شهدت ولاية البليدة، أول أمس، أكبر عملية تطوعية لغرس أكثر من 100 ألف شجيرة ووردة في مبادرة ترمي إلى استرجاع الولاية لقب مدينة الورود. وخلال الساعات الأولى من صبيحة أول أمس، تحولت مختلف شوارع وأحياء الولاية الموزعة عبر 25 بلدية إلى ورشة كبيرة، بمشاركة أكثر من 10 آلاف متطوع ممثلين لمختلف القطاعات الحيوية والمديريات التنفيذية والجمعيات الممثلة للمجتمع المدني والكشافة الإسلامية. وكان المستشفى الجامعي فرانس فانون نقطة انطلاق هذه الحملة من خلال غرس ورود وشجيرات على مساحة 34 هكتارا بمشاركة المئات من الموظفين مدعومين بالعشرات من المواطنين. وبمدينة البليدة، تمّ غرس 15 ألف شجيرة ووردة خلال أقل من ثلاث ساعات حسب التقديرات الأولية، وهو الأمر الذي يعكس الجهود التي بذلها المشاركون في هذه الحملة المنظمة بمناسبة الاحتفال بعيد النصر. وأكد والي البليدة، عبد القادر بوعزقي الذي أمر بإطلاق هذه المبادرة، أن نجاحها متوقف على مشاركة المواطن الفعالة لتزيين مدينته التي لا طالما تغنى بها الأدباء والشعراء والفنانون، مشيرا إلى أن الأجواء المشمسة التي يشهدها هذا اليوم ستساعد في نجاحها. وكانت مصالح الحماية المدنية في الموعد، من خلال تجنيد 200 عون حماية لغرس ألف وردة على مستوى أربع حدائق حضرية، إلى جانب مشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي وعناصر الدرك الوطني الذين كانوا في الموعد، وكذا عناصر الأمن الوطني الذي قاموا بتزين أحياء الشرطة الموزعة عبر إقليم الولاية. وفي جولة عبر مختلف شوارع وأحياء المدينة، لوحظ حضور قوي للمواطنين مرفوقين بأبنائهم الذين بدت عليهم علامات الحماس والفرحة للمشاركة في تزيين مدينتهم وإعادة مجدها ورونقها. وكان عمي سعيد شيخ في العقد الثامن من عمره نموذجا حيا للشباب لحملهم على المشاركة في هذه الحملة فبالرغم من كبر سنه، إلا أنه أبى إلا أن يشارك في هذه الحملة التي مست 180 موقع مرفوقا بأبنائه وأحفاده، مستذكرا شوارع وأحياء ومنازل المدينة التي كانت خلال سنوات مضت لا تخلوا من مختلف أنواع الورود. وأوضح أن ولاية البليدة كانت مقصد المواطنين من مختلف ربوع الوطن لاقتناء أنواع من الورود والأزهار التي لا توجد إلا بمدينة الورود غرس 100 ألف شجيرة ووردة احتفالا بعيد النصر. وتسعى السلطات المحلية إلى تحقيق هدف غرس 100 ألف شجيرة ووردة على مستوى 25 بلدية يوم 19 مارس، حسب المنظمين. وأكد الوالي خلال مجلس تنفيذي ولائي للتحضير لهذه العملية، أنه يجب الاحتفال بهذا اليوم بشكل يليق بالتضحيات التي قدمها الشهداء لتحرير الجزائر من المستعمر الفرنسي. وأضاف بوعزقي أن هذه العملية تأتي في إطار تنفيذ البرنامج المسطر للاحتفال بعيد النصر يوم 19 مارس، والذي أردنا الاحتفال به هذه السنة ليس ببرنامج رسمي كما جرت عليه العادة فحسب، ولكن بالقيام بمبادرة ترمي إلى استرجاع الوجه الجمالي لعروس المتيجة.