يظل تأمين المطار وسلامة أمن المسافرين الشغل الشاغل للقائمين والساهرين على هذا الجانب الأساسي، ليس على مستوى مصالح الأمن المختصة فقط، بل وأيضا على مستوى مؤسسة مطار الجزائر الدولي، كل فيما يخصه. وفي هذا الشأن، كشف الرئيس المدير العام للمطار السيد الطاهر علاش ل ''الشعب'' أنه تم الشروع في تنفيذ مضمون المرسوم التنفيذي المؤرخ يوم 30 نوفمبر 2008 الصادر بالجريدة الرسمية، والذي يرمي أساسا الى توفير أفضل الظروف الممكنة بالمطار، فضلا عن تدابير واجراءات صارمة لتأمين محيطه تحسبا لأي أعمال تخريبية محتملة. وأشار ذات المسؤول الى أن هناك مخططات جديدة جرى تسطيرها من قبل الأجهزة الأمنية، من ضمنها زرع كاميرات لا سلكية داخل وخارج المطار وتقنيات حديثة أخرى دون أن يفصح عنها. وذكر في هذا الجانب ضرورة العمل من أجل الحفاظ على أرضية المطار والمساحة الشاسعة المحيطة به ومن كل ما من شأنه أن يمثل معوقات لحركة الملاحة الجوية، خصوصا عند اقلاع أو هبوط الطائرات، حيث تشكل -كما قال- أسراب الطيور المهاجرة أحد أبرز الأخطار التي تحدق بالطائرات خصوصا عندما تنطلق جميعها في شكل سرب، وعليه لابد من اعتماد مخططات ووسائل لإبعاد هذه الطيور عن المطار ومحيطه. تتمحور حول تجفيف الأرضية من مياه الأمطار لمنع الطيور من الهبوط، وتطهيرها من الفتات وكل ما من شأنه أن يكون مصدر غذاء لها، وكذا تركيب مسامير شائكة على أعمدة الانارة تحول دون بناء هذه الطيور المهاجرة عشا لها ولصغارها، مع اعتماد مركبات خاصة مجهزة بمقلد الأصوات ومكبر يطلق أصوات حيوانات متوحشة وجوارح لإخافة الطيور، ناهيك عن اعتماد محاليل مضادة للحشرات التي تعتبر فريسة للبعض منها. كما كشف اليسد الطاهر علاش عن انشاء مصلحة بيئية على مستوى المؤسسة بات وجودها -حسبه- ملحا، مشيرا الى أنه تم تكليف مكتب أجنبي مختص لمرافقة المؤسسة في مجال البيئة، وفي جهودها الكبيرة المبذولة في هذا الاطار، والرامية الى الحصول على شهادة 001,,14 وهي جهود تشمل نحو ألف هكتار تقع في محيط المطار. ومن ضمن هذه الاجراءات والتدابير المتخذة على مستوى المؤسسة في المجال البيئي بالاضافة الى ما سبق ذكره استرجاع زيوت السيارات بدلا من رميها في قنوات الصرف الصحي ومعالجة النفايات وفرزها قبل ايداعها في المفرغة العمومية...إلخ. وذلك في انتظار اقتناء جهاز خاص بإتلاف وحرق الأشياء المستعملة. أما بالنسبة لنوعية الخدمات المقدمة والتي تحرص المديرية العامة لمؤسسة مطار الجزائر على الارتقاء بها الى الأفضل بما يرضي المسافرين والمتعاملين معها، شدد السيد علاش على أهمية هذا الجانب الذي يتطلب بذل المزيد من الجهود والتضحيات والتركيز على احترافية مستخدمي المؤسسة وتحفيزهم، ولم لا مسايرة التطور المستمر والمعايير المعمول بها في مجال التسيير وغيره في المطارات الكبرى في العالم. وتحدث عن مخطط توجيهي جديد أوكل اعداده الى مكتب دراسات أجنبي مختص من أجل التنظيم الأفضل لأنشطة المطار، وصولا الى استشراف المستقبل وتحديد الآفاق بما يمّكن السلطات العمومية من التخطيط لتطوير المطار وفق جدول زمني محدد، وبوتيرة تمكن استيعاب الأعداد المتزايدة للمسافرين، وكذا حركة الطيران المرشحة للتوسع بعد فتح خطوط جديدة تربط الجزائر بعدد العواصم والمدن في العالم، ونذكر في هذا السياق الخط الذي سيفتح يوم 22 فيفري القادم والرابط بين عاصمتنا ومدينة شنغهاي الصينية، تقوم به الخطوط الجوية الجزائرية. وقدّر السيد الطاهر علاش في الأخير عدد المسافرين عبر مطار الجزائر العام الماضي بأربعة ملايين ومائة ألف مسافر مقابل 3 ملايين و 800 ألف مسافر سنة .2007