداف المسطرة، ولا بد له من تبرير وإلا يتم اتخاذ إجراءات ضده لأنه يكون في هذه الحالة في غير مكانه، وذلك إما بدعم مستواه بالتكوين للوصول إلى الأهداف المتوخاة، أو تنحيته من منصبه، ونحن أكيد نتمنى دعمه بالتكوين ولكن إذا كان وبالرغم من التكوين لا يقدر على بلوغ الأهداف لا بد من إيجاد البديل، وفي هذا الإطار بالذات لدينا كل سنة مخطط للتكوين ومخطط آخر للتوظيف، لأنه لدينا عدة أنظمة ونعمل من خلال مخططات تحدد أنشطة كل موظف، هذا الأخير الذي يملك لكل 6 أشهر مخطط عمل خارج عمله اليومي لتحسين تسيرهم، وفي كل ستة أشهر نضع النتائج وهو ما يسمح لنا من معرفة قبل نهاية السنة موعد التقييم، مدى إنجاز الموظف لأهدافه المحددة، ولدينا مؤشرات أخرى نحاول السيطرة عليها في استعمال المطار من طرف الشركة كرؤساء المصالح للتأكد من السير الحسن لكل الخدمات مثل التكييف واستعادة الأمتعة وغير ذلك، نحاول من خلال كل هذا تقييم العمل للتأكد من مدى تطور شركة تسيير مصالح ومنشآت مطار الجزائر، وإلا لا بد من تبديل السياسة المتبعة لنكون دائما في المستوى وفي حسن ظن مستخدمي المطار وكل الوافدين إليه. وطريقة عملنا معمول بها عالميا بما فيها الدول المتقدمة وبالنسبة لي المسافرين ومستخدمي المطار هم الذين يؤكدون لنا مدى تمكننا من الخدمات المقدمة، فالوصول إلى النوعية في الخدمات ليس بالأمر الهين، ولا بد لنا من دراسات في التسيير كما لا بد لنا من متابعة العمال لمعرفة ما إذا كانا في المستوى، وأنا شخصيا مسرور بالنتائج المتوصل إليها لأنه في كثير من المرات في سؤالنا للمسافرين من خلال سبر الآراء الذي نقوم به كما سبق وأن شرحت لكم، يعبرون لنا عن مدى فرحهم من الخدمات المقدمة من طرف المطار وهو الأهم بالنسبة لنا. * وردت أنباء أن المنظمة العالمية للطيران تراقب عمل شركات مطار هواري بومدين بصفة دورية وفي كل مرة تكون النتائج إيجابية، ما مدى صحة هذه الأنباء؟ - فعلاً، لكن ليس مطار الجزائر فحسب، فالمنظمة العالمية للطيران نحن منخرطين بها وعلى غرار كل مطارات العالم، وقبلنا أن نسير على شكل تسيير وكل الشروط التي لا تكون إجبارية وإنما نحن اخترنا قبولها، ولا يمكن أن نطلق على زيارات المنظمة العالمية للطيران مصطلح مراقبة، بل زيارات لا تقتصر على مطار الجزائر فحسب، بل كل مطارات العالم، تكون بالاطلاع على مختلف الإجراءات الخاصة بالتسيير، الأمن والحماية وغيرها، ليعرفوا ما إذا كنا في القمة أو لا، ولكن حضروهم للمطار يكون دائما بنتائج إيجابية. * هل يتم ذلك سنوياً؟ - لا، ليس بالضرورة سنوياً، تختلف في كل مرة، يمرون على مطار الجزائر وعلى كل المطارات الدولية حسب برنامجهم المسطر، وأؤكد على كل المطارات وليس الجزائر فحسب أو البلدان الإفريقية، ومن خلال تقييم عمل مطار الجزائر تحصلنا في آخر مرة على نقاط جيدة والحمد لله، ومن هذه الناحية بالذات نحن مرتاحين لأن الشيء المعمول به في مطار الجزائر معمول به في كل مطارات العالم من حيث الأمن، فمطار الجزائر لديه مستوى عالي فوق المعدل، أما من ناحية أخرى مثل الحماية، التسيير، مخططات الطوارئ، وفي حدوث أي طارئ لا يكون هناك أي مجال للارتباك فكل واحد يعلم ماذا عليه أن يفعل، لأنه يجب أن نعلم أنه في المطار لسنا وحدنا، معنا كذلك الشرطة، الجمارك، الحماية المدنية، شركات الطيران، التجار، نفطال، هؤولاء كلهم شركائنا في المطار وكل واحد في أي وضع لديه الدور الواجب القيام به. * جُهّز مطار هواري بومدين بأحدث التكنولوجيات على غرار أكبر دول العالم، إلا أن بعض مرافقه تعاني نوع من الإهمال كالمراحيض مثلا بالرغم من وجود عدد هام من الأعوان، كيف تفسرون ذلك؟ - بالنسبة للمراحيض لدينا مصلحة تعمل على مدار اليوم وبدون انقطاع، ولكن لا ننسى فمن خلال الإحصائيات المنجزة عن طريق كاميرات للحساب بدون صورة طبعا، العدد كبير جداً، ففي المطار لدينا الكثير من المنتظرين يستعملون المراحيض، وفي بعض الأحيان تكون الصعوبات في تنظيف بعدم وجود الوقت الكافي، ولكن مراحيض المطار بالنسبة لنا جد مهمة فحتى العتاد يتم تجديده في كل المرة، وذلك باعتبار أنه المؤشر الأول لنظافة المطار، وهو ما يجعلنا نقوم في استطلاعاتنا للرأي بالتركيز على ذلك أيضا، وفي العموم نجد آراء جيدة، ولكن قد يكون في بعض الأحيان بعض الإهمال من العامل، أعطيك مثال من جانب آخر، إذا نزلنا الآن إلى البهو العام نظافة تامة لكن جاء منتظر أو مسافر ورمى بورقة من يأتي بعده من مسافر أو منتظر يرى تلك الحالة فيحكم بلا نظافة، ولدينا عمال على مدار الساعة. * هل يتم الاعتماد في ذلك على الشركات الخاصة؟ - نعم، عن طريق مناقصات، وفي هذا الإطار قربت نهاية عقود الشركة الحالية، وهذه السنة سنجدد المناقصة لاختيار الأحسن وذلك حسب دفتر الشروط لخدمة راحة مسافري ومستخدمي المطار. * وفي نفس الإطار، لماذا لم يتم لحد الساعة تصليح آلة التذاكر الخاصة بوقف سيارات المطار؟ - الآلة لم تتعطل وإنما نحن قمنا بإيقافها لوجود عدد هام من الناس الذين لا يدفعون ثمن تذاكرهم وفي الخروج يعودون للوراء لجلب التذكرة مما خلق نوع من الاكتظاظ، والآن نحن بصدد إيجاد حل لذلك حيث تجري دراسات أخرى تبقى التذاكر لكن الصناديق في الخروج، ولمن لم يدفع الثمن يستطيع فعل ذلك أثناء الخروج. * تم تصميم مطار هواري بومدين في حلته الجديدة ليتوافق ومواصفات المطارات عبر العالم، وهو ما يفسر احتوائه على ما يقارب 20 باباً إلا أنها لا تفتح بشكل كلي لاستقبال المسافرين، مما يحدث نوعا من الاكتظاظ فيه، إلى ما يعود السبب؟ - تعرفون أن عدد قليل جداً من المطارات في العالم التي تمتلك جهاز سكانير في المدخل العام للمطار، وذلك يدخل في الجانب الأمني، ولدينا ساعات تعرف اكتظاظ وأخرى العكس تماما، لذلك فضلنا مع وجود شرطي في المدخل هو يحدد اتجاه المسافر لإحدى جهازي السكانير الموجودين بالمدخل، وإذا فتحنا البابين يعني شرطيان من أجل لا شيء، ولو كان الدخول من دون سكانير لفتحنا جميع الأبواب ولكن بوجود السكانير لا بد من غلق الأبواب لضمان مرور المسافر بالسكانير، للتفتيش وهو في مصلحة المسافرين. * إذن، فالأمر يتعلق بإجراءات أمنية؟ بالتأكيد كل هذا يتعلق بإجراءات أمنية لا نستطيع فتح الأبواب كلها للمرور لأنه لا بد من المرور على السكانير، وفي حالة عدم وجود اكتظاظ يفتح سكانير واحد بالبوابة، لأنه كما تعلمون في كل مدخل لدينا جهازي سكانير، حتى ولو تعطل واحد يعمل الثاني، وفي ظرف 5 دقائق يكون التقني قد بدأ بتصليحه، وذلك باعتبار أنه لدينا تقنيين يعملون 24 ساعة على 24 ساعة في المطار، ولا نستطيع في المطار بأي شكل من الأشكال ترك الجهاز معطلاً، وإنما يتم تصليحه في ساعته. * أخيراً ماذا يمكن أن تقول لنا ولكل مستخدمي ومسافري مطار الجزائر؟ - أؤكد في كل مرة أننا نعتبركم بمثابة أعيننا التي نرى بها، فإذا كان هناك أي انتقادات فعلى الرحب والسعة، لأنه لا يمكننا أن نلاحظ كل التفاصيل. وشكراً.