أكدت وزيرة التّضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، أنه فيما يتعلق بالتحضيرات لشهر رمضان الكريم، فإن العمل قد انطلق قبل أشهر بالتنسيق مع وزارة الداخلية كشريك أول يتكفل ب90 بالمئة من الغلاف المالي للعملية التضامنية خلال الشهر الفضيل. وقالت الوزيرة، أمس، أن الظروف الاقتصادية الراهنة لن تؤثر أبدا على تكفل الحكومة الجزائرية بالطبقة الهشة خاصة خلال مثل هذه المناسبات العظيمة. من جهة أخرى، أوضحت مسلم أن الجزائر لن تنسحب من اتفاقية سيداو الدولية التي أمضت عليها سنة 1996 مع تمسكها بتحفظها على كل المواد التي تمس بالقيم الإسلامية ومبادئ شريعتنا السّمحاء. وأوضحت مونية مسلم خلال حوار لها ضمن برنامج ضيف الصباح على أثير القناة الإذاعية الأولى، أنه وبعد التعديل الأخير في الدستور الجزائري خاصة فيما يتعلق بالمناصفة بين الجنسين وتجريم العنف الأسري وتوسيع التحرش الجنسي إلى التحرش في الأماكن العمومية وتعديل قانون الأسرة والجنسية وبعد كل المكتسبات التي تحصلت عليها المرأة في مجتمعها وداخل محيطها الأسري، كان لزاما على الجزائر رفع بعض التحفظات التي كانت قائمة على اتفاقية سيداو الدولية خلال 1996 و2008 تماشيا وتلك المتغيرات. وأكدت مونية مسلم أن اللّغط الحاصل في بعض الوسائل الإعلامية بشأن هذه المسألة، خالٍ من المنطقية، وقالت أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كان واضحا جدا في رسالته التي وجهها للمرأة الجزائرية في عيدها العالمي لهذا العام حين قال: الجزائر في أريحية كاملة لرفع بعض التّحفظات الأخرى على الاتفاقية الدولية سيداو ، وأعني هنا تلك التي تتماشى مع ديننا الحنيف ولا تخالف المبادئ الإسلامية . وقالت الوزيرة أن الحكومة الجزائرية لازالت وستظل متمسكة بتحفظها على بعض المواد في الاتفاقية خاصة فيما يتعلق بالتبني وإلغاء الولي والميراث وحرية تصرف المرأة في جسدها، لأنها - تقول - تتنافى ومبادئ الدين الإسلامي. القرض المصغر نجح في استحداث 764 ألف مؤسسة وفي موضوع مختلف، تطرقت مونية مسلم إلى دور القرض المصغر في دفع العجلة الإنمائية والقضاء على مشكلة البطالة في مجتمعنا، مؤكدة أن جهاز القرض المصغر قد نجح في استحداث 764 ألف مؤسسة مصغرة إلى غاية 31 ديسمبر2015، وأن 97 بالمئة من هذه المؤسسات ناجحة وتمكنت من خلق مليون و100ألف منصب شغل. وذكرت في السياق أن وكالة القرض المصغر تعمل وفق برنامج كامل يضمن مرافقة صاحب القرض من بداية فكرة المشروع حتى تجسيده على أرض الواقع ليتحول إلى مصدر رزق. وفي موضوع مختلف، أثنت الوزيرة مونية مسلم على الجمعيات الناشطة في مجال التّحسيس بالتبرع في الدّم وقالت أن الحركة الجمعوية الجزائرية عموما قد أحرزت تقدما كبيرا وساهمت في تغيير واقع الثقافة التّضامنية وإرسائها في المجتمع، وأكدت أن وزارة التضامن تعمل مع هيئات أخرى لتقديم كل التسهيلات لهذه الجمعيات قائلة: لقد لمسنا تفتحا وتعاونا كبيرين لدى المصالح الولائية دون استثناء . ودعت وزيرة التضامن هذه الجمعيات إلى الاستمرار في المثابرة والنشاط طيلة السنة وعدم اقتصار جهودها على المواعيد والمناسبات.