يعيش الأساتذة المتعاقدين المشاركين في المسيرة المتوقفة أوضاع جد مزرية في ظل الظروف التي كانوا يتواجدون بها لغاية يوم امس ببودواو ولاية بومرداس، أين افترشوا الشوارع، فيما دخلت مجموعة منهم في اضراب عن الطعام منذ ثلاث أيام ما أدى إلى إغماءات استدعت نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية، وفي ظل إصرار وزارة التربية الوطنية على موقفها بعدم الإدماج إلا عن طريق المرور عبر مسابقة التوظيف المقررة بتاريخ 23 أفريل الجاري، تستمر معاناة 1500 أستاذ متعاقد الذين أصروا على مواصلة الاحتجاج رغم الظروف المناخية الصعبة وتواجدهم بالشارع، مشددين على تولى الوزير الأول ورئيس الجمهورية لقضيتهم من خلال الإدماج دون قيد وشرط وذلك بعد تخلي الوزارة الوصية عنهم وانتهاجها لسياسة التخويف والترهيب عن طريق إطلاق بالطرد والفصل النهائي من المناصب. لا يزال 1500 أستاذ متعاقد من المشاركين في مسيرة يفترشون شوارع مدينة بودواو بعد أن وصلوا إليها منذ ثلاث أيام ، ورغم الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها عدد من ولايات الوطن من تساقط للأمطار، ما استدعى بعض سكان المنطقة إلى التدخل لمساعدة هؤلاء الأساتذة من خلال تقديم الأفرشة والأغطية وبعض المؤونة من الطعام والشراب، إلا أن الأساتذة المتعاقدين لازالوا متمسكين بقرار الإدماج وعدم الرجوع عن الاحتجاج إلا بعد خضوع الوزارة لرغبتهم المتمثلة في الإدماج المباشر دون قيد أو شرط، خاصة بعد المعاناة التي تكبدوها من خلال المشي على الأقدام من ولاية بجاية وصولا إلى بومرداس في مسيرة استغرقت ثمانية أيام للوصول إلى مدينة بودواو أين يقبعون حاليا ودخول مجموعة منهم في إضراب عن الطعام منذ ثلاث أيام تسببت في تدهور حالاتهم الصحية ما أدى إلى دخولهم في حالة إغماء من بينهم ممثل التنسيقية بشير سعيدي. الكلا الوزارة لم تحل القضية وإنما قامت بتعقيدها وفي هذا السياق، أكد ايدير عاشور، رئيس نقابة مجلس ثانويات العاصمة الذي صاحب الأساتذة المتعاقدين في مسيرتهم منذ اليوم الأول انطلاقا من ولاية بجاية، أن قضية الأساتذة المتعاقدين لا زالت تراوح مكانها عقب أخر لقاء جمع ممثليهم بوزارة التربية الوطنية التي اقترحت فمرة احتساب الخبرة المهنية في الاختبار الشفهي ورفضت رفضا تام إدماج الأساتذة المتعاقدين مباشرة دون المرور على مسابقة التوظيف، مشيرا إلى أن الوزارة لم تحل القضية وإنما قامت بتعقيدها أكثر من خلال انتهاجها أساليب لا تخدم المدرسة الجزائرية عن طريق تخويف وتهديد الأساتذة بفصلهم على مناصبهم في حال عدم التحاقهم بها فورا، موضحا أن هذه الأساليب لا يمكن أن تخدم المدرسة الجزائرية وإنما ستؤدي إلى عدم الاستقرار. وأضاف ايدير عاشور، في اتصال هاتفي ل السياسي أن مطلب إدماج الأساتذة المتعاقدين بات اليوم بيد الوزير الأول ورئيس الجمهورية، مناشدين إياهم التدخل عن طريق إصدار رخصة استثنائية لإدماجهم في مناصبهم مباشرة دون قيد أو شرط خاصة أنهم يملكون من الخبرة والكفاءة ما يؤهلهم للتدريس، مشيرا إلى أن حالة الأساتذة المتعاقدين ومعنوياتهم مرتفعة وهم مصرين على مطلبهم رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها حاليا، مشيرا إلى أن حالتهم أصبحت كحالة اللاجئين الأفارقة والسوريين. إيداع شهادات العمل ضمن ملف الترشح لمسابقة التوظيف بداية من الأحد من جهتها، كشفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس، أن الشروع في إيداع شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين على مستوى مراكز إيداع وتجميع ملفات الترشح في مسابقة .توظيف الأساتذة سيكون ابتداء من يوم الأحد المقبل. وفي تصريح للصحافة على هامش الندوة الوطنية لمديري التربية, خصصت للتحضير لمسابقة توظيف الأساتذة وللامتحانات الوطنية، أكدت بن غبريط أنها أعطت تعليمات لمديري التربية لتسهيل عملية سحب شهادات العمل بالنسبة للأساتذة المتعاقدين والشروع في سحبها بصفة استعجالية بغرض السماح لكل مترشح بإضافة هذه الوثيقة ضمن ملف الترشح كوثيقة رسمية تثبث خبرتهم، مضيفة أن دائرتها الوزارية، التزمت بفضل القرار الهام الذي اتخذته المديرية العامة للوظيف العمومي بتثمين الخبرة للأساتذة المتعاقدين على العمل لضمان كل الظروف المواتية التي تسمح بتطبيق هذا القرار . وعلى ضوء هذا القرار، دعت بن غبريط، مديري التربية على المستوى المحلي بتحضير شهادات العمل الخاصة بالأساتذة المتعاقدين بعد الموافقة عليها من طرف مديري التربية ، فيما دعت الأستاذ المتعاقد المترشح للمسابقة للقيام بإيداع هذه الشهادات ابتداء من يوم الأحد المقبل على مستوى المراكز المخصصة للتسجيل في مسابقة التوظيف وتجميع الملفات، معتبرة هذه العملية التي سيتجند لها يوميا كل إطارات