قبيل أسبوع من مشاركة الخضر في مونديال جنوب إفريقيا، يتحدث بعض اللاعبين الدوليين القدامى والفنيين عن المستوى الذي أبانه الخضر في المقابلة الودية الأولى أمام إيرلندا وعن تحضيرات الخضر وحظوظهم في الصعود إلى الدور الثاني. حتى وإن تباينت الآراء حول صعوبة التأهل إلى الدور الثاني من المنافسة، فإن الجميع يعتقد بأن المنتخب الوطني الجزائري يملك لاعبين محترفين والإصابات هي المهدد الوحيد لاستقرار الخضر. محمد حنكوش: "النقطة السلبية تبقى في غياب صانع ألعاب حقيقي والوقت ليس في صالحنا" "ما لاحظناه من المواجهة الودية أنها جاءت بحسابات لم تكن في محلها، هناك لاعبين لم ينالوا فرصتهم في اللعب لأطول فترة ممكنة من أجل الوقوف على مستواهم والحكم على ما يستطيعون تقديمه للمنتخب، فاختيارات بعض العناصر لم تلقَ إجماعاً، والخطة التكتيكية جعلت طريقة اللعب غير واضحة وغير بناءة فنيا. النقطة السلبية تبقى في غياب صانع ألعاب حقيقي والوقت ليس في صالحنا للبحث عن صاحب المنصب، شاوشي متميز بإمكانياته لكنه لم يصل بعد إلى المستوى العالي، بينما كان من الأفضل منح مبولحي فرصة أكبر للعب". أما فيما يخص إمكانية المرور للدور الثاني لم يخف حنكوش تخوفه من إخفاق الخضر خلال المونديال القادم بفعل الإصابات التي لم تغادر الفريق الوطني منذ انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس العالم، لكنه وفي نفس الوقت يعتقد بأن أشبال المدرب رابح سعدان قادرون على تخطي عتبة الدور الأول إذا ما سارت الأمور على أحسن ما يرام، مضيفا بأن الخضر يملكون إرادة قوية وحرارة كبيرة في اللعب ستساعدهم كثيرا في تحقيق هدفهم، لأن لا شيء مستحيل في كرة القدم. مصطفي بسكري: "اللاعب مصباح أبان عن إمكانيات كبيرة في المنصب الذي أقحمه فيه الطاقم الفني" "التشكيلة الوطنية ضمت عددا من اللاعبين الجدد الذين يحملون لأول مرة القميص الوطني في مباراة المنتخب، حيث لم يظهروا إمكانيات كبيرة باعتبار أن ما لعبوه في مباراة ودية ليس كافيا للحكم على الأداء الذي ظهروا به، اللاعب مصباح أبان عن إمكانيات كبيرة في المنصب الذي أقحمه فيه الطاقم الفني على الرواق الأيمن، أما المدافع بلعيد فلم نر له ظهورا كبيرا، باعتبار أن إقحامه بالمباراة لم يكن في منصبه الأصلي كمدافع أيمن بل لعب في وسط الدفاع رفقة حليش، وهو ما جعله يجد صعوبات في هذا المنصب الجديد عليه. وعلى عكس بلعيد، فإن ڤديورة ورغم تغيير المنصب، غير أنه أظهر مستوى جيد في اللعب وقدم مباراة في المستوى. اللعب الفردي للاعبين مقنع لكن التنسيق الجماعي يبقى غائبا والهجوم إشكال ليس وليد اليوم بل تعاني منه التشكيلة منذ مدة". وبخصوص حظوظ المنتخب الوطني في بلوغ الدور الثاني، لم يبد مصطفي بسكري تفاؤلاً كبيراً لبلوغ هذا الدور واعترف بصعوبة المهمة التي تنتظر رفقاء زياني في مجموعة صعبة للغاية تضم 3 مدارس كروية مختلفة، ولعل أبرزها المدرسة الإنجليزية العريقة، وربط بسكري تألق المنتخب الوطني باسترجاع جل اللاعبين إمكاناتهم البدنية والفنية قبل أول مباراة إذا ما أرادوا رفع أسهمهم في إمكانية حجز إحدى بطاقات التأهل للدور الثاني، وأضاف بأن المهمة ليست مستحيلة رغم أن الحظوظ ضئيلة، مطالبا في نفس الوقت بالتفاف الجميع حول المنتخب وتقديم الدعم للناخب الوطني بغية تشريف الكرة الجزائرية لا غير. توفيق قريشي: "غياب الأساسيين أثّر على المباراة وغير أهداف سعدان" "نتيجة المباراة غير مطمئنة لمنتخبنا الوطني وحتى الآداء لا يبعث على الارتياح قبل أيام قليلة تفصلنا على موعد انطلاق كأس العالم، أهداف المواجهة تغيرت بالنسبة للناخب الوطني الذي وضع حسابات قبل أن تتغير بفعل الإصابات الكثيرة التي مست عددا من كوادر المنتخب، وهو ما أدى به إلى إقحام لاعبين لن يعتمد عليهم في نهائيات المونديال كأساسيين، حيث اغتنم الفرصة لتجريبهم وتغيير مناصبهم للوقوف على قدرتهم في التعود عليها، أرفض الأقاويل التي تتحدث عن العقم الهجومي وعدم نجاعة المهاجمين، حيث ما يعاب على طريقة اللعب أن الكرات العالية التي كانت تصل المهاجمين من خط الوسط كانت عالية ولم تساعد مهاجمينا الذين كانوا في مواجهة مدافعين قامتهم طويلة، وهو ما أعاق تحكمهم في الفتحات التي كانت تأتيهم من لاعبي الوسط، حيث أن العناصر الوطنية يناسبها اللعب على الكرات القصيرة والسريعة. وتبقى حظوظ الخضر في بلوغ الدور الثاني وفيرة إذا ما قدم جميع اللاعبين كل ما يملكون، والمفتاح سيكون في المباراة الافتتاحية أمام سلوفينيا". جمال مناد: "العقم الهجومي سببه غياب التنسيق بين الوسط والهجوم" "المباراة الأولى لا تسمح لنا بتقييم شامل لطريقة لعب العناصر الوطنية، لكنها قدمت مردوداً لا بأس به، خاصة وأن عدة لاعبين جدد لم يلعبوا في مناصبهم الأصلية وتمت تجربتهم في مناصب جديدة، على سبيل المثال اللاعب بلعيد الذي ظهر تائها فوق الميدان أمام حليش، حيث لم يكن التنسيق كبيرا بينهما، باعتبار أنه لا يلعب في وسط الدفاع بل مدافعا أيمن لكنه يملك طريقة لعب فنية متطورة، من جهته مصباح أظهر للجميع أنه أحسن خليفة لبلحاج، خاصة وأن نزعته الهجومية كانت ظاهرة على الرواق الأيسر، أما ڤديورة فلم يظهر إمكانيات هجومية كبيرة مثل مصباح، حيث وجد صعوبات في منصبه الجديد، وهو ما جعله يبحث عن الحلول من وسط الميدان لكنه لاعب طموح ويملك بنية قوية تجعل مستقبله كبيراً". أما فيما يخص حظوظ الجزائر في المرور إلى الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا منعدمة تماما بسبب الإصابات المتلاحقة للاعبين وكذا اعتماد الناخب الوطني رابح سعدان على بعض العناصر التي لا تلعب بانتظام في أنديتها، مما يوحي بأداء مونديال كارثي بكل المقاييس، خاصة مع تواجد الخضر ضمن مجموعة فيها منتخبات من العيار الثقيل وعلى رأسها منتخب أنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية بالإضافة لسلوفينيا. وأضاف محدثنا الذي بدا متشائما لدرجة كبيرة بأنه وفي حال مرور الجزائر إلى الدور الثاني من كأس العالم فعلى الجميع أن يتيقن بأن مستوى المونديال في انحدار كبير، مشيراً إلى أنه لا يعتبر التأهل في حال حصوله بمثابة إحدى مفاجآت المونديال، لأنه وببساطة لا يرى أي إمكانية لرفقاء غزال في مقارعة الكبار لمحدودية إمكانياتهم الفنية والبدنية. حسين ياحي: "التغييرات جاءت متأخرة وبعض اللاعبين لم ينالوا فرصتهم في اللعب" "هناك بعض الأسماء الجديدة التي تركت بصمة واضحة في المباراة الودية، فلاعب مثل مصباح ورغم لعبه تحت الألوان الوطنية لأول مرة، غير أنه نجح في البروز والتأكيد على مستوى فني كبير على الرواق الأيسر، أما ڤديورة و بلعيد فلم يقدما أشياء كبيرة، فالأول لعب في منصب غير متعود على الجهة اليمنى، ونفس الأمر ينطبق على بلعيد الذي لعب بجانب حليش وظهر واضحا عدم التنسيق بينهما لكنه قادر على تقديم الأحسن. من جهتهما، فإن بودبوز وقادير يملكان مستوى فنيا لكن الوقت الذي لعباه كان غير كاف لمنحهما فرصة أكبر. مبولحي أشركه الطاقم الفني عندما كان المنتخب متأخرا بهدفين وهو ما لم يسمح له بإحداث الفارق وكان من الأفضل أن يدخل أساسيا مكان شاوشي، خاصة وأنه قادر على منافسته في منصب الحارس الأول". كما صرح لنا اللاعب السابق للمنتخب الوطني ياحي حسين أن حظوظ أشبال رابح سعدان في بلوغ الدور الثاني مستحيلة، مشيراً في نفس الوقت إلى أن الذهاب بلاعبين مصابين وآخرين ناقصي منافسة أمثال زياني والاستعانة بلاعبين جدد عشية المونديال لا يمثل الطريقة الأفضل للتحضير لأكبر منافسة عالمية في كرة القدم، خاصة في ظل تواجد منتخبنا الوطني في مجموعة صعبة للغاية تحضر بشكل ممتاز لهذا الحدث الكبير. وعن التصريحات المتفائلة للاعبين والطاقم الفني أوضح ياحي بأن من حق الجميع أن يتفاءل، لكن لا توجد حقيقة أخرى غير الميدان، وعنصر المفاجأة مستبعد في مثل هذه الظروف.