أطلقت وزارة الثقافة خلال تنظيم فعاليات المهرجان الوطني لإبداعات المرأة مسابقة أحسن مقال صحفي منحت فيها المجال للصحفيين الراغبين في المشاركة بمواضيعهم حول المهرجان، وقد كانت هذه المبادرة الأولى من نوعها في مختلف الميادين التي ينشط فيها الصحفي الجزائري، بحيث وضعت للفوز بالمسابقة جملة من الشروط الواجب استيفاءها خلال كتابة المواضيع، أولت فيها وزارة الثقافة بمختلف إطاراتها الأهمية البالغة في اختيار المواضيع، التي خضعت للدراسة والتنقيط من حيث الأسلوب والشمولية على مختلف المعلومات المتاحة أثناء المهرجان، وبعد شهرين كاملين من المهرجان عاد مرة أخرى بثوب التكريمات للصحفيين المشاركين مانحا بذلك دفعة مميزة للعمل الصحفي في المجال الثقافي، وعليه تم بحر الأسبوع الماضي تكريم مجموعة من الصحفيين المشاركين في تغطية فعاليات الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة والذي خصص خلال شهر ماي الماضي لموضوع النسيج، وقد تم توزيع الجوائز على الفائزات، بحضور محافظة المهرجان حميدة محمصاجي أقسوس ومجموعة من إطارات وزارة الثقافة وأعضاء لجنة التحكيم، وفي مقدمتهم مستشار وزيرة الثقافة محمد سيدي موسى الذي ترأس اللجنة نظرا للخبرة الواسعة التي يملكها في مجال تخصصه، والكاتب والصحفي رواش بلقاسم، ورئيسة القسم الثقافي في جريدة المساء نوال جاووت، بالإضافة إلى الصحفي الحر عيسى رحماوي، حيث تخللت المناسبة مقطوعات موسيقية راقية أداها طلبة بالمعهد الوطني العالي للموسيقى. وقد افتكت "السياسي" الجائزة الأولى عن أحسن مقال، للصحفية مريم شرايطية، وكان التكريم للسياسي من بين الصحف المتواجدة في الساحة الإعلامية قبل شهرين من إطفاء عيد ميلادها الأول، عبارة عن هدية من وزارة الثقافة في عيد ميلادها. للإشارة فالفائزات بالمسابقة هن، مريم شرايطية الصحفية بجريدة "السياسي" التي تحصلت على الجائزة الأولى لأحسن مقال صحفي خلال المهرجان، والصحفية بجريدة "الفجر" حياة سرتاح التي تسلمت الجائزة الثانية، بينما تحصلت كريمة حسناوي من جريدة "ميدي ليبر" الناطقة باللغة الفرنسية على الجائزة الثالثة، وتمكنت بدورها حنان حملاوي من افتكاك جائزة أكبر مشاركة ومتابعة لفعاليات المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة. وقد منحت هذه الجوائز التي تعبر في قيمتها الرمزية عن دعم الوزارة للصحفيين المختصين بالشأن الثقافي تحفيزا لهم على العطاء أكثر في هذا الميدان المتنوع بتراثه وفعالياته وفنونه، ومثلما كان المهرجان فرصة لتشجيع الإبداعات الفنية للمرأة وحثها على المواصلة في نقله عبر الأجيال، باعتبارها أكبر مساهم في الحفاظ على التراث الجزائري بصفة عامة، ومنه النسيج، جاءت تكريم الصحفيات الفائزات فرصة أخرى لتشجيع نقل إبداعات المرأة للمواطن الجزائري والإسهام في توعيته بالأبعاد الثقافية الغزيرة والمتنوعة في بلده الجزائر، ليضاء جانبا كثيرا ماكان محجوبا عنه، وهو ما يخول المهرجان ليكون الحالة الشاذة والمثل الذي ستتعقبه لا محال مختلف المهرجانات المقامة في الشؤون الثقافية ولما لا المؤتمرات والندوات الوطنية والعالمية، ليدخل بذلك محافظي المهرجانات والمأطرين من خلفهم في حتمية مواكبة الحداثة و الاجتهاد للحفاظ على الموروث القديم، وتوسيع نطاق المعرفة لدى الجماهير الجزائرية بجوهره ومبادئه الأساسية. شرايطية مريم من "السياسي": الفضل يعود للمدير العام الذي فتح لنا الأبواب "لم أتوقع أن أتوج بالجائزة الأولى، هذه الجائزة القيمة التي أعطت دفعة مميزة للعمل الصحفي في المجال الثقافي، حيث شعرت بالاهتمام الذي أصبح يولى للأعمال الصحفية التي يقدمها الإعلاميين الجزائريين، وثمرة الجهد المبذول، ما شكل قيمة مضافة على المادة الإعلامية المنشورة عبر الجرائد الوطنية، وقد منحتني الجريدة التي أعمل بها وعلى رأسها المدير العام السيد "وائل دعدوش" الفرصة لأخط أولى سطوري في مجال الكتابة الصحفية، والذي يولي اهتمام بالغا بقطاع الثقافة، وسيما وأنه فتح لنا الأبواب نحن الشباب للكتابة في جريدة "السياسي" التي رغم كونها جريدة فتية، إلا أنها قطعت شوطا واسعا في مجال الموضوعية والاحترافية بمواضيعها المختارة بكل جدية، وهي المميزات التي حثتني على الاجتهاد في مختلف المجالات التي أتيحت لي عبرها، وكان أهمها الميدان الثقافي لما له من إسقاطات مباشرة على المواطن الجزائري، وقد حاولت قدر المستطاع أن أقدم من خلال موضوعاتي الإبداع والاختلاف عن المعهود. فالهدية الرمزية التي تحصلت عليها ما هي إلا نتاج للعمل الجماعي من طرف طاقم الجريدة والنصائح القيمة والبناءة التي تلقيتها من طرف القائمين على الجريدة، كما يعود جزءا مهما من هذا النجاح للوالدين الكريمين". كريمة حسناوي من يومية "ميدي ليبر": المبادرة كانت رائعة "أنا جد مسرورة، حيث تركت المبادرة لدي انطباعا رائعا خصوصا وأنا وافدة جديدة إلى عالم الصحافة والإعلام، حيث لم يمر على ولوجي لهذا العالم إلا خمسة أشهر، وذلك ما يحفزني على بذل المزيد من المجهودات في سبيل تحقيق نجاحات أخرى في المستقبل، كما لا يفوتني أن أشكر محافظة المهرجان وأعضائها المحترمين وكل أفراد لجنة التحكيم، كما أهدي هذا التتويج لكل الزملاء وطاقم يومية ميدي ليبر وكذا كل أفراد عائلتي". حياة سرتاح عن يومية "الفجر": الجائزة ذات أثر وبعد معنوي كبير في حقيقة الأمر مفاجأة جد سارة باحتلالي المرتبة الثالثة وحصولي على جائزة ذات أثر وبعد معنوي كبير على نفسيتي مما قد يكون بلا شك دافع من أجل المثابرة أكثر داخل أغوار مهنة المتاعب، خاصة داخل الخارطة الثقافية الوطنية التي تعاني من بعض نقص الاهتمام من طرف بعض الأقلام وانحصار مساحات الفعل الثقافي داخل صفحات الجرائد والصحف الوطنية، وقد تكون هذه المناسبة فرصة سانحة من أجل إحداث انطلاقة جديدة بأدب المرأة الجزائرية وإبداعاتها الإعلامية و المهنية، كما لا يفوتني أن أشكر كل أفراد لجنة التحكيم ومحافظة المهرجان كما أهدي هذا التتويج والتكريم إلى عائلتي وأسرتي وإلى كل عمال جريدة الفجر ومديرتها العامة السيدة حدة حزام".